خاص- شؤون عمانية
قال محمد صالح صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية في طهران، إن الجولة الثالثة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية انتهت في مسقط بعد أن استمرت 5 ساعات تقريباً، مضيفا: “يبدو أنها واجهت تحديات من الجانب الإيراني ومن الجانب الأمريكي أيضاً، وحسبما قال وزير الخارجية عباس عراقجي أنها كانت جادة، وأن تقدما كبيرا حصل في هذه الجولة”.
وأشار في تصريحات لـ”شؤون عمانية”، إلى أنه “يجب عدم المبالغة في النتائج، وعدم المبالغة لا يعني أن المفاوضات تعثرت أو وصلت إلى طريق مسدود، على العكس من ذلك، بل إنها تناولت قضايا مهمة بالنسبة إلى الجانبين، ونحن نعلم بأن الجانب الإيراني عندما دخل المفاوضات هو لديه هدف واحد رئيسي واستراتيجي، وهذا الهدف هو إنهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران وتحديداً تلك التي فرضها الرئيس ترامب عندما انسحب من الاتفاق النووي في عام 2018، وفرضت الولايات المتحدة عقوبات منذ ذلك التاريخ لحد الآن، إضافة إلى عقوبات أخرى لم تنفذ بعد التوقيع على الاتفاق 2015 يعني منذ يوليو 2015 إلى نوفمبر 2016 عندما فاز الرئيس ترامب في جولته في فتر الأولى، لم يجري تنفيذ إزالة العقوبات على إيران، ومنها إزالة المقاطعة المفروضة على آلية السويفت التي تحدد العلاقة والارتباط بين البنوك الإيرانية والبنوك الأجنبية أو البنوك خارج إيران، وبالتالي هذه القضية بالنسبة إلى إيران مهمة جدا، قضية العقوبات، وإذا تشعر إيران بأن هذه المفاوضات لن تؤدي إلى إزالة العقوبات، أنا لا أعتقد بأنها سوف تستمر في هذه المفاوضات”.
وتابع صدقيان قائلا: “الجانب الإيراني يرى أن إنهاء هذه العقوبات مهم جداً، والجانب الأمريكي دخل المفاوضات بهدف التحقق من طبيعة البرنامج النووي الإيراني، وأعتقد بأن هذا القلق عند الجانبين أو الهدف الموجود عند الجانبين يندرج في طريق ذي اتجاهين، إذ يجب أن تتحقق أهداف الإيرانيين والأمريكيين، وبالتالي نحن رأينا في الجولة الثالثة التي انتهت السبت المنصرم في مسقط وجود خبراء اقتصاديين، وعندما يكون هناك خبراء اقتصاديين، معنى ذلك بأنه تمت دراسة آلية إزالة العقوبات، كيفيتها ووقتها، وطريقة إزالتها على مراحل، وهذه تتعلق أيضا بطبيعة إزالة القلق عند الجانب الأمريكي، وبالتالي أنا أعتقد بأن القضايا الاقتصادية كانت مطروحة والقضايا الفنية أيضاً كانت مطروحة ويبدو بأنها وصلت إلى طريق ربما يكون صعب، إذ يحتاج المفاوضون إلى دراسة مطالب الجانبين مع حكوماتهم، ولذلك انتهت جولة المفاوضات الثالثة عند هذا الأمر”.
وأكد أيضا: “هناك معلومات بأن الجانب العماني هو الذي سوف يقرر أين ومتى ستكون الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية الأمريكية سواء في مسقط أم في دولة ما، وهل ستكون الأسبوع القادم أم بعد أسبوعين؟ الوسيط العماني الذي يقرر ذلك بعد أن يتشاور بين الجانبين الإيراني والأمريكي، لكن بشكل عام إننا متفائلون بحذر، والحذر من هذه التحديات الموجودة حالياً، ومنها كيف يمكن أن تكون أنشطة التخصيب، ومقدار الكمية المخصبة بنسب مرتفعة، وأجهزة الطرد المركزي، وهذه كلها مواضيع موجودة على الطاولة؟ وأنا أعتقد حسب المعلومات المتوفرة أن هناك نقطتين رئيسيتين تم التوقف عندها، الأولى قضية تخصيب اليورانيوم، والنقطة الثانية العقوبات الاقتصادية، وتحتاج هاتين القضيتين إلى قرارات حاسمة، والشجاعة أيضاً من قبل الجانب الإيراني ومن قبل الجانب الأمريكي”
وأضاف: “يجب علينا أن ننتظر الجولة الرابعة، لكن بشكل عام ما ألمسه من أجواء في العاصمة الإيرانية طهران، هو حسن التدبير الذي يقوده الوسيط العماني، وطبيعة إدارة هذه المفاوضات، وهي مهمة ليست سهلة، والوسيط العماني الذي يقوم بهذه الوساطة بين الوفدين، خصوصاً ونحن نعلم بأن هذه المفاوضات تكون غير مباشرة، والجانب العماني هو الذي يقوم بالوساطة بين الجانبين، وكما قال عباس عراقجي فإن المقترحات تتم عبر رسائل مكتوبة يتم تداولها بين الجانب الأمريكي والجانب الإيراني، ولذلك هذا الأمر يعقد الأمر على الوسيط الذي ينقل هذه الرسائل بالشكل الذي يدفع هذه المفاوضات إلى الأمام، وهي نقطة أعتقد بأنها نقطة حساسة أولا ومهمة أيضاً، ولذلك هي تزيد من ثقل عمل الوسيط العماني، لكن لحد الآن هناك ارتياح كبير من قبل الجانبين كما سمعنا بالإدارة الحكيمة التي يقوم بها الوسيط العماني من أجل إنجاح هذه المفاوضات، وأنا لا أعتقد بأن هناك سهولة في هذه المفاوضات، وطبيعة المفاوضات فيها أمور حساسة جدًا، إذ إنوالإيرانيين لا يقبلون بأن يتنازلوا عن حقهم في تخصيب اليورانيوم، ولا يتنازلوا عن حقهم في امتلاك الدورة الكاملة للتقنية النووية، وهذا الحق، أعطاه القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي في عام 2015 في القرار رقم 2231، ونأمل أن تكون الجولة الرابعة أينما كانت، قد تجتاز نقطة مهمة، ونصل إلى اتفاق على إطار تفاوضي إطار اتفاق لهذه المفاوضات، ويجب علينا أن ننتظر، وإن كنا متفائلين، لكن الحذر موجود لحساسية المواضيع التي تطرح وللتحديات الموجودة والتي تواجه هذه المفاوضات، وهناك الكثير من التحديات تحدثنا عليها سابقاً، وأنا أعتقد بأننا يجب علينا أن نصبر بنوع من الصبر الاستراتيجي”.