د. حسن الموسوي
تعتبر زيارة جلالة السلطان إلى روسيا زيارة تاريخية رسمية، كونها أول زيارة “دولة” لحاكم لسلطنة عمان.
وتأتي هذه الزيارة كذلك في إطار الاحتفاء بمرور 40 عاماً على إقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين الصديقين ، التي أقيمت بتاريخ 26 سبتمبر 1985 وتم التوقيع على الاتفاقية بمقر الأمم المتحدة حينئذ من قِبل مولانا جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- حينها كان أميناً عاماً في الخارجية.
التواصل الحضاري:
ويذكر التاجر والدبلوماسي أفاناسي كيتين في مخطوطته المعروفة (رحلة من وراء ثلاث بحار) في العقد السابع من القرن الخامس عشر، أي أكثر من 500 عام، وهو في طريقه عبر مسقط إلى روسيا قادما من الهند، أنه صادف وجوده في مسقط في عيد الفصح واحتفى بعيد قداسة هذا العيد هنا، وذكر تسامح أهل عمان وهذا أوجد مدلولا تاريخياً ينظر إليه.
وفيما يتعلق بتواصل عمان الحضاري مع روسيا نجد في مخطوطة (الفوائد) لأحمد بن ماجد السعدي الإشارة إلى مدينة باب الأبواب أو مدينة دربند الواقعة على بحر قزوين؛ وهي أقدم مدن روسيا قاطبة والمقيدة من قبل منظمة اليونسكو إنها جزء من التراث العالمي للإنسانية، ويذكر كذلك بحر قزوين ويقدم لنا وصفاً للسواحل الجنوبية المتاخمة لروسيا كشواهد منها بحر قزوين والبحر الأسود.
هذا سرد سياق سريع عن العلاقات التاريخية بيننا وبين روسيا الإتحادية.
واليوم تعقد أول قمة بين قيادة البلدين في موسكو وتحديدا في قصر الكرملين وذلك للتوقيع على عدة اتفاقيات بين الجانبين، وهذا يوم تاريخي مشهود للبلدين اللذين تربطهما علاقات صداقة عميقة منذ زمن طويل.