الكاتبة: أسماء سويد
غاليتي… ملهمتي…
نصل اليوم سويًا إلى آخر الكلمات في سلسلة “لأنكِ تستحقين” لننهيها بما يكمّل الرؤية لديك، ويعينك على صياغة متميزة ليومك وشهرك وحياتك ككل، وفق الأبعاد السبعة التي بدأناها، لتخرجي من دائرة الراحة إلى دائرة التأثير -حقيقة لا وهما- وتكوني فاعلة في أداء أدوارك كلها، ونتناول اليوم البعدين الآخرَين: الروح والمجتمع، أين أنتِ منهما؟
كيف هي روحك، مستقرة آمنة مطمئنة أم أنها تعاني الضياع والبعد؟
ما هو شكل عباداتك، هل لديك برنامج ديني تقومين به؟
هل شعائرك التعبدية كافية لتحقيق سلامك الروحي؟ كيف هي أخلاقك؟ هل أنت حقا قدوة حسنة في قولك وفعلك وخلقك؟
هل أنتِ متسامحة مع ذاتكِ والآخرِين أم أنك تعيشين صراعات مختلفة؟
كيف تتعاملين مع من يتعمّد إزعاجِك وأذيتك؟ هللك حظ من التأمل الروحي والتفكير في وقتك الخاص؟
كيف هي علاقتك بمن حولك ضمن أسرتك الصغيرة؟ هل أنت جارة مؤذية أم أنك مثال للجارة المحسنة؟
هل لك دورٌ في حياة عائلتك الكبيرة؟ كيف يراك من حولك من صديقات الدراسة والعمل؟
وأخيرا كيف أنت مع مجتمعك الصغير، وهل أنت نموذجٌ عماني عربي مسلم إنساني يفتخر به؟
خطوة أخيرة على طريق الوعي والبصيرة فيضبط البوصلة لتتمكني من الارتقاء والنمو الإيجابي كما تحبين وتستحقين وإليكِ ما يدعمكِ ويلهمكِ في مسيرتك:
– أقيمي فرائضكِ وشعائركِ في وقتها، فهي عماد دينك وقاعدة انطلاقك إلى عالم السكن والسكينة والهدوء النفسي والروحي.
– كوني نموذجًا بأخلاقك ورقيك وسموك الروحي… وليكن قولك مطابقًا لفعلك وخلقك في التعامل مع أخلاق الناس جيّدها وسيّئها سواء؛ ليعكس تربيتك الإيجابية، وسعة صدرك في كل المواقف.
– اِجْعلي لنفسكِ حظًا من التأمل والتفكير في أوقات صباحية أو مسائية، حسب جدولك لتريحك وتنقلك إلى عالم من الهدوء والصفاء الذهني والنفسي والروحي.
– سامحي ذاتكِ، فكل ابن آدم خطاء، المهم أن نتعلم من الأخطاء، ولا نكرّرها، ولا تجلدي ذاتكِ وتنتقصي منها، بل تقبّليها وأحبّيها.
– اِغْفري زلات الآخرين، فكما تحبي أن يُغفر لك، اِغْفري ولا ترهقي قلبك بالحسد والغلّ والكره.
– تجاهلي من أصر على الأذى واعتزليه تمامًا دون قطيعة رحم، وأحسني وعبري عن خلقك بتعاملك.
– اِجْعلي لنفسكِ برنامجًا روحيًا بسيطًا دائمًا تلتزمين به في يوميا، ليعطيكِ الشحن الروحي والسلام الداخلي، فقليلٌ دائمٌ خير من كثير منقطع.
– كوني الزوجة المحبة والأم الحنون والمستشارة الحكيمة في أسرتكِ الصغيرة، وصادقي زوجك وأولادك وأنصتي إليهم.
– ليكن دوركِ مع أسرتك الكبيرة دور الناصح الأمين ومن يستعان بها في حل المشكلات، صاحبة نكتة وحضور، واحرصي ألا تكوني مصدر إزعاج وكأبة أو سلبية بينهم.
– حافظي على وصية نبينا -صلى الله عليه وسلم- واستوصي بجاراتكِ خيرًا، كوني لها عونًا في الحزن والمرض في السراء والضراء.
– صِلِي صديقات الدراسة، وليكن دوركِ بينهن دورًا إيجابيًا محفزًا ملهمًا.
– حافظي على صديقات العمل، وابتعدي عن المنافسات غير الشريفة بينكن، واحرصي أن تدعميهن وتشجعيهن، وأن تري نقاط القوة في كل منهن، وترحمي نقاط الضعف لديهن وتعينيهم على تطويرها.
– وأخيرًا وليس آخرًا كوني سفيرة لدينك وقومتيك وجنسيتكِ وإنسانيتك أينما كنتِ وحللتِ، بمظهركِ بكلامكِ بأخلاقكِ بسلوككِ، بكل تفاصيل حياتكِ، كوني مثلا يحتذى وقدوة يشار إليها بالبنان.
غاليتي… ملهمتي… هي أبعاد سبعة تقوم عليها حياتنا ومعاشنا، إن أحسنّا إدارتها والموازنة بينها دون طغيان أو خسران؛ وصلنا إلى تحقيق ما نبغي، بيسرٍ وسهولةٍ ورضًا من الله ثم رضًا عن الذات.
وجودكِ في هذه الحياة لمهمة ورسالة سامية، إن أحسنتِ استخدام الأدوات واستثمار الإمكانيات والمهارات؛ وصلتِ إلى تلك الرسالة ووعيت ها، وحققتِ أثركِ في الحياة بصورةٍ مشرفةٍ تليق بكِ وبمكانتكِ.
فأحسني غاليتي لنفسكَ أولا، وبادري للمسير على طريق الوعي والبصيرة والفهم؛ لأنكِ الأنثى التي تستحق أن تكون مكتملة الأنوثة، ولأنكِ المرأة الأمة التي تستحق أن تقود بوعي وبصيرة، ولأنكِ الملهمة بتفردكِ وتميزكِ كوني أنتِ … لأنكِ تستحقين.