راشد بن حميد الراشدي، عضو جمعية الصحفيين العمانية
المشهد القادم من فلسطين وغزة العزيزة هو النصر المبين للأبطال الميامين في ساحات الجهاد ومواطن الشرف والشهادة، على أبناء القردة والخنازير، وهو بداية الاستسلام والإذعان للحق وتحرير الأقصى الشريف الجريح من أيدي الصهاينة المغتصبين.
بالأمس، خرج المتخاذلون ممن يُحسبون من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ونهجه القويم يرددون كلمات الخذلان لما وصلت إليه المقاومة، زاعمين أن الاتفاقية بمثابة نكسة، إذ إنهم ينظرون للأمر بمظاهره الدنيوية من خسائر في الأرواح والعمران وفقد الكثير من الشهداء،.وقد تناسوا قول الله سبحانه وتعالى عن واجب المسلم في الدفاع عن أرضه وعرضه وماله ووطنه تناسوا أن أعظم فريضة هي فريضة الجهاد في سبيل الله ضد طواغيت الأرض وخبثائها الذين لم يرقبوا في مسلم بريء إلاً ولا ذمة، فقتلُوا الأبرياء الأتقياء وأبادوا المستضعفين منهم من الأطفال والشيوخ والعجائز والشباب العزل الذين لا يحملون السلاح فعاثوا في الأرض فسادا وتقتيلا.
واليوم، يشعر المسلمون الصادقين في إيمانهم وإخلاصهم لله بالفخر الكبير والنصر العظيم الذي حققه هؤلاء المجاهدين الشجعان الذين وهبوا أرواحهم في تحقيق النصر وإذلال المعتدي.
إن من أعظم الأسباب والأهداف التي أوقفت الحرب أولاً هو نصرة الله لعباده المجاهدين في سبيله، فمن كان مع الله كان الله معه، وثانيها بسالة المجاهدين في مواطن الشرف والرفعة وتكبيدهم العدو خسائر فادحة في الأرواح والمال، والحال الذي آل إليه المحتل من ذل وهوان وهو يدخل جحوره كالفئران ويخسر مليارات الدولارات في حرب استنزاف أجهزت على كل مقوماته ومدخراته، وثالثهما هو الإسناد من الفئات المؤمنة المجاهدة في لبنان واليمن والعراق وإيران، ورابعها هو تقهقر وتراجع الدول الداعمة لهذه الحرب عن إسناد الكيان المحتل بعد أن استنزف مواردهم وطاقاتهم طوال أكثر من15 شهرا ايتخدموا فيه كل أدواتهم لقمع شعب ينشد حريته ويطالب بحقه وأرضه، وخامسها هو ما حصل من انتقام الله من الظالمين في البلدان الداعمة من أحداث كالطوفان والحرائق والزلازل والأعاصير والتي كبدتهم خسائر لم تحدث لهم طوال الأزمنة السابقة.
واليوم ولله الحمد، هو يوم النصر المبين الذي جعل العدو يجر ذيول الخزي والعار ويعض الظالم فيه على يديه مما حاق به من خسارة ودمار، فلقد نفدت كل أسلحته ومعايير قوته على يد شرفاء الأمة من المجاهدين العظماء.
الحرب لاتزال قائمة وكل الاتفاقيات والمعاهدات هشة مع من ينقضون العهود والمواثيق، فخبثاء الأرض لن يهنأ لهم جفن والحذر كل الحذر من خططهم القادمة التي تحاك في الظلام، ولكن المقاومة الباسلة ستكون لهم بالمرصاد في كل تلك الثغور في غزة وفلسطين وفي لبنان والعراق واليمن وإيران، فهم أصبحوا اليوم كالأفعى مقطوعة الرأس تتلوى من شدة الألم لتبطش من قاطع رأسها، وهي في سكرات الموت، لكن هيهات هيهات لها فلقد تعلم أبطال الجهاد الدرس أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وأن الصهاينة لا عهد لهم فهم قوم غدر ومكر ولكن الله من حولهم يمكر بهم والله خير الماكرين.
ونقول لجميع أبناء الأمة الشرفاء في أصقاع الأرض، اعتبروا وساندوا إخوانكم بالروح والمال والدم فداءً للحق ولثالث الحرمين وأولى القبلتين في جهادهم ضد الغاصبين المعتدين.
لقد تحقق وعد الله بالنصر ووقفت الحرب رغما عن اليهود ومن شايعهم فالأهداف الخفية ظاهرة جلية لكن الحذر كل الحذر من خطط العدو القادمة فهو لن يهدأ له بال بعد هزيمته النكراء سوى بالانتقام لكن وعد الله آت قريباً بإذنه وسيكون النصر الأكبر يوم استرداد بيت الأقصى المبارك من أيدي اليهود.
راشد بن حميد الراشدي، عضو جمعية الصحفيين العمانية