بقلم: لمى دعدوش*
يقولون في الحب، ويقولون…
ما بين محبٍ ومعترض… لكن أين هذا الحب؟
هل يحتفلون بما يملكون أم ما يتمنون أن يملكوا؟
أم ما يرد في أحلامهم الوردية، وما يرون في دور السينما بقلوب حمراء وعبارات براقة توحي بالحب المتوقد في الصدور…
ألا فلنتكلم عن الحب… ولم لا؟
وهو ترياق السعادة ونور الحياة…
الحب يا سادة هو الحاضر الغائب في حياة البعض والغائب الحاضر في حياة آخرين، والمفقود المطلوب عند غيرهم، والنبع الرقراق الفائض عند أهل الحب الحقيقيين… من فتحوا قلوبهم لينبع الحب منها إلى كل الكون… أحبوا خالق الكون فأحبوا الخلق فيه… أحبوا الناس جميعا حتى المخلوقات والأشجار والطيور والجماد أيضا… إنه كائن في هذا الكون يبعث الحب ويستحقه.
عندما ينبع الحب من قلبك النقي؛ ستكون مغناطيسا جاذبًا للحب أينما كنت، سيَقْدِم إليك مهللا؛ لأنك كنت مصدره…القلوب النقية تصنع الحب داخلها وتصدره خارجًا؛ لأنها قادرة على إعادة الصقل من جديد، قادرة على تغيير الصعب بالحب… فلنخرج من مفهوم الحب الجسدي المتعارف عليه، ولنعلو ولنسمو لنتكلم عن حب الله، وحب الوطن، وحب الخير، وحب الأهل، وحب البر، وحب النور، وحب العطاء، وحب العلم، وحب المعالي.
وورد في القرآن الكريم في وصف أجمل وأرقى وأسمى علاقة حب في الكون بقوله تعالى: “يحبهم و يحبونه”، في أعلى تقديس لعاطفة الحب بين العبد وخالقه.
وقد ورد حب النبي -صلى الله عليه وسلم- لزوجته عائشة، حين سُئِل عن أحب الناس إلى قلبه… فما خجل من ذكر اسمها أمام الرجال… ولا خجل من التعبير عن حبه لها أمامهم… هذا هو الحب… حب حقيقي صادق طاهر.
نعم نحب… نحب بملء قلوبنا وأرواحنا وأفئدتنا… نحب الله… نحب رسول الله… نحب أوطاننا… نحب أهلينا… نحب أزواجنا، وأولادنا، وأصدقاءنا، وأرحامنا، وجيراننا… ومن نعرف ومن لم نعرف من المسلمين وغير المسلمين… ويفيض الحب من قلوبنا سلسًا رقراقًا ليغمرنا أولا؛ فنشعر بالسكينة والسعادة والراحة… نعم راحة نفسية ما بعدها راحة، لأن منبع الحب يستشعره ويهنأ به قبل أن يفيض على الآخر…
الحب نورٌ وعطاءٌ… وبذلٌ ونقاءٌ… لا تجده إلا في القلوب النقية التي تملك النوايا الطيبة… لا تحقد… لا تحسد… لا تؤذي -ولا حتى نملة- وإنما تجد الخير فيها، وفي أعماقها داخلا، وفي وجوهها وأعمالها خارجا، فالبر ما وقر في القلب وصدقه العمل، والنية أساس الحب وبيته وكهفه… فطوبى لمن أصبح وأمسى وقلبه ينبض بالحب وينبع بالحب ويفيض بالحب ويحيا بالحب.
*مديرة مؤسسة ” بصمة حياة ” للتدريب، ومدربة تنمية ذاتية وتطوير شخصي وبرمجة لغوية عصبية.