العمانية – شؤون عُمانية
في وسط جبال ولاية شليم وجزر الحلانيات بمحافظة ظفار، يمتد وادي الشويمية كواحة خضراء حيث يبعد مسافة 52 كيلومترًا عن الولاية، و12 كيلومترًا من مركز نيابة الشويمية، ويندرج جزء كبير من هذا الوادي ضمن نطاق محمية جبل سمحان الطبيعية، مما يضفي عليه طابعًا بيئيًّا خاصًا، ليصبح ملاذًا للمستكشفين ومحبي الطبيعة.
وأكد سهيل بن محمد المشيخي أخصائي نظم بيئية بمحمية جبل سمحان الطبيعية على الأهمية البيئية والسياحية لوادي الشويمية، واصفًا إياه بأنه “كنز طبيعي يتفرد بتضاريسه المذهلة، وكهوفه الشاهقة، ما يمنحه مكانة متميزة كواجهة سياحية بيئية.
وأشار لوكالة الأنباء العمانية إلى أن وادي الشويمية يحتضن عين غرير، والتي تعد من أبرز معالم الوادي وأكثرها جذبًا للزوار، والسياح وتحتفظ العين بهدوئها وجمالها، مما يجعلها ملاذًا طبيعيًا لمحبي المغامرة والاستكشاف خاصة وأن جزءًا كبيرًا من الوادي يقع ضمن نطاق محمية جبل سمحان، مما يُكسبه قيمة بيئية مميزة بفضل تنوعه الحيوي الذي يشمل أنواعًا من الحيوانات البرية والطيور والزواحف، موضحًا دور هيئة البيئة للحفاظ على هذا التنوع، من خلال تكثيف الرقابة الدورية، وتنظيم رحلات مشيًا على الأقدام بهدف توعية الزوار بأهمية المحافظة على البيئة، واستخدام التقنيات الحديثة في عمليات الرصد والمراقبة.
وأضاف أن “عين غرير” تعد إحدى أكثر معالم الوادي جمالًا وتنبع مياهها من أعالي الجبل، لتشكل بحيرة طبيعية تحيط بها أشجار النخيل بالإضافة إلى تميز الوادي بأنه موطن للكهوف التي تستقطب عشاق المغامرة والتسلق، حيث تتزين هذه الكهوف بتركيبات صخرية مدهشة تشكلت على مر العصور، التي تحتوي على أعمدة صخرية مما يجعل منها وجهة مثالية للباحثين عن المغامرات الطبيعية.
وتوجد بالوادي العديد من الحيوانات النادرة مثل النمر العربي، والوعل النوبي، والذئاب العربية، والضبع المخطط، والغزلان، إضافة إلى غرير العسل والثعالب والطيور النادرة مثل الحجل العربي وطير الزرزور الأسود، ويشهد الوادي أيضًا مرور الطيور المهاجرة كالعقبان والشقراق الأوروبي، التي تتوقف في الوادي لاستراحة قصيرة قبل أن تتابع رحلتها الطويلة إضافة الى تنوع الأشجار والنباتات مثل زعرعير وأشجار اللبان والسمر والغاف، والعذفير النادرة، التي لها استخدامات طبية عديدة.