سعاد علي العريمي
إن رسولنا الكريم ومن سبقوه من الرسل والأنبياء هم أعظم الرجال الذين قادوا دعوة الحق والخير والصلاح على وجه هذه الأرض منذ عرفت البشرية الخير والإصلاح، ومن أولى مواقف القوة لقائد الحق نبينا الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، عندما رد على عمه أبي طالب عندما شكاه كفار قريش، إذ قال وهو واثق بربه: “والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه”.
ومن كتاب الله العظيم وسيرة رسولنا الكريم اتقد عزم كل أبطال هذه الأمة واتفقت كلمتهم على أن لا قوة إلا قوة الحق والدين والتحرر من كل عبودية إلا عبودية الله فهي الحرية والحياة الحقة والخالدة، فبقوة العزم وهذا اليقين يستمسك المؤمن بالله وهو يؤمن بأن القوة من الله وبالله فيصبح بفعله أقوى خلق الله.
وهكذا كان المجاهد القائد يحيى السنوار ومن سبقه من القادة المجاهدين من أجل هذه الرسالة والعقيدة والأمانة والوطن والشعب، لأنهم يعرفون أنهم يقاتلون عن كل ذلك فهم واثقون من هدفهم وماضون نحوه بعزم وثبات وصبر؛ لذا خلدهم التاريخ.
لقد أعطاهم جهادهم عن الحق حق الخلود في صفحات التاريخ، وهذا ما فعله طوفان الأقصى الذي فجره القائد العظيم يحيي السنوار ومن معه من مجاهدي غزة وفلسطين؛ ليغير العالم بأسره ويصحح صورة الحقيقة التي ظلت مغلوطة ومزيفة لما يزيد على نصف قرن من الزمن بفرقخ الثلاث، فرقة الباطل أعداء الدين والحق الصهاينة،، وفرقة الحق المناصرة لدين الله التي يحمل لواءها المؤمنون بالحياة الخالدة، وفرقة المنافقين.
كان طوفان الأقصى أشبه ببداية الإسلام في بلاد العرب مغرقا للكفر والضلال مطهرا الأرض من كل المفسدين فيها، وبإذن الله ستكون النهاية قريبة لهذا الفساد في الأرض وسينصر الحق بأيدي طالبيه وبأيدي المجاهدين في سبيله، وسيحرر هذا العالم من الطغاة، فلن يهدأ العالم إلا بهدوء غزة ونصرة الحق فيها وفي أرجاء فلسطين و بيت المقدس، ولن تذهب هدرا دماء الشهداء الذين سجل التاريخ شجاعتهم وبسالتهم فكانوا قادة عظماء يرهبون أعداء الدين فلا يقتلوهم إلا بأقوى أسلحتهم من صواريخ أباتشي وقذائف المدفعية والدبابات وكأنهم مدن كبرى أو كائنات ضخمة تستنفر قوتهم وجيوشهم فيفرحون بقتلهم ولا يعلمون أن خلف هؤلاء القادة من هم أمثالهم قوة وعنادا في الحق فيحقوا الحق بإرادة الله الذي قال سبحانه: (وَيُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُحِقَّ ٱلۡحَقَّ بِكَلِمَٰتِهِۦ وَيَقۡطَعَ دَابِرَ ٱلۡكَٰفِرِينَ (7) لِيُحِقَّ ٱلۡحَقَّ وَيُبۡطِلَ ٱلۡبَٰطِلَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُجۡرِمُونَ) (8) سورة الأنفال.
وإنه لسنة من سننه أن يحق الحق مع نهاية كل صراع، وإنه لشرف عظيم لأبطال غزة وفلسطين ولبنان والعراق واليمن أن يختارهم الله لنصرة الحق.