نزوى – شؤون عُمانية
تجري جامعة نزوى ممثلة في مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية وضمن فريق بحثي وأكاديمي، وبالتعاون مع هيئة البيئة وبلدية ظفار، بحوثا ودراسات على نبتة غازية لجبال محافظة ظفار تسمى “البارثينيوم”، وهي من النباتات الضارة التي بدأت بالظهور والانتشار قبل 20 عاما حسب بعض المراجع والمختصين.
وقال الدكتور علي بن حسن اللواتي، أستاذ مساعد وراثة نباتية بجامعة نزوى، في تصريح: “تهدف الدراسة التي تنفذها الجامعة من طريق فريق علمي من مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية وبالتعاون مع مؤسسات بحثية واكاديمية إلى معرفة العوامل الوراثية والطبيعة، والكيمياء النباتية التي من شأنها تقصي كيفية السيطرة على نبتة “البارثينيوم”.
وأضاف اللواتي: “قام الفريق البحثي بجمع عينات النباتات والبذور في شهري سبتمبر وأكتوبر من العام 2023م، التي شملت عينات من ولايات مرباط وصلالة ، ورخيوت وضلكوت، كما تم الانتهاء من دراسة فيزيولوجية بذور النبات لستة عشر عينة، إذ تم الانتهاء من إعداد التقرير الأولي لها، واستخلاص المواد الكيميائية للمركبات المثبطة لنمو “البارثينيوم” وعزلها، كما تم البدء في دراسة مستخلصات الأعشاب المحلية التي يمكن أن تحد من نموها”.
وفيما يتعلق بجهود الفريق في المرحلة القادمة، أوضح الدكتور علي بن حسن اللواتي ذلك بقوله: “هناك الكثير من الأعمال التي نخطط للقيام بها في المرحلة القادمة، منها إجراء الدراسات الفيزيائية والكيميائية الحيوية والجزيئية للنباتات، ودراسة التحليل النسخي للبروتينات، وتوصيف المواد الكيميائية، والنمذجة والتحليل الحسابي متبوعًا بكتابة المنشورات، فيما ستتضمن المرحلة الأخيرة تقديم التقرير النهائي والمنشورات العلمية للفريق العلمي، وبلدية ظفار الداعم والممول لإجراء هذه البحوث والدراسات”.
ويرى الدكتور علي اللواتي ضرورة دراسة بذور بؤر البارثينيوم موسميا في المناطق المختلفة من محافظة ظفار بحيث يتم جمعها قبل موسم الخريف القادم، ووضع خطة ملائمة لتحديد أولويات المعالجة للبؤر المنتشرة من البارثينيوم في المحافظة.
وقال بأن نسب الانبات، ومؤشر الانبات، ومؤشر قوة البذور، ووزن مئة بذرة، وأطوال بادرات الجذور، ونسب أطوال بادرات الجذور على بادرات الساق من الصفات المهمة لنشاط بؤرة البارثينيوم لذلك من المهم ان يتم الاخذ في الاعتبار دراسة هذه النسب عند معالجة هذه البؤر للموسم القادم. فصفات عينات البارثينيوم كانت في المراتب العليا للصفات المذكورة أعلاه وهي تميزت عن عينات البؤر الأخرى.
الجدير بالذكر أنه ومع قدوم الخريف تكتسي جبال محافظة ظفار، وتحديدا مرباط وصلالة إلى ضلكوت ورخيوت بالخضرة، وتبدأ كثير من أنواع النباتات الموجودة في النمو بداية من السهل وإلى قمم الجبال والهضاب. هذا النظام البيئي يعيد نفسه منذ آلاف السنين بتناعم واستمرارية. إلا أن تدخل الإنسان، ومنه إدخال نباتات غير مألوفة على البيئة، قد يؤثر على هذا التناغم بين مفردات البيئة من أنواع نباتية أصيلة مع نباتات غازية، وهي اليوم من التحديات التي بدأت تواجه البيئة في محافظة ظفار، وهو ما يتطلب دراستها بعناية للحد منها ومعالجة الأضرار المترتبة عليها.