رأي شؤون عمانية
جاءت حادثة إطلاق النار التي وقعت مساء الإثنين بمنطقة الوادي الكبير في ولاية مطرح بمحافظة مسقط، لتزيد اليقين بأن الأمن والأمان سمة دائمة في عمان، وذلك من خلال سرعة التعامل مع الواقعة وكذلك ردود الفعل التي جاءت على قدر الحدث.
فبفضل من الله عز وجل وتوفيقه، تمكنت شرطةُ عمانَ السلطانية والأجهزة العسكرية والأمنية من إنهاء عمليات وإجراءات التعامل مع الحادثة التي أسفرت عن وفاة خمسة أشخاص واستشهاد أحد رجال الشرطة البواسل ومقتل الجناة الثلاثة.
ويعد تميز سلطنة عمان بتقدمها المستمر في المؤشرات الدولية في الأمن والأمان والخلو من الحوادث الإرهابية وفق العديد من التقارير أبرزها الصادرة عن مؤشر الإرهاب العالمي، نتيجة عاملين رئيسيين أولهما التسامح الذي يتميز به العماني على مر العصور والذي تمت ترجمته إلى سياسة داخلية أرست قواعد العدل واحترام وقبول الآخر، وكذلك سياسة خارجية تتميز بالحياد الإيجابي والمبادرة بحل الخلافات بانتهاج الحوار وتقريب وجهات النظر كوسيلة أساسية.
أما العامل الرئيسي الثاني فهو يقظة الأجهزة الأمنية والعسكرية وبسالة رجالها واستعدادهم لبذل أرواحهم فداء لهذا الوطن الغالي، مع الحرص الذي توليه القيادة للتحديث المستمر لهذه الأجهزة وإمدادها بالكوادر المؤهلة وأحدث العتاد فضلا عن التدريب المستمر ورفع الجاهزية.
وفي هذا الحادث الذي شهدته منطقة الوادي الكبير بمحافظة مسقط تجلت بسالة رجال شرطة عمان السلطانية والأجهزة الأمنية والعسكرية في التعامل مع الجناة وإعادة استتباب الأمن إلى المنطقة بالإضافة إلى سرعة التعامل مع المصابين الذين تم نقلهم إلى المؤسسات الصحية لتلقي العلاج.
كما تجلى كذلك مستوى الوعي من المواطنين والمقيمين الذين تعاملوا على قدر الموقف دون تهوين أو تهويل أو اختلاق شائعات يكون نتاجها الوحيد إثارة البلبلة، بل كان هناك استقاء للمعلومات من مصادرها الرسمية وعدم الالتفات للمعلومات الصادرة من الجهات غير الموثوقة، مما أسهم في احتواء الموقف.
ومع تواصل عمليات التحري والبحث والتحقيقات في ملابسات الحادثة ومع خالص التعازي والمواساة إلى أسر المتوفين والشفاء العاجل للمصابين، تأتي هذه الحادثة لتؤكد أن أي غلو أو تطرف وأية محاولات لإثارة الفتن أمر يلفظه الشعب العماني.
حفظ الله عمان وأدام عليها الأمن والأمان والتقدم والازدهار.