شؤون عمانية. فايزة محمد
صدر أخيرا عن دار ” الرافدين ” كتاب ” تاريخ عمان الحديث ” للمؤلفين جيرمي جونز ونيكولاس ريدوت بترجمة أيمن بن مصبح العويسي، وسيكون الكتاب متوفرا في معرض مسقط الدولي للكتاب الذي يقام في الفترة من 21 فبراير الجاري إلى 3 / مارس / 2018 .
وأوضح مترجم الكتاب أيمن العويسي في لقاء خاص مع ” شؤون عمانية ” أن : “تاريخ عُمان الحديث” كتابٌ صدر باللغة الإنجليزية عن مطبعة كامبردج في عام 2015م، وأشرف على تأليفه كلٌ من جيرمي جونز الذي يمتلك في الوقت الراهن مؤسسةً تُقدِّم خدماتٍ استشاريةً في أوكسفورد، وعمل في عُمان منذ ثمانينات القرن العشرين. ويحملُ كتابه الأول عنوان “التفاوض على التغيير: السياسة الجديدة في الشرق الأوسط (2007)”، والذي تنبأ فيه بوقوع الربيع العربي. وهو أحد كبار زملاء مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، أما المؤلف الثاني فهو نيكولاس ريدوت الذي عمل مع جيرمي جونز في إجراء عددٍ من البحوث في عُمان منذ عام 1989م. وصدر لهما كتابٌ مشترك حمل عنوان “عُمان: الثقافة والدبلوماسية” والذي نُشر في عام 2012م. ويعمل ريدوت أستاذًا في المسرح في جامعة كوين ماري في لندن، ونشر الكثير من الدراسات في مجال المسرح والأداء. وصدرت النسخة العربية في هذا العام عن دار الرافدين بترجمة أيمن مصبح العويسي الذي يعمل مترجمًا في مجلس الشورى وتخرج من جامعة السلطان قابوس بدرجة الماجستير في الترجمة.
وحول المواضيع التي يتطرق إليها المؤلفان في الكتاب أوضح العويسي أن الكتاب ” يسرد قصة عُمان منذ اللحظة التي تولى فيها الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس الدولة البوسعيدية مقاليد الإمامة في البلاد في عام 1749م إلى بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. وقسَّم الكاتبان تاريخ عُمان إلى قسمين رئيسين؛ أولهما المراحل التأسيسية لبناء عُمان في شكلها الحالي وشملت هذه المرحلة تأسيس الدولة البوسعيدية؛ مرورًا بأبناء الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي وتأسيس النفوذ العُماني في زنجبار في عهد السيد سعيد بن سلطان. أما القسم الثاني فيتطرق إلى تاريخ عُمان الحديث الذي قام على تلك المراحل التأسيسية؛ بدءًا من تولي السلطان سعيد بن تيمور الحكم خلفًا لوالده في عام 1932م؛ وصولاً إلى عهد السلطان قابوس الذي كان له النصيب الأكبر من الكتاب منذ عام 1970 وحتى عام 2015م. وربط الكاتبان الأحداث التي مرت بها عمان مثل توسُّع النفوذ العُماني في القرن التاسع عشر وحرب ظفار وحرب الجبل الأخضر واكتشاف النفط ومظاهرات عام 2011م بالنطاق الإقليمي والعالمي الأوسع من حيث صلتها بالهيمنة البريطانية، والرأسمالية والاشتراكية، وقيام حركة النهضة العربية، وبروز القومية العربية، ونهاية الاستعمار الأجنبي، واندلاع الصراعات الإقليمية والدولية. فقدَّم الكاتبان رؤيةً شملت جوانب سياسيةً واقتصاديةً وثقافيةً حول تاريخ عمان مستعينين بعددٍ كبيرٍ من الدراسات الأجنبية التي كُتبت عن عُمان. وانتهى كتابهما بتحليل أبرز التحديات التي قد تواجه عمان في السنوات القادمة سياسيًا واقتصاديًا وخاصةً بعد انتهاء عصر النفط وربطها بأحداث سبقت. وأكد الكاتبان في سردهما على الاستمرارية بين ماضي عمان وحاضرها، وما لهذه الاستمرارية من دورٍ في تحديد مستقبلها.