نبيل بن محمد الهادي
مشهدٌ لا يمكن وصفه إلا بمفردة / فنتازيا/ إجرامية جديدة تقدمها الصهيونية ودولة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين الطاهرة، حيث يتعاظم كبرياء المحتل المغتصب ضد شعب تكالبت عليه كل معاني الظلم والقهر والخذلان.
امرأة تدافع عن كرامتها بتشبثها بأرضها الطاهرة لتبقى كرامتها وكرامة بني جلدتها فوق كل اعتبار، إنما عند المحتل والمغتصب فلا يوجد لها أي اعتبار..
هنا يسقط وجه الحرية العالمية والقوانين الدولية التي ناشدت وتناشد بها الدول قاطبة أمام ما تقوم الصهيونية التي تعيث في الأرض الفلسطينية قتلًا ودمارًا، وفي غزة على وجه الخصوص.
فبالرغم من كل القرارات التي تصدر عن المنظمات الرسمية وغير الرسمية وآخرها قرار مجلس الأمن الدولي حول مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة يدعم اقتراحًا طرحه الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، ينكشف أن ما يقوم به العالم من جهود يصبح ضعيفا أمام العنصرية الهمجية التي تمارسها دولة الاحتلال وبدعم علني مستفز وبغيض تقوم به بعض الدول الأوروبية وأمريكا التي تنادي بالعدل والحريات والمساواة من أجل حقوق الإنسان، حيث مات معها الضمير الإنساني.
إن ما يشهده قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر وحتى اللحظة أمام صمت المنظمات الدولية وتواطؤ القوى العالمية التي لم تحرك ساكنًا وآخرها المقطع المسرب حول اعتداء وحشي ضجت به القنوات والمنصات الإخبارية والإعلامية العالمية من قبل كلب بوليسي مدرب تابع لوحدة في جيش الاحتلال على مسنّة خلال اقتحام منزلها في جباليا شمال قطاع غزة رفضت تركه منذ بدء العدوان على غزة وقام بنهش جسدها وهي على فراش الراحة والسكينة لهو أمرٌ جبانٌ ومخزٍ، في صور بانورامية تسقط فيها كرامة الإنسان العربي.
وفي المقابل يستمتع الصهاينة بهذا المشهد المؤلم والمقزّز وهم يتلذّذون بما يقومون به ويرون نتائجه في سفك الدماء البشرية العاجزة حيث اللا منقطع بسبب غياب الضمير العالمي الذي أطلق لهم العنان بفعل ما يشاؤون بالفلسطينيين.
فهذا بحدّ ذاته تعدٍّ على الكرامة العربية والإسلامية قبل الفلسطينية وجريمة جديدة لا تُغتفر ضمن الجرائم الخطيرة التي يرتكبها جيش الاحتلال على المدنيين الأبرياء في غزة ولم تتوج بتحريك الضمير والقانون الدولي الذي تعطلت بنوده أمام هذا الإجرام الصهيوني و- كما هو واضح- فإن القانون الدولي ليس إلا أكذوبة غربية للهيمنة وإخضاع بقية الأمم والشعوب الدول الفقيرة والعالم الثالث.
قال تعالى: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتُفسدنّ في الأرض مرتين ولتعلُن علوًّا كبيرًا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادًا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدًا مفعولًا ثم رددنا لكم الكَرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ) صدق الله العظيم، اللهم انصر إخواننا المجاهدين في فلسطين، واجبر كسرهم، واشف مرضاهم وثبت أقدامهم وأفرغ عليهم صبرًا، وتقبّل شهداءهم برحمتك.