منى بنت سالم المعولية
تفاجأ الطفل الصغير علي -مثل باقي صغار العائلة وكبارها- بإصابة خاله بمرض عضال ومستعصٍ.. هذا المرض الذي قلب أيام العائلة العادية إلى جحيم من التفكير، خاصة بعدما تضاءل الأمل وكنا نقول أحيانا قد فات الآوان، لأن تشخيص الأطباء في الداخل والخارج كان واحدا ومؤلما.
ورغم ذلك، اتخذ القرار الصعب جراح ماهر هو ابن عمان الدكتور عامد العريمي، والذي أجرى عملية جراحية صعبة ودقيقة وحساسة، لقد اتخذ قراره الطبي والإنساني بمعالجة المريض لأن إنقاذه سيعيد الحياة إلى أرواح عائلة بأكملها تعلق قلبها بالله وبالأمل وبكفاءة الدكتور عامد وفريقه الطبي وكافة فريق المستشفى السلطاني من كل التخصصات الذين شاركوا في هذه العملية، تحت قيادة وإشراف الدكتور عامد.
كم كنت أتمنى ألا أسابق الإعلام الرسمي للوزارة بكتابة خبر نجاح عملية نادرة معقدة كهذه، إلا أنني هذه المرة تخليت عن الروح الصحفية، لأن الخبر وإن كان فريدا إلا أن عواطفي العائلية هي التي غلبتني وسبقتني هذه المرة لأكتب خبراً غير عادي، وأخط سرداً من تفاصيل عايشتها روحي وعائلتي، قلق وخوف وحذر، كر وفر، يأس وتارة أمل، خليط من المشاعر سيعرف معانيها كل من يصدم بمرض عزيز عليه، ودائما وأبدا لا يقنط الإنسان من رحمة الله ومن جميل أقداره وحكمته وتدبيره وتساهيله.
لقد فعلها الدكتور عامد وتكللت العملية بالنجاح، وأعاد إلينا -بعد توفيق الله وإرادته- مريضنا، واليوم بعد شهر ونصف من العملية كان الصغير علي يعبر عن فرحته بعودة خاله الأحب إلى قلبه للمنزل ومغادرته المستشفى.
وتفاجأت والدة عليّ أن صغيرها يضع في خلفية الهاتف صورة للدكتور عامد ساعده على إيجادها العم “جوجل”، لقد سمع اسم الدكتور عامد يتردد كثيرا بين أفراد العائلة في الفترة الأخيرة، فأحبه وأراد أن يعبر عن شكره له بالطريقة البسيطة التي اهتدى لها، لقد كانت وقفة إنسانية من طبيب واستشاري كفؤ وهب وقته لمتابعة حالة مريضه الحرجة وتواصل دائم مع الفريق الطبي حتى في وقت راحته وإجازته.
يقول الصغير علي “شكرا دكتور عامد إنك رجعت لنا خالي قيس”، وأنا وبالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن عائلتي فردا فردا نقول شكرا لك دكتور ولكافة العاملين في المستشفى السلطاني وإدارته وللجميع، شكرا ونفتخر بكم ونثق بقطاعنا الصحي أنه يتمكن من علاج بعض الأمراض المستعصية كالأورام والقلب وغيرها، فشكرا يا أبناء وأطباء عمان.