رأي شؤون عمانية
تجسد الزيارة الخاصة التي قامت بها السيدة الجليلة حرم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظها الله ورعاها- إلى جمهورية مصر العربية، ولقاؤها حرم فخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، نهجا دبلوماسيا يتمثل في تعزيز الروابط الحضارية القائمة على المشتركات الثقافية والإنسانية، وذلك بما يعزز جهود تحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين، ويتجلى ذلك في إشادة حرم الرئيس المصري بالزيارة واصفة إياها بأنها “خطوة عزيزة وزيارة غالية”.
ولقد جاء برنامج الزيارة ليضع من عراقة الحضارتين العمانية والمصرية والتي لها جذور تاريخية منذ آلاف الأعوام، منطلقا لمستقبل يتشارك فيه الشعبان الشقيقان نحو مزيد من التقدم الحضاري والإنساني، إذ إن تفضل السّيدة الجليلة بالزيارة الكريمة إلى المتحف المصري الكبير بالعاصمة المصرية القاهرة، يعزز من العنوان الحضاري والثقافي للعلاقات العمانية المصرية.
كما إن السّيدة الجليلة أشادت بالدور الذي تقوم به مصر في توثيق التراث المادي والحفاظ على القطع الأثرية النادرة والمقتنيات الثمينة التي تعكس تاريخ هذا البلد العزيز وتروي قصته العريقة بكل فخر واعتزاز، معربة عن شكرها الخالص للقائمين على المتحف لجهودهم الحثيثة في جعل المتحف المصري الكبير وجهةً جاذبة للسياحة العلمية والثقافية.
وجاءت اللفتة الإنسانية الأبرز في هذه الزيارة بالدعم الذي قدمته السيدة الجليلة للأطفال مرضى السرطان في مستشفى “٥٧٣٥٧” حيث إن مثل هذه الزيارة وتوشح السيدة الجليلة بالوشاح الوردي وبسمتها الكريمة في وجه هؤلاء الأطفال لا شك أن لها أثرا بالغا في دعمهم النفسي والمعنوي.
كما أن برنامج الزيارة تضمن جولة في العاصمة الإدارية الجديدة لتعايش مع حرم الرئيس المصري تحقيق الحلم الذي يجسده هذا الصرح الحضاري، والذي يؤكد الرغبة والعزم على أن يكون المستقبل أكثر إشراقا للأجيال القادمة.
ومع التفاصيل والمعاني الكبيرة التي تحملها هذه الزيارة تبقى روحُ التآخي والمشاعرُ الصّادقة التي سادت اللقاءات التي جمعت السيدة الجليلة وحرم الرئيس المصري، لتؤكد على ما يمكن أن يحققه التعاون بين الشعبين الشقيقين من إسهام حضاري وإنساني.