شؤون عمانية- حفصة بنت محمد الجهورية
كبداية كل يوم أحد، انطلق الجميع إلى وظائفهم لأداء واجبهم في خدمة الوطن وتكملة سطور إنجازاتهم، سواء كانوا عاملين او دارسين، فكل يحلق في فلكه ويسعى للإنجاز والمشاركة في تحقيق أهداف التنمية، ولكن هذا الأحد كان مختلفا في بدايته ومنتصفه ونهايته، فالبداية كانت أمطارا متفرقة ومتفاوتة الغزارة، ثم نزول الأودية والشعاب لتحاصر أبناءنا الذين صارعوا مياه الأمطار في محاولة للنجاة، والنهاية كانت مأساة أفجعت الجميع.
وبعد الإعلان عن وفاة 12 شخصا معظمهم من الطلاب بسبب الحالة الجوية، انهالت الأسئلة حول المسؤول عن هذه الفاجعة وهل هناك تقصير من جهة ما في حماية أرواح الأبناء؟
ويرى خالد الأغبري أنه لا يمكن إلقاء اللوم على جهة بعينها لأنه لا يمكن معرفة شدة الأمطار، وأن كل ما ينشر عبارة عن توقعات، مؤكدا أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع سواء أولياء الأمور أو إدارة المدرسة أو سائقي الحافلات، لأنهم معنيون باتخاذ القرار في الوقت الذي يشعرون فيه بالخطر على أرواح الأبناء.
ويوضح: ولي الأمر ينبغي عليه اتخاذ القرار بعدم ذهاب أبنائه للمدرسة إذا كانت الأمطار قوية حفاظا على سلامتهم، وسائق الحافلة عليه ألا يسمح بالسير في الطريق أو خروج الطلبة من المدرسة أو المجازفة بعبور الأودية وعدم نقل الطلبة في الأمطار القوية، كما أن إدارة المدرسة عليها عدم السماح بخروج الطلبة من المدرسة إلا بعد التأكد من سلامة الطرق والتواصل مع الجهات المختصة.
ويضيف الأغبري قائلا: تفعيل التعليم عن بعد يواجه الكثير من التحديات ولا يمكن حلها خلال شهر، ولحل هذه التحديات ينبغي تفعيل التعليم عن بعد طول العام الدراسي من خلال تنفيذ الواجبات والأنشطة بحيث يكون ولي الأمر والطالب والمعلم على استعداد دائم لتحويل التعليم من حضوري إلى تعليم عن بعد تحسبا لأي ظرف طارئ.
من جهتها، تلفت هناء بنت محمد بن حمد الإسماعيلية، إلى أن الجميع كان يتمنى أن تقوم وزارة التربية والتعليم بتعليق الدراسة في هذا اليوم أو تحويل الدراسة من النظام الحضوري إلى نظام عن بُعد لأن التنبيهات حول حالة الطقس كانت منذ أيام العيد، خاصة وأن بعض المدارس قريبة من مجرى الأودية.
وتبين: أنا كولية أمر أتبع إصدارات الوزارة وبياناتها، والوزارة والمديريات التعليمية لم تصدر أي بيانات ولذلك الطلبة ذهبت إلى المدرسة، ولذلك فإن المسؤولية مشتركة”.
وحول جدوى الدراسة عن بعد توضح: “تفعيل الدراسة عن بعد لا يتم بين ليلة وضحاها كما تعتقد وزارة التربية والتعليم، فهناك مواطنون ليس لديهم أجهزة وهناك من يعانون من شبكة اتصالات ضعيفة في مناطقهم، فكيف يتم اتخاذ قرار بالدراسة عن بعد؟”.
أما محمد بن عبدالله بن علي الشحي فيقول: مع استمرار تعرض سلطنة عمان للحالات الجوية المتعددة الناتجة عن الأعاصير والمنخفضات والأخاديد الجوية تتكرر حوادث تأثر الطلاب والطالبات بتداعيات تلك الحالات الجوية بين حوادث الغرق وانجراف مركبات نقل الطلبة ودخول مياه الأمطار والوديان إلى مقرات المدارس، مما يسبب ارتباكا في سير العملية التعليمية ويربك أولياء أمور الطلاب، والحقيقة هناك تأخر من قبل الجهات المختصة في إقرار الإجراءات البديلة كالإجازات أو التدريس عن بعد، كما أن إعطاء مدراء المدارس الصلاحية الكاملة لاتخاذ القرارات المناسبة وفقا للظروف التي يدركونها أكثر من غيرهم أمر مهم جدا لتسريع إجراءات اعتماد الإجراءات البديلة.
ويذكر فهد بن سالم الربعاني: من وجهة نظري فإنه يجب بعد أي تحذيرات تصدر من الجهات المختصة حول هذه الأنواء المناخية، أن يتم تعطيل المدارس مباشرة ويتم تفعيل التعليم عن بعد لحماية الأرواح وتفادي التأخر في المناهج”.
من جانبها، ترى فاطمة بنت ناصر بن حمد النعمانية، أنه من الصعب تحديد المخطئ في الوضع الحالي لأن هناك الكثير من العوامل التي تؤثر في اتخاذ القرارات المناسبة، وهناك تحامل كبير على وزارة التربية والتعليم ومديري المدارس”.
وتقول آمنة بنت إسماعيل بن يوسف الزدجالية: “الكل يتحمل جانبا من المسؤولية، ولكن أرى أنه كان على وزارة التربية والتعليم أن تأخذ الإجراءات المناسبة وتأخذ بالتحذيرات الصادرة من الأرصاد العمانية خاصة في المناطق التي تكثر في الأودية، وليس من المنطق أن نعطل أنظمة كلفت الدولة أموالا طائلة سواء في إعدادها أو في إعداد الكوادر التدريسية، فأين نظام الدراسة عن بعد في المدارس طوال هذا الوقت؟ وهل من المعقول أن تأتي الوزارة فجأة وتقر التعليم عن بعد دون تهيئة الطلاب أو المدرسين أو حتى أولياء الأمور؟ أتمنى أن لا نواجه مثل هذه المواقف في المستقبل ونفجع بفقدان أبناء الوطن الصغار والشباب، ففقدهم مؤلم ليس لأهلهم فقط بل لعمان كلها”.