زكريا بن عامر بن سليمان الهميمي.
*تمهيد:
تضم ذاكرة التاريخ العماني المجيد عددا من أعلام معلمي القرآن الكريم الذين أولوا عناية خاصة بتدريس القرآن الكريم وعلومه، فكانوا مصابيح مضيئة بكتاب الله، يغرسون القرآن الكريم في نفس الناشئة تلاوة وحفظا وفهما لسوره وآياته، وعرفانا لجهود هؤلاء المعلمين الأجلاء في خدمة القرآن الكريم، وتيمنا بذكرى شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن تحاول هذه الصفحات تسليط الضوء على السيرة الذاتية لعلم من أعلام معلمي القرآن الكريم في ولاية بهلا في محافظة الداخلية في سلطنة عمان ممن كان لهم إسهام كبير في تدريس وتعليم وتحفيظ القرآن الكريم اعتمادا على التاريخ المدون، والتاريخ الشفوي توثيقا للإرث الحضاري العماني في مجال تدريس القرآن الكريم والعناية به، حيث ستتناول هذه الصفحات السيرة الذاتية المشرقة لمعلم القرآن الكريم الفاضل/ سليمان بن ناصر المحروقي.
*المبحث الأول: اسمه ونسبه:
“هو معلم القرآن الكريم الفاضل/ سليمان بن ناصر بن سليمان بن محمد بن عبدالله بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عمر المحروقي (1)، ينتمي لقبيلة المحروقي التي تعد من القبائل العمانية العريقة في سلطنة عمان، ويقطن عدد من أفراد هذه القبيلة التي ينتمي لها المترجم له في ولاية بهلا بمحافظة الداخلية بسلطنة عمان، يقول الشيخ المؤرخ النسابة/ سالم بن حمود بن شامس السيابي (ت: 1414 ه/1993 م ) عن نسب قبيلة المحروقي في سلطنة عمان التي ينتسب إليها المعلم / سليمان ما نصه:” من النزارية بعمان المحاريق وهم قوم من تميم من بقايا القوم الذين أحرقهم الملك التبعي أيام سلطته عليهم، ﻭ منازلهم بعمان “أدم ” على وزن “ﻋلم “جبل”، ﻭ هم عريقون فيها….، ﻭ لهم في أدم رئاسة ﻭ سياسة، ويرأسهم فيها في هذه العصور الأخيرة آل علي بن خميس ﻭ أبناء عمه، ومنهم العالم الزاهد الشيخ/ درويش بن جمعة صاحب التبيان والدلائل أحد قضاة الدولة اليعربية في طليعة شبابها، ومنهم القاضي/ سيف بن هلال، ﻭ ﻟﻠﻤﺤﺎﺭﻳﻖ فضل و شرف، ﻭ ناهيك بشرف تميم في العرب جاهلية و إسلاما، ﻭ يوجد منهم – أي ﺍلمحاريق- فريق ببهلا، ﻭ أفراد في بلدان أخرى من عمان”(2).
* المبحث الثاني: مولده ونشأته:
” ولد المعلم / سليمان المحروقي في سنة 1340 ه /1921 أو 1922م في حارة الرم إحدى حارات حاضرة بهلا القديمة التي تقع في وسط واحة بهلا بالقرب من سوقها التراثي القديم، وسكن في تلك الحارة مدة طويلة من حياته (3)، كما سكن أيضا مع إخوته في منزل طيني تركه لهم والدهم المعلم / ناصر ويقع في منطقة الجيلة العالي التي تقع على إحدى ضفاف وادي بهلا، حيث كان المعلم / سليمان يسكن فيه في بداية موسم نخلة النغال وهو صنف من أصناف التمور العمانية، ثم يذهب لحارة الرم عندما يأتي موسم حصاد نخلة الخصاب، وانتقل المعلم / سليمان في سنوات حياته الأخيرة من مقر سكنه في حارة الرم وسكن في منزله الجديد بمنطقة المستغفر في ولاية بهلا، و كان منزله يقع بالقرب من مصلى العيد- السابق-، وسكن في ذلك المنزل في منطقة المستغفر عدة سنوات حتى وفاته.
حارة الرم التي ولد فيها المعلم / سليمان المحروقي
*المبحث الثالث: عائلته وحياته الأسرية:
العائلة هي المحضن الأول للفرد، فهي تمثل البيئة التي يعيش فيها، ويكتسب خبراته وتجاربه منها، ويصقل مهاراته ومعارفه فيها، والعائلة التي عاش فيها المعلم سليمان كانت عائلة مهتمة بالقرآن الكريم لذا نشأ المعلم/ سليمان منذ نعومة أظفاره محبا للقرآن الكريم والعناية بتلاوته وحفظه، كما كان المعلم سليمان يتصف بحسن الأخلاق، و المعاملة الطيبة والرحمة مع أفراد عائلته، ونقترب أكثر من هذه العائلة الكريمة بالتعرف على عدد من أفراد هذه العائلة لنستخلص تأثير هذه العائلة الكريمة على اهتمام المعلم/ سليمان بالقرآن الكريم، وكذلك تأثير المعلم سليمان لاحقا على عائلته تلك مما جعل بعض أفراد هذه العائلة يهتم بالقرآن الكريم نتيجة التربية القرآنية التي أكسبهم إياها المعلم/ سليمان المحروقي.
-أولا: والده: هو المعلم الفاضل / ناصر بن سليمان بن محمد المحروقي ( و: 1300هـ، ت: 1358م ) (4)، ” و كان معلما للقرآن الكريم بمدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا لما يقرب من أربعين عاما، حيث تولى مهنة التدريس في هذه المدرسة عندما كان في ريعان شبابه (5)، “وقد وقف المعلم/ ناصر والد المعلم / سليمان نخلة لمسجد حارة صالح في ولاية بهلا، وكتب ذلك الوقف الشيخ العالم / ثابت بن سرور بن حمد الغلابي( ت: 1370 ه/1950م ) في المخطوطة الثالثة لأوقاف مسجد حارة صالح ببهلا” (6)
نص وقفي لوقف وقفه المعلم / ناصر بن سليمان المحروقي
“وكان للمعلم ناصر دور كبير في تربية ابنه المعلم سليمان على حب كتاب الله منذ نعومة أظفاره ، حيث تلقى المعلم سليمان مبادئ القراءة والكتابة وتلاوة القرآن الكريم على يد والده، كما كان والده يصطحبه معه أثناء تدريسه للقرآن الكريم في مدرسة حارة صالح، و كان يجعله مساعدا له في مهنة تدريس القرآن الكريم في كثير من الأحيان، لذا ساعد ذلك ابنه سليمان ليصبح فيما بعد معلما للقرآن الكريم في نفس تلك المدرسة القرآنية نتيجة لاكتسابه خبرة في تدريس القرآن الكريم” (7)، وكانت وفاة المعلم/ ناصر بن سليمان المحروقي سنة 1358 هـ،” (8).
-ثانيا: والدته: “هي الفاضلة/ شيخة بنت سالم بن عيسى بن زاهر بن ناصر بن محمد بن عبدالله بن عمر الهميمية ( ت: 1395هـ) (9)، ” والفاضلة/ شيخة هي من أهالي حارة اللحمة من قبيلة بني هميم التي تعد من القبائل العمانية العريقة في ولاية بهلا، ” وساهمت هذه الأم الفاضلة في الاهتمام بتربية ابنها سليمان على القرآن الكريم منذ الصغر، حيث كانت تحرص على انتظام ابنها في الذهاب لمدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بشكل يومي، وتتابع مدى تقدمه الدراسي في مجال تلاوة وحفظ القرآن الكريم، وقد أصيبت في سنوات عمرها الأخيرة بمرض عانت منه لعدة سنوات نتيجة لدغة ثعبان، وقد أعاقها ذلك المرض عن كثير من أنشطتها اليومية، وأثر ذلك المرض كذلك على حياتها الاجتماعية حتى وفاتها سنة 1395 هـ عن عمر 85 عاما تقريبا” (10)،” وكان المعلم سليمان كثيرا ما يذكر والدته الفاضلة بخير، ويحفظ لها الجميل، كما قام برعايتها والعناية بها في فترة مرضها، وكان يقدر كثيرا أقاربها( أخواله من بني هميم ) ويزورهم في حياة والدته، وبعد وفاتها برا بوالدته الكريمة، حتى أنه كان يخاطب الطلبة الصغار في مدرسة حارة صالح من بني هميم الذين جاؤوا لتعلم القرآن الكريم على يديه بقوله:” أنتم أخوالي، ولكم منزلة خاصة في قلبي”، و كان المعلم / سليمان يسعد ويفرح كثيرا بتعلمهم وختمهم القرآن الكريم على يديه” (11).
- ثالثا: جده الثالث: جد المعلم سليمان الثالث هو الوكيل/ عبد الله بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عمر المحروقي: كان وكيلا لمسجد حارة صالح بولاية بهلا، وقد أمر ناسخ وكاتب المخطوطات العمانية / سليمان بن محمد بن مطر الوائلي بإعادة نسخ المخطوطة الأولى لوقف مسجد حارة صالح – كما يظهر ذلك في مقدمة المخطوطة – في سنة 1333 ه / الموافق لعام 1915 م (12).
مقدمة المخطوطة الأولى لمسجد حارة صالح بولاية بهلا ويظهر فيها اسم الجد الثالث للمعلم/ سليمان
– رابعا: إخوته وأخواته: للمعلم سليمان، أخوان شقيقان هما: الفاضل / عبدالله بن ناصر ( و: 1346ه- توفي : يوم الإثنين 27 فبراير 2023م )(13) ، وكان يعمل تاجرا في سوق بهلا التراثي القديم، كما كان محافظا على قراءة تلاوة القرآن الكريم في منزله وفي المسجد، والفاضل: خلف ( و : 1353هـ -حي ) (14)، وكان كذلك يعمل ولا يزال تاجرا في سوق بهلا التراثي القديم حتى يومنا هذا، و للمعلم سليمان أخت واحدة شقيقة هي الفاضلة: زوينة ( و: 1 يناير 1949م ، ت: 7 جمادى الآخرة 1444هـ/ الموافق 31 ديسمبر 2022م) (15).
–خامسا: زوجاته: للمعلم سليمان زوجتان هما: الفاضلة / عزة بنت سالم بن سليمان الشكرية ( ت: 31 ديسمبر 2009 م) وهي من أهالي ولاية الحمراء(16)، والفاضلة/ موزة بنت عامر بن خميس الوردية ( ت: 26 رجب 1445 هـ / 7 فبراير 2024م) وهي من أهالي حارة الخضراء بولاية بهلا (17).
- سادسا: أبناؤه: للمعلم سليمان أربعة من الأبناء الذكور هم الأفاضل: محمد ( ت: 26 جمادى الآخرة 1418 هـ/ 27 أكتوبر 1997م)، وقد عمل إماما في جامع بهلا، وقد وقف تفسير القرءان الكريم للعلامة المحقق الجليل عبد الله شبر لمسجد حارة صالح بولاية بهلا، وكتب في نص الوقفية في إحدى صفحات هذا المصحف النص التالي : ” هذا المصحف الشريف أخذ من سوق الشارقة عن مبلغ 25 درهم في 3 من الحج الأكبر عام 1395 ه ، المكتبة الإسلامية الثقافية بالشارقة “، كما كتب أحدهم معلقا على هذا الوقف في نفس تلك الصفحة : ” لقد وقف هذا الكتاب الأخ محمد بن سليمان المحروقي ، هداك الله على وقف هذا الكتاب العظيم وهو القرءان المجيد لمسجد حارة صالح ، وفقك الله لما فيه خير لصالح دينك ودنياك ” ، و ناب الفاضل / محمد عن والده المعلم/ سليمان في قراءة التهلولة في شهر ذي الحجة عام 1414 ه الموافق مايو عام 1994 م بمناسبة عام التراث العماني ، وكانت وفاة الفاضل/ محمد إثر حادث سير أليم،” وقد حزن على فراقه والده المعلم سليمان حزنا شديدا، واهتم بعد وفاة ابنه بأحفاد ابنه اهتماما خاصا ” (18)، و الفاضل / سالم ( حي) ويعمل تاجرا، كما أنه يؤم المصلين في مسجد حارة صالح بولاية بهلا وهو نفس المسجد الذي كان يؤم فيه والده المعلم سليمان بالمصلين، و الفاضل/ ناصر( حي) والفاضل/ زاهر ( حي)، ” وللمعلم سليمان ابنتان فاضلتان هما: الفاضلة: نصرة (حية)، والفاضلة: جوخة (متوفاة)” (19).
* المبحث الرابع: المهن التي عمل فيها:
بالإضافة إلى اشتغال المعلم / سليمان بمهنة القرآن الكريم كمهنة رئيسة، فإنه في نفس الوقت كان يعمل في بعض المهن الأخرى نتيجة لتفاعله الإيجابي مع مجريات الحياة الاجتماعية والاقتصادية، ونوجز المهن والحرف التي مارسها المعلم سليمان في حياته كالتالي:
1-معلما للقرآن الكريم: عمل معلما للقرآن الكريم في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا، وكان يحصل على أجرة جراء تدريسه في تلك المدرسة من الوقف المخصص للمدرسة، ثم في بداية عصر النهضة العمانية المباركة في عهد مؤسس سلطنة عمان الحديثة جلالة السلطان الراحل/ قابوس بن سعيد بن تيمور- طيب الله ثراه – تم تعيين المعلم/ سليمان معلما رسميا في مدرسة حارة صالح من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، ” فقد كان آخر من درس في مدرسة حارة صالح ” (20) ، واستمر في التدريس في هذه المدرسة قرابة الأربعين عاما حتى إحالته للتقاعد في بدايات تسعينيات القرن الميلادي الماضي.
المقر الأول لمبنى مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم الذي عمل فيه المعلم سليمان، وتحول هذا المكان حاليا إلى محل تجاري في سبعينات القرن الميلادي الماضي بعد هدم مقر المدرسة.
المقر الثاني لمدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم ويظهر في الصورة المعلم / سليمان المحروقي في الثمانينات من القرن الميلادي الماضي ( مصدر الصورة: معجم موسيقى عمان التقليدية ، ص 87).
مبنى مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم حاليا بعد إعادة بنائه من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، وإعادة تأهيله مؤخرا.
2- وكيلا لمسجد: عمل وكيلا لمسجد حارة صالح بولاية بهلا مدة من الزمن، ونطالع في إحدى مخطوطات أوقاف مسجد حارة صالح بولاية بهلا عددا من النصوص الوقفية ذات العلاقة به كوكيل للمسجد، فقد كتب القاضي / علي بن ناصر المفرجي أحد النصوص الوقفية في المخطوطة الثالثة لأوقاف مسجد حارة صالح ببهلا بتاريخ 17 شهر القعدة سنة 1396 ه / الموافق 9 نوفمبر عام 1976 م، وقام بتوقيع ذلك النص الوقفي المعلم/ سليمان بن ناصر المحروقي وكيل المسجد آنذاك.
نص وقفي يظهر فيه اسم المعلم / سليمان كوكيل لمسجد حارة صالح ببهلا
، وهناك نص وقفي آخر مؤرخ بتاريخ 16 جمادى الثاني 1398هـ / الموافق 23 أبريل 1978م.
نص وقفي آخر يظهر فيه اسم المعلم / سليمان كوكيل لمسجد حارة صالح ببهلا
ويوجد أيضا نص وقفي آخر به اسم المعلم سليمان، ويظهر أن هذا النص كتب في ثمانينات القرن الميلادي الماضي عند دخول خدمة الكهرباء الحكومية لولاية بهلا.
نص وقفي آخر يظهر خط المعلم / سليمان كوكيل لمسجد حارة صالح ببهلا
3-إماما لمسجد: كان المعلم/ سليمان إماما للمصلين في مسجد حارة صالح بولاية بهلا مدة طويلة من الزمن حتى قبيل وفاته، كما أنه بعد ذلك كان إماما بالمصلين في مسجد المستغفر بعد انتقاله لمنطقة المستغفر للعيش فيها.
مسجد حارة صالح بولاية بهلا
4- تاجرا: “عمل المعلم سليمان في مهنة التجارة، فكان في شبابه يذهب للتجارة إلى ولاية الحمراء حاملا معه عددا من البضائع التجارية، كما كان يمتلك محلا تجاريا في سوق بهلا التراثي القديم حيث كان يعمل في ذلك المحل التجاري مع أخيه الفاضل/ خلف، ثم بعدها في فترة السبعينات الميلادية أصبح له محله التجاري الخاص به في سوق ولاية بهلا، وعرف عن المعلم سليمان الأمانة والسماحة في التجارة، حيث كان أمينا وسمحا في تعامله مع الزبائن الذين كانوا يرتادون محله التجاري في سوق بهلا” (21).
المحل التجاري الأول الذي عمل فيه المعلم / سليمان في سوق بهلا التراثي القديم بعد ترميمه
المحل التجاري الثاني الذي عمل فيه المعلم / سليمان في سوق بهلا، ويظهر في الصورة المعلم / سليمان عند مدخل محله التجاري وهو يقرأ في أحد الكتب.
5– صانعا للسعفيات: كان المعلم سليمان يمارس حرفة صناعة السعفيات المأخوذة من جريد النخيل، فكان يصنع المنتوجات السعفية التقليدية الحرفية ويبيعها في محله التجاري بسوق ولاية بهلا.
6- معتنيا بشؤون النخيل: كان المعلم سليمان يهتم بالنخلة اهتماما خاصا باعتبارها أحد مصادر الدخل المحلي المهم في الثقافة العمانية الاقتصادية، فكان باستطاعته صعود النخيل الفارعة في الطول رغم تقدمه في العمر.
*المبحث الخامس: اهتماماته العلمية والدينية:
للمعلم سليمان اهتمامات علمية ودينية متعددة نظرا لاهتمامه بالعلوم الشرعية، ونلخص تلك الاهتمامات في التالي:
1-اهتمامه بحفظ وتلاوة وتدريس القرآن الكريم: كان القرآن الكريم في حياة المعلم سليمان منهجا لحياته يحفظه ويتلوه آناء الليل وأطراف النهار، ” فكان يقرأ جزأين من القرءان الكريم يوميا إضافة لتدريسه للقرآن الكريم في المدرسة” (22)، ومن عادته أن يأتي لمسجد حارة صالح مبكرا فيقرأ ما تيسر له من القرآن من مصحف خاص به قبل أداء الصلاة بشكل يومي خاصة قبل أذان الظهر، كما كان يختم القرآن الكريم عدة مرات في السنة، فكان القرآن لا يفارقه، فحياته كانت مع القرآن الكريم حفظا وتلاوة وتدريسا، ” وكان لا يترك قراءة القرآن الكريم حتى وهو في أيام مرضه الأخيرة في المستشفى قبيل وفاته ” (23).
2- المحافظة على الصلاة: كان المعلم سليمان محافظا على أداء الصلوات الخمس في الجماعة بشكل منتظم حتى آخر حياته بالرغم من تقدم عمره، كما كان يؤم المصلين في مسجد حارة صالح في الفروض وفي السنن كسنة صلاة التراويح وصلاة التهجد، كذلك عندما انتقل للسكن في منطقة المستغفر كان يؤم المصلين في مسجد المستغفر، كما كان يصلي مع الناس الفرائض في جامع بهلا قبيل وفاته.
3-اهتمامه بالشعر التعليمي: بالرغم من أن المعلم سليمان لم يكن يقرض الشعر، لكنه كان يحفظ و يقول الكثير من الأبيات الشعرية، فكان مهتما اهتماما خاصا بأبيات كتاب جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام للإمام المجدد نور الدين عبدالله بن حميد بن سلوم السالمي، فكتاب جوهر النظام هو كتاب تربوي فقهي يعتمد على الشعر التعليمي، فكان المعلم سليمان يحفظ الكثير من أبيات الجوهر عن ظهر قلب، ويكرر تلك الأبيات دائما في حياته اليومية، وفي تدريسه في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم.
“ومما يروى عن محبته للشعر التعليمي الديني أنه كان يردد أبياتا من الشعر في محله التجاري، وفي المدرسة، وفي الطريق حتى أنه في يوم من الأيام وهو في قمة إحدى نخيل وقف مسجد حارة صالح التي كانت تقع في طرف صرح المسجد كان يردد أبياتا من الشعر في الحث على أهمية العلم وتلك الأبيات هي:
العلم أوله مر كحنظلة* وأما آخره أحلى من العسل
من لا يخط ولا يقرأ رسالته* كان البهيم وكان راع إلى الغنم” (24).
4- اهتمامه بعادتي التيمينة و التهلولة:
كان المعلم / سليمان يهتم بقراءة التيمينة بمناسبة ختم القرءان الكريم: وتعرف التيمينة بأنها عبارة عن:” دعاء كريم اللفظ يتلى لختم القرءان الكريم، يتلوه المدرس أو أحد التلاميذ الذي ينتقيه، وذلك متى ختم أحد الأطفال القرءان الكريم ” (25)، والتيمينة لها العديد من المنظومات الشعرية المختلفة والتي تتضمن العديد من الحكم والمواعظ فهي نوع من الأساليب الأدبية يعرف بالشعر التعليمي.
وهناك تيمينة كان يقرأها المعلم سليمان المحروقي على طلبته في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم، وقد قام بنظمها الفاضل / خليفة بن سيف بن حميد بن عبدالله القصابي البهلوي، وقد بكتابتها الفاضل / عامر بن سالم بن سعيد بن خماس بن محمد بن ابراهيم الحطابي، وكتبت نهار يوم الخميس 13 جمادى الأولى سنة 1372 ه / الموافق 28 يناير سنة 1953 م، ومطلع تلك التيمينة هو:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله السلام المؤمن رب رؤوف قاهر مهيمن
الرازق البر الرحيم الباري القاهر الغفار والجبار
الطاهر المقدس الديان الواحد الفرد العظيم الشأن
ثم الصلاة عدد الأقطار وما هما يوما من الأمطار
على النبي المصطفى المختار الطاهرين آله الأبرار
الراكعين في دجى الأسحار الساجدين سادة الأخيار
” كما يروى عن المعلم سليمان أنه في يوم من الأيام كان يضع نوعا من البقوليات في الميزان لأحد الزبائن في محله التجاري بسوق بهلا، فتذكر أبياتا شعرية تعليمية، فقال هذه الأبيات الشعرية واصفا نفسه، وهذه الأبيات مأخوذة من تيمينة عمانية قديمة نصها:
وخمسة ليست لهم كرامة * وتركهم أوجب للسلامة
الكييل والوزان والجباة* و قاسم الأنهار والقضاة
وخمسة أجدر بالكرامة * لاحرج فيهم ولا ملامة
الأستاذ والأجير والطبيب * والضيف والمعلم الأديب” (26).
وتوجد للمعلم سليمان صورة فوتوغرافية ومقطع فيديو مصور وهو يقرأ التيمينة في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بمناسبة احتفال ختم أحد الأطفال للقرآن الكريم.
المعلم سليمان وهو يقرأ التيمينة في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم مع طلابه
كما اهتم المعلم سليمان بعادة التهلولة، و التهلولة عبارة عن:” احتفال مدرسة القرآن الكريم بالأيام التسعة الأولى من شهر ذي الحجة تبشيرا بمقدم عيد الحج “. (27)، فتوجد للمعلم سليمان صورة فوتوغرافية له وهو يقرأ التهلولة خارج المبنى الطيني القديم لمدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم.
المعلم / سليمان المحروقي يقرأ التهلولة مع طلابه في ثمانينات القرن الميلادي الماضي
3-اهتمامه بأداء شعيرة الحج: كان المعلم سليمان يقوم برحلات حج إلى بيت الله الحرام عن نفسه ونيابة عن الغير، حيث كان الناس يثقون في علمه، وأمانته فيكلفونه بالحج عن أقاربهم وذويهم بالأجرة.
4- اهتمامه بالرقية الشرعية: “حيث كان بعض الناس يأتون للمعلم سليمان لقراءة آيات من القرآن الكريم وعدد من الأدعية والأذكار وأسماء الله الحسنى على أطفالهم وعلى المرضى، وقراءة الرقى الشرعية في الماء بغرض الاستشفاء” (28).
5- اهتمامه بمسائل الفقه: ” فكان عدد من الناس يأتون للمعلم سليمان يسألونه ويستفتونه في بعض الأحكام الفقهية كأحكام فقه الطهارات، وفقه الكفارات، ومسائل الصوم، وأحكام زكاة الفطر” فيجيبهم بما فتح الله عليه من علم الفقه” (29).
*المبحث السادس: طريقته ومنهجه في تدريس مبادئ القراءة والكتابة وتدريس القرآن الكريم:
كان منهج تدريس المعلم سليمان في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم يتم وفق خطوات منظمة ومتدرجة، باستخدام عملية تدريسية منهجية تراعي مبدأ التدرج في التعلم، وكانت هذه الطريقة في التدريس تهدف في نهاية المطاف إلى تخريج جيل متمكن من اكتساب مهارات التعلم الأساسية التمهيدية كمهارتي القراءة والكتابة انطلاقا من توظيف القرءان الكريم كأساس للتعلم، ونذكر تلك الخطوات بإيجاز على النحو التالي:
1- يقوم المعلم سليمان أولا بكتابة ثلاثة أو أربعة حروف هجائية كمرحلة أولى في دفتر الطالب، ويطلب منه أن يقلدها أي أن يعيد رسمها من جديد بشكل صحيح، فإذا قام الطالب بكتابتها كتابة صحيحة يكتب له المعلم أسفلها كلمة: ” صح ” حيث لم يكن المعلم سليمان بن ناصر المحروقي يستخدم علامات ورموز وإشارات للدلالة على الصواب والخطأ في تلك الفترة، وإذا أخطأ الطالب في كتابتها أو في كتابة بعضها يكتب له كلمة: “غلط “، ثم يطلب من الطالب إعادة كتابة تلك الحروف من جديد حتى يتقن الطالب رسمها اتقانا جيدا.
2- بعد التأكد من قدرة الطالب على رسم تلك الحروف يقوم المعلم سليمان بالتوسع في كتابتها، فيكتب جميع الحروف الهجائية في دفتر الطالب، ويطلب منه أن يقلدها كلها: أي أن يعيد رسمها من جديد بشكل صحيح، فإذا قام الطالب بكتابتها كتابة صحيحة يكتب له المعلم أسفلها كلمة: “صح “، وإذا أخطأ الطالب في كتابتها أو في كتابة بعضها يكتب له كلمة: “غلط”، ثم يطلب المعلم من الطالب إعادة كتابتها من جديد حتى يتقن رسمها اتقانا جيدا.
3- بعد انتهاء الطالب من كتابة الحروف الهجائية وإتقان كتابتها اتقانا جيدا، ينتقل المعلم سليمان إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة كتابة الكلمة الواحدة، وفي هذه المرحلة يكتب المعلم للطالب في دفتره أسماء كلمات مجموع الحروف الهجائية العربية ” وفقا لترتيبها عند الساميين، قبل أن يرتبها نصر بن عاصم الليثي الترتيب المعروف الآن (30)”، وهذه الكلمات هي: “أبجد، هوز، حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ”، فإذا قام الطالب بكتابة هذه الكلمات كتابة صحيحة في دفتره يكتب له المعلم أسفلها كلمة: “صح “، وإذا أخطأ الطالب في كتابتها أو في كتابة بعضها يكتب له المعلم كلمة :”غلط”، ثم يطلب المعلم من الطالب إعادة كتابة تلك الكلمات من جديد حتى يتقن الطالب رسمها اتقانا جيدا.
4- بعد انتهاء الطالب من كتابة كلمات مجموع الحروف الهجائية العربية وإتقان رسمها، يكتب المعلم سليمان للطالب في دفتره أسماء أيام الأسبوع، وتسمى:” ذكر أسماء الأيام”، وهي كلمات: “السبت، الأحد، الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة”، ثم بعد إتقان الطالب لكتابتها كتابة صحيحة يكتب له المعلم كلمة:” صح” في دفتره، وإذا أخطأ الطالب في بعضها فإن المعلم يكتب له كلمة: “غلط “، ثم يطلب المعلم من الطالب إعادة كتابة تلك الكلمات حتى يتقن كتابتها بشكل صحيح.
5- بعد ذلك يكتب المعلم سليمان للطالب في دفتره أسماء الشهور الهجرية، و تسمى:” ذكر أسماء الشهور”، وهي كلمات:” محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الثاني، جمادى الأولى، جمادى الثانية، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة”، ثم بعد إتقان الطالب لكتابة هذه الأسماء كتابة صحيحة يكتب له المعلم في دفتره كلمة:” صح”، وإذا أخطأ الطالب في بعضها فإنه يكتب له كلمة:” غلط “، ثم يطلب المعلم من الطالب إعادة كتابة تلك الكلمات حتى يتقن كتابتها بشكل صحيح.
5- ينتقل المعلم سليمان بعدها من مرحلة الكتابة بالخط العربي إلى مرحلة جديدة هي مرحلة تدريس أصوات الحروف العربية، فيطلب من الطالب أن يقرأ جزءا من القاعدة البغدادية- وهي منهج خاص بالقراءة والكتابة للمبتدئين-، وهي عبارة عن نطق الحروف العربية باستخدام الحركات، فالألف مثلا فوقها فتحة، والألف فوقها ضمة، والألف تحتها كسرة، فينطق الطالب ذلك الحرف نطقا صحيحا يميز فيه بين كل حرف صوتي، ويعينه المعلم على نطق تلك الحروف نطقا صحيحا، و لا ينتقل الطالب لمرحلة جديدة حتى يتقن اتقانا نطق أصوات تلك الحروف.
6- ثم ينتقل المعلم سليمان بالطالب إلى قراءة الجزء الثلاثين من القرآن الكريم من خلال كتاب يضم ذلك الجزء، فيبدأ المعلم بقراءة سورة الفاتحة أولا آية آية، فيقوم الطالب بترديدها خلف معلمه مباشرة باستخدام أسلوب التكرار، وإذا أخطأ ذلك الطالب في نطق بعض كلمات آية معينة يقوم المعلم بتصحيح ذلك الخطأ مباشرة، ثم ينتقل المعلم بعدها إلى السور القصار في الجزء الثلاثين من المصحف الشريف ، على عكس ترتيب ذلك الجزء متدرجا من السور القصار إلى السور الطوال حتى يختم الطالب ذلك الجزء كاملا.
7- ثم بعد إتمام الطالب لقراءة الجزء الثلاثين من المصحف الشريف المعروف” بجزء عم”، ينتقل الطالب إلى الجزء التاسع والعشرون، ويبدأ به عكس ترتيب السور الذي ورد في المصحف الشريف، وهكذا باقي الأجزاء الأخرى حتى يصل الطالب في نهاية المطاف إلى سورة البقرة وأخيرا سورة الفاتحة، وبذلك يكون الطالب قد أنهى تلاوته للمصحف الشريف بكب أجزائه على يد معلمه، وبالتالي يكون الطالب قد ختم قراءة القرآن الكريم كاملا تلاوة على يد معلمه. (31).
كما كان المعلم سليمان يدرس بعض الطلبة المجيدين في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم أجزاء من كتاب تلقين الصبيان ما يلزم الإنسان، وعددا من الأبيات الشعرية لكتاب جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام، و كلا الكتابين للشيخ العلامة المربي المجدد / نور الدين عبد الله بن حميد بن سلوم السالمي (1283 – 1332 ه / 1867- 1914 م )، ويهدف المعلم بتدريسه لهذين الكتابين إكساب أولئك الطلبة عددا من المفاهيم والمعارف الأساسية المتعلقة بالعقيدة والفقه والأخلاق (32).
وإضافة إلى ذلك، فعند ازدياد أعداد الطلبة في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم- والذين قد يفوق عددهم الأربعين طالبا أحيانا- يقوم المعلم سليمان بتعيين عدد من الطلبة المجيدين ليكونوا مساعدين له في مهمة التدريس والإشراف على الطلبة، فمن انتهى من قراءة السور المطلوبة منه مع المعلم، فالمعلم يطلب منه أن يساعد زملائه الطلبة في القراءة أو الكتابة، فلا تكاد تجد في هذه المدرسة طالبا إلا وهو يقرأ أو يكتب أو يحفظ، أو يساعد زميله في فهم الدرس” (33).
وتوجد للمعلم سليمان المحروقي في معرض قلعة نزوى سابقا صورة فوتوغرافية وهو يقوم بتدريس عددا من طلبة العلم الصغار في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا في لوحة تاريخية حملت عنوان” الإمامة في عمان” ضمت قائمة بالأئمة الذين حكموا عمان على امتداد فترات من التاريخ العماني المجيد.
المعلم سليمان المحروقي مع عددا من الطلبة الصغار في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا ( مصدر الصورة: معرض قلعة نزوى- قلعة نزوى).
*المبحث السابع: وثائق رسمية تتعلق بالمعلم / سليمان المحروقي أثناء عمله الوظيفي كمعلم للقرآن الكريم:
يوجد قرار وزاري صادر من وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية سنة1394ه / 1974 م، بإعطاء مساعدة شهرية ” للمعلمين سليمان بن ناصر المحروقي، و خميس بن سالم الجديدي، ونص ذلك القرار ( 34):
بسم الله الرحمن الرحيم
سلطنة عمان
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
ص . ب – 767
مسقط
الإشارة : أ ش س /42/ 1508 / 74
التاريخ : 16/6/ 1394 ه الموافق 7/ 7/ 1974 م
حضرة المكرم الفاضل / سعادة والي بهلا المحترم.
تحية طيبة وبعد :
نفيدكم موافقتنا بإعطاء مدرسي القرءان المذكورين أدناه مساعدة شهرية قدرها ( 20 ) عشرون ريالا عمانيا فقط لكل واحد منهم اعتبارا من 7/ 7 / 1974 م علاوة على ما يتحصلون عليه من الأموال الموقوفة للمدرسة والمذكورون هم :
1- سليمان بن ناصر المحروقي مدرس القرءان الكريم بولايتكم .
2- خميس بن سالم الجديدي = = = =
يرجى العلم وقبول فائق الاحترام. التوقيع:
الوليد بن زاهر الهنائي
وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية
وتوجد رسالة أخرى موجهة إلى سعادة الشيخ / خليفة بن هلال العلوي نائب والي بهلا تضمنت ثناء على جهود المعلم سليمان بن ناصر المحروقي في خدمة القرءان الكريم، وكتبت تلك الرسالة عندما تمت إحالته إلى التقاعد عام 1995م، رغبة من الأهالي في أن يحل ابنه الفاضل / سالم محل والده في تدريس القرءان الكريم في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم، ونص تلك الرسالة هو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
التاريخ: 22/ 8/ 1995 م.
إلى سعادة الشيخ / خليفة بن هلال العلوي نائب والي بهلا المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد،،،
يسرنا إفادة سعادتكم عن علمنا بقيام الفاضل/ سليمان بن ناصر المحروقي معلم القرءان الكريم بمدرسة حارة صالح بإحالته إلى التقاعد وعرفانا لدوره الجليل الذي أسهم فيه المواطن المذكور في تنشئة أجيال من أفراد المجتمع في دراسة القرءان الكريم، وبما أن ابنه سالم بن سليمان المحروقي حظي بالترشيح في مهمة تدريس القرءان الكريم بمدرسة حارة صالح من قبل إدارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالداخلية، فإننا نحن الموقعين أدناه إذ نبارك ونؤيد هذه الخطوة المباركة ولا نود أن يكون أحد سواه بهذه المدرسة لمعاصرته مع والده، وخبرته أثناء تأدية والده الواجب الوطني، والأهم من ذلك لقناعة أولياء الأمور في شخصية وكفاءة المترشح / سالم بن سليمان المحروقي للقيام بهذه المهمة الإنسانية العظيمة، ولا شك أن ثقة المواطن في من يقوم بهذه المهمة هي السبيل الأمثل لنجاح أي مهمة عمل في واجبات التدريس، لذا نأمل تكرمكم مشكورين بإحالة هذه الرسالة لجهة الاختصاص التي توضح رغبتنا الوطنية قبل الشخصية باعتبار ذلك مصلحة عامة في أن يحل سالم محل والده بهذه المدرسة، مقدرين لكم وللقائمين بهذه الرسالة جهودكم المخلصة ومساعيكم النبيلة، وتفضلوا خالص تحياتنا وعظيم تقديرنا لكم” (35).
رشداء المحلات :
أحمد بن سعيد المحروقي رشيد محلة الرم.
طالب بن محمد العلوي رشيد محلة اللحمة.
محمد بن سيف الهميمي رشيد محلة اللحمة.
محمد بن عبد الله الشكيلي رشيد محلة الندوة.
*المبحث الثامن: وفاته:
” بعد حياة طويلة حافلة بجلائل الأعمال في خدمة القرآن الكريم تدريسا وحفظا وتلاوة توفي المعلم/ سليمان المحروقي في 13 رمضان سنة 1430 ه/ الموافق 3 سبتمبر 2009 م في مستشفى نزوى المرجعي إثر إصابته بمرض عضال لم يمهله طويلا، ودفن في مقبرة السد بولاية بهلا، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته” (36).
*الخاتمة:
حاولت هذه الصفحات توثيق السيرة الذاتية لأحد معلمي القرآن الكريم الذين لا تزال الألسن تثني عليه قائلة:” معلمنا جزاك الله خيرا، وعقب الخير جنات النعيم” (37) نظير ما قدمه من خدمات جليلة في سبيل تدريس القرآن الكريم في مرحلة الكتاتيب، فتوثيق السيرة الذاتية لمعلمي القرآن الكريم في سلطنة عمان هو جزء مهم من تراث عمان الحضاري في مجال العناية بالقرآن الكريم.
*الهوامش:
1- مقابلة مع الفاضل/ خلف بن ناصر بن سليمان المحروقي شقيق المعلم / سليمان في محله التجاري بسوق بهلا التراثي القديم بتاريخ 17 رمضان 1445 ه / 28 مارس 2024م، وكذلك نقلا عن المخطوطة الأولى لوقف مسجد حارة صالح بولاية بهلا، توجد نسخة مصورة من تلك المخطوطة في حوزتي.
2- السيابي، إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان، ص ص 63-64.
3- مقابلة مع الفاضل/ خلف بن ناصر بن سليمان المحروقي شقيق المعلم / سليمان في محله التجاري بسوق بهلا التراثي القديم بتاريخ 17 رمضان 1445 ه / 28 مارس 2024م.
4- مقابلة مع الفاضل/ خلف بن ناصر بن سليمان المحروقي شقيق المعلم / سليمان في محله التجاري بسوق بهلا التراثي القديم بتاريخ 17 رمضان 1445 ه / 28 مارس 2024م.
5- مقابلة مع والدي الفاضل/ عامر بن سليمان بن عامر الهميمي أحد حفظة التاريخ الشفوي، وأحد طلبة مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بمنزله في منطقة البصرة التابعة لحارة اللحمة بولاية بهلا.
6- الغلابي، المخطوطة الثالثة لوقف حارة صالح ببهلا، وتوجد نسخة مصورة من تلك المخطوطة في حوزتي.
7- مقابلة مع والدي الفاضل/ عامر بن سليمان بن عامر الهميمي أحد حفظة التاريخ الشفوي وأحد طلبة مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بمنزله في منطقة البصرة التابعة لحارة اللحمة بولاية بهلا.
8- مقابلة مع الفاضل/ خلف بن ناصر بن سليمان المحروقي شقيق المعلم / سليمان في محله التجاري بسوق بهلا التراثي القديم بتاريخ 17 رمضان 1445 ه / 28 مارس 2024م.
9- مقابلة مع الفاضل/ خلف بن ناصر بن سليمان المحروقي شقيق المعلم / سليمان في محله التجاري بسوق بهلا التراثي القديم بتاريخ 17 رمضان 1445 ه / 28 مارس 2024م.
10- مقابلة مع والدتي الفاضلة الكريمة أحد حفظة التاريخ الشفوي، وإحدى طالبات مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا.
11- مقابلة مع والدتي الفاضلة الكريمة أحد حفظة التاريخ الشفوي، وإحدى طالبات مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا.
12- الغلابي، مخطوطة وقف حارة صالح ببهلا، وتوجد نسخة مصورة من تلك المخطوطة في حوزتي.
13- رسالة ببرنامج الواتسأب من المعلم الفاضل/ أحمد بن عبدالله بن ناصر المحروقي ابن أخ المعلم سليمان بتاريخ 6 إبريل 2024م.
14- مقابلة مع الفاضل/ خلف بن ناصر بن سليمان المحروقي شقيق المعلم / سليمان في محله التجاري بسوق بهلا التراثي القديم بتاريخ 17 رمضان 1445 ه / 28 مارس 2024م.
15- رسالة ببرنامج الواتسأب من المعلم الفاضل/ حمد بن سعيد بن حمد المحروقي ابن أخت المعلم سليمان بتاريخ 6 إبريل 2024م.
16- مقابلة مع الدكتور / علي بن محمد بن سليمان المحروقي حفيد المعلم / سليمان في مجلس بهلا العام يوم الأحد 13 رمضان 1445 هـ / الموافق 24 مارس 2024م.
17- مقابلة مع الفاضل/ سالم بن سليمان بن ناصر المحروقي ابن المعلم سليمان في محله التجاري ببهلا يوم الخميس 24 رمضان 1445 هـ/ الموافق 4 إبريل 2024م.
18- مقابلة مع الدكتور / علي بن محمد بن سليمان المحروقي حفيد المعلم / سليمان في مجلس بهلا العام في مجلس بهلا العام يوم الأحد 13 رمضان 1445 هـ / الموافق 24 مارس 2024م.
19- مقابلة مع الفاضل/ سالم بن سليمان بن ناصر المحروقي ابن المعلم سليمان في محله التجاري ببهلا يوم الخميس 24 رمضان 1445 هـ/ الموافق 4 إبريل 2024م.
20- العدوي، الوقف العلمي في بهلا ماضيه وحاضره، ص 35.
21- مقابلة مع والدتي الفاضلة الكريمة أحد حفظة التاريخ الشفوي، وإحدى طالبات مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا.
22- مقابلة مع الفاضل/ سالم بن سليمان بن ناصر المحروقي ابن المعلم سليمان في محله التجاري ببهلا يوم الخميس 24 رمضان 1445 هـ/ الموافق 4 إبريل 2024م.
23- مقابلة مع الفاضل/ سالم بن سليمان بن ناصر المحروقي ابن المعلم سليمان في محله التجاري ببهلا يوم الخميس 24 رمضان 1445 هـ/ الموافق 4 إبريل 2024م.
24- مقابلة مع والدتي الفاضلة الكريمة أحد حفظة التاريخ الشفوي، وإحدى طالبات مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا.
25- الشرياني، التهلولة المباركة والتيمينتان المباركتان، ص 1.
26- مقابلة مع والدتي الفاضلة الكريمة أحد حفظة التاريخ الشفوي، وإحدى طالبات مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا.
27- يوسف شوقي، معجم موسيقى عمان التقليدية ، ص 87 و ص 91.
28- مقابلة مع والدتي الفاضلة الكريمة أحد حفظة التاريخ الشفوي، وإحدى طالبات مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا.
29- مقابلة مع والدتي الفاضلة الكريمة أحد حفظة التاريخ الشفوي، وإحدى طالبات مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا.
30- أبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط ، ج 1 ، ص 1.
31- طريقة التدريس والتعلم في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم أخذتها بالمشاهدة الواقعية من طريقة تدريس المعلم/ سليمان بن ناصر المحروقي، حيث كنت طالبا معه في تلك المدرسة في عام 1985 م.
32- طريقة التدريس والتعلم في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم أخذتها بالمشاهدة الواقعية من طريقة تدريس المعلم/ سليمان بن ناصر المحروقي، حيث كنت طالبا معه في تلك المدرسة في عام 1985 م.
33- طريقة التدريس والتعلم في مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم أخذتها بالمشاهدة الواقعية من طريقة تدريس المعلم/ سليمان بن ناصر المحروقي، حيث كنت طالبا معه في تلك المدرسة في عام 1985 م.
34- العدوي، الوقف العلمي في بهلا ماضيه وحاضره، ص 82 و ص 83.
35- توجد بحوزتي نسخة من هذه الرسالة زودني بها الأستاذ الفاضل/ محمد بن سليمان بن زاهر الهميمي.
36- تاريخ وفاته ذكره لي الفاضل/ سالم بن سليمان المحروقي ابن المعلم سليمان في مقابلة معه بتاريخ 9 جمادى الثانية عام 1431 ه الموافق 23 مايو عام 2010 م، نقلا من شهادة الوفاة الصادرة من الإدارة العامة للأحوال المدنية بشرطة عمان السلطانية.
37- هذه العبارة اقتبسناها من دعاء طلبة المعلم / سليمان المحروقي في مدرسة حارة صالح للقرآن الكريم لمعلمهم بعد انتهاء اليوم الدراسي في تلك المدرسة، حيث كان جميع طلبته يرددون هذا الدعاء بصوت جماعي مسموع.
* المراجع:
*أولا: الكتب المطبوعة (التاريخ المدون):
1– إبراهيم مصطفى وآخرون، المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، ( القاهرة: مكتبة الشروق الدولية، ط5، 1432 ه/ 2011م).
2- السيابي، سالم بن حمود بن شامس، إسعاف الأعيان في أنساب أهل عمان، (منشورات المكتب الإسلامي، 1965 م).
3- الشرياني، هلال بن محمد بن علي، التهلولة المباركة والتيمينتان المباركتان، ( نزوى: الناشر: مكتبة أبي الفضل ابن العباس،ط1، 1409ه / 1988 م).
4- العدوي، خميس بن راشد، الوقف العلمي في بهلا ماضيه وحاضره، جامعة نزوى (مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية، نزوى، الطبعة الأولى 2016 م.
5- يوسف شوقي مصطفى، معجم موسيقى عمان التقليدية، (مسقط: إصدار: مركز عمان للموسيقى التقليدية، وزارة الإعلام، 1989 م.
*ثانيا: الكتب المخطوطة (التاريخ المدون):
1- الوائلي، سليمان بن محمد بن مطر، المخطوطة الأولى لأوقاف مسجد حارة صالح ببهلا، توجد نسخة مصورة من هذه المخطوطة بحوزتي.
2- الغلابي، ثابت بن سرور بن حمد، المخطوطة الثالثة لأوقاف مسجد حارة صالح ببهلا، توجد نسخة مصورة من هذه المخطوطة بحوزتي.
*ثالثا: المقابلات (التاريخ الشفوي):
1- مقابلة مع الفاضل/ خلف بن ناصر بن سليمان المحروقي شقيق المعلم / سليمان في محله التجاري بسوق بهلا التراثي القديم بتاريخ 17 رمضان 1445 ه / 28 مارس 2024م.
2- مقابلة مع والدي الفاضل/ عامر بن سليمان بن عامر الهميمي أحد حفظة التاريخ الشفوي، وأحد طلبة مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بمنزله في منطقة البصرة التابعة لحارة اللحمة بولاية بهلا.
3- مقابلة مع والدتي الفاضلة الكريمة أحد حفظة التاريخ الشفوي، وإحدى طالبات مدرسة حارة صالح لتعليم القرآن الكريم بولاية بهلا.
4- مقابلة مع الدكتور / علي بن محمد بن سليمان المحروقي حفيد المعلم / سليمان في مجلس بهلا العام في مجلس بهلا العام يوم الأحد 13 رمضان 1445 هـ / الموافق 24 مارس 2024م.
5- مقابلة مع الفاضل/ سالم بن سليمان بن ناصر المحروقي ابن المعلم سليمان في محله التجاري بولاية بهلا يوم الخميس 24 رمضان 1445 هـ/ الموافق 4 إبريل 2024م.
* رابعا: رسائل برنامج الواتسأب:
1- رسالة ببرنامج الواتسأب من المعلم الفاضل/ أحمد بن عبدالله بن ناصر المحروقي ابن أخ المعلم سليمان بتاريخ 6 إبريل 2024م.
2- رسالة ببرنامج الواتسأب من المعلم الفاضل/ حمد بن سعيد بن حمد المحروقي ابن أخت المعلم سليمان بتاريخ 6 إبريل 2024م.
*خامسا: الروابط الالكترونية في شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت):
2- التهلولة من ولاية بهلا 1989م ، موقع عاشق عمان على الرابط: