فاطمة بنت ناصر
نشهد هذه الأيام فعاليات ثقافية مهمة ننتظرها كل عام، فمعرض مسقط الدولي للكتاب من المناشط الثقافية المهمة التي لها مسيرة بدأت في عام 1992.
وفي ظل الأحداث الراهنة القاسية التي يعيشها الأشقاء في غزة، شهدت الفعاليات مظاهر متنوعة من التضامن، حيث أقيمت محاضرات عن القضية الفلسطينية، وكذلك لا تكاد أن تمر في أحد ممرات المعرض دون أن تشاهد الزوار يرتدون الكوفية الفلسطينية.
كنت أتمنى كذلك أن نتحدث عن أولى المعارض التي أقيمت في فلسطين، وشرعت بالبحث وبدأت الكتابة عن أول معرض في فلسطين عام 1946 والذي نشرت تفاصيله صحيفة فلسطين عام 1946، ولكني خلال صياغة الخبر أجزم أن هناك معارض سبقت هذا التاريخ، لكن ربما لم تنل حظها من التغطية الصحفية، ولكم أن تتخيلوا أن ذلك المعرض أقيم قبل 68 عاما!.
الخبر كان مفصلا بشكل جميل، حيث ورد عدد الكتب المعروضة والذي قدر بـ٦٠٠ كتاب منها ١٤٠ كتابا باللغات الأجنبية المختلفة أهمها: الانجليزية والفرنسية والألمانية.
وقد ورد في الخبر كذلك أسماء أهم الكتب في ذلك العام وأسماء مؤلفيها، الذين حرمتهم محدودية وسائل الإعلام في تلك الفترة من أن ينالوا القدر الذي يستحقونه من الشهرة بسبب محدودية الانتشار الإعلامي في ذلك الوقت، وربما هناك اسم وحيد تعرفت عليه ضمن قائمة الكتاب وهو اسم الشاعرة فدوى طوقان.
وهنا سأستعرض لكم أهم بيانات ذلك الخبر:
كان عدد الكتب ٦٠٠ كتاب، منهم١٤٠ كتابا كتبت باللغات الأجنبية الانجليزية والفرنسية والألمانية، وأكثر من ٣٠ كتاباً حول القضية الفلسطينية، وكان أقدم الكتب المعروضة كتاب: “احتقار أباطيل العالم” والذي طبع في عام ١٨٦٠، وكتاب “الهدية الحميدية” وهو أول كتاب يحتوي على قواعد اللغة الكردية، وقد نشر عام 1893.
وتنوعت الكتب بين المجالات الدينية وتلك المتخصصة باللغة العربية والشعر والسِيّر وحتى الطبخ والشؤون الأسرية، ومن أبرز المؤلفين الذي ورد ذكرهم في الخبر الشاعرة فدوى طوقان، هذا لا يعني أبدا بأن بقية الأسماء أقل منها مقاما وإنتاجاً، ولكن معظمها لم يحظ بالشهرة التي تليق به.
ومن أبرز الكاتبات في المعرض عنبرة سلام الخالدي، وهي مترجمة من أهم آثارها ترجمتها لـ”الأوديسة والالياذة لهوميروس”، الصادرة عن دار المعارف عام ١٩٤٥، وكتب مقدمة الكتاب الأديب طه حسين، وأيضا من أبرز الكاتبات سلمى طوبي، ومن أهم أعمالها: مصرع قيصر روسيا وعائلته (مسرحية). 1925/”الفتاة وكيف أريدها” (مجموعة مقالات) 1943/ “على مذبح التضحية”. جزءان، 1946.الإبن الضال” (رواية مترجمة) 1946.
وكذلك شهد المعرض آنذاك أعمالا للكاتبة هدية عبدالهادى. صاحبة أول رواية فلسطينية نسائية وهي “على ضفاف الأردن”، والكاتبة ماري صلاح خباز وهي من أوائل من كتبوا في فنون الطبخ ونشرت كتابا بعنوان “دليل السيدات: في إتقان سر الكعك و الطهي و الحلويات” سنة النشر : ١٩٣٨.
أما من أبرز الكتّاب:
خليل بيدس: عرض له في المعرض أكثر من ٤٤ كتابا، ومن أشهر كتبه: الوارث وهي رواية اجتماعيّة غراميّة”. القدس: 1920. يتوفر رقميا عبر الرابط التالي:
http://www.alraqamia.com/books/view/119
وأيضا “مسارح الأذهان” وهي مجموعة أدبية فنية روائية في حقيقة الحياة- القاهرة: المطبعة العصرية، 1924، و”العرب، أبطالهم وأشهر حوادثهم” 1942.
أحمد سامح الخالدي: ومن أعماله “مثير الغرام بفضائل القدس والشام”، لأبي محمود المقدسي 1945 ، “الإعلام بفضائل الشام” لأحمد بن عيسى المنيني مع ملحق لتراجم الصحابة والتابعين الذين نُسبوا الى الشام أو نزلوا أو استشهدوا فيها. القدس: المطبعة العصرية، 1946 – “الحياة العقلية: دروس في علم النفس” القاهرة: دار المعارف، 1929.
توفيق كنعان. كتب العديد من الكتب أغلبها بلغات أجنبية، والكثير من المقالات وأبرزها ما وثقه من التراث الشعبي المتعلق بالطب والمعتقدات الغيبية عند الفلاحين، وكذلك ما كتبه حول الأمراض المنتشرة في تلك الفترة كرسالة: “قرحة” “أريحا” و”البرص”، وقد عرض له في المعرض ٤٠ كتابا.
كما عرض كتابان لجلالة الملك عبدالله الأول، وعرض كتابان لرئيس الوزراء إبراهيم باشا هاشم.
وورد في الخبر أن أجمل الكتب طباعة هي دواوين الشاعر حسن البحيري، والتي طبعت في مصر.