خاص – شؤون عُمانية
يؤكد عدد من الكتاب والمثقفين أن معرض مسقط الدولي للكتاب يعد منصة ثقافية لتعزيز الوعي المجتمعي من خلال ما يتم عرضه من كتب وإصدارات في مختلف دور النشر المشاركة، إلى جانب الفعاليات التي يتم تنظيمها على مدار أيام انعقاد المعرض.
وتنطلق الدورة الـ28 لمعرض مسقط الدولي للكتاب في 21 فبراير الجاري، بمشاركة 847 دارًا من 34 دولة منها 676 تُشارك بشكل مباشر و171 عن طريق التوكيلات.
وتحدثت صحفية “شؤون عمانية” مع عدد من الكتاب حول نظرتهم للتطور الذي شهده معرض الكتاب والأمور التي يتمنوا أن تكون موجودة هذا العام.
يرى الكاتب المسرحي نعيم فتح مبروك، أن معرض مسقط الدولي للكتاب يعد فرصة لعقد لقاءات بين المؤلفين المثقفين والناشرين في أماكن لائقة ومناسبة، بالإضافة إلى زيادة الاهتمام بالكتاب الرقمي مرورا بتوجيه الدعوات للناشرين الدوليين لتنظيم حلقات عمل في مجال التأليف وأساليب نشر الكتب وتوزيعها مع العناية بتعزيز ثقافة أخلاقيات التأليف والبحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ونشرها بين المؤلفين والقراء والناشرين.
وتبيّن الكاتبة صفاء الوضاحية أنها زائرة دائمة لمعرض الكتاب منذ الصغر وحتى الآن، موضحة أن معرض الكتاب يشهد منحنى تصاعديًا للتميز والتنوع عامًا بعد عام، وأن ما تتمناه هذا العام أن يتم ترتيب الأقسام في المعرض، وأن يكون الترتيب حسب الدول وأن تحرص دور النشر على إنشاء ترتيب متسلسل.
وتضيف: “أفضل أن يكون قسم الطفل مع الدور المختصة به والفعاليات بجانب واحد منعزل عن كل قسم بغض النظر عن ترتيب الدول مما يعزز القوة الشرائية للدول وكذلك لسهولة العرض لدى المستهلك، وكذلك نقيس عليها بقية الأقسام”.
وفيما يتعلق بالفعاليات المصاحبة تقول الوضاحية: “نعم هناك تنوع ملحوظ فيها، ولكن كنتُ أتمنى أن يكون هناك فعاليات عالمية ثقافية مع استغلال مسرح مدينة العرفان أو القاعات الكبرى الأخرى القريبة من المعرض والتي سوف تكون على مستوى جماهيري واسع وقوي، خصوصا في الجانب المسرحي الثقافي والفصيح الذي يقدم المعرفة والمتعة للمشاهد، وهناك مجالات فنية غير المسرح غائبة عن المحفل الثقافي ككتابة القصص المصورة التي تملك جمهورًا واسعًا لا يقل شعبية عن الروايات والقصص كالقصص المعروفة في اليابان بالـ(المانجا) وغيرها”.
وتوضح: “هناك فنون ثقافية أخرى أتمنى أن نكتشفها يومًا في المعرض ونحن نطرق بأقدامنا على جماليات أيامه، هذه الفعاليات تحديدًا هي من ستنقل المعرض من العقلية النموذجية للبعض كونه معرض لشراء الكتب لمكانٍ منتظر يجد فيه الجميع بمختلف الاهتمامات غايته، وحدث يستحق الانتظار والترقّب ويستقطب بفعالياته المواطن والمقيم ليمتد ليستهدف العرب من مختلف البلدان تسابقًا لزيارته وحضور فعالياته، وفيما يتعلق بحفلات توقيع الكتب، لا بد من ترتيب وتنسيق حفلات التوقيع للكتَّاب بشكل منظم ومناسب، كما شهدت من لقائي ببعض الكُتَّاب العمانيين والعرب منهم أنه لا يوجد تنسيق واضح لهذا اللقاء المهم للكاتب والقرَّاء مما يسبب العشوائية والازدحام، والتجاهل في أحيان أخرى، بسبب عدم التنسيق المسبق من دور النشر مع إدارة المعرض، فكنت أتمنى أن يكون هناك ركن خاص لتواقيع الكتب سواءً في دار النشر نفسها أو في مكان آخر من المعرض لغرض التوقيع منفصل قليلاً عن بيع الكتب، بحيث يحصل من اشترى الكتاب من الدار ورقة تسمح لهُ باللقاء بالكاتب وتوقيع كتابه معه بطريقه منظمة وعصرية كيفما كانت”.
وفي شأن الكتَّاب والكاتب العماني بشكل خاص تقول صفاء: “أغلب ممن سألتهم من الكتَّاب العمانيين وغير العمانيين أن حضورهم للمعرض لم يكن سوى بحضور شخصي لم تقدم لهم الدعوات لحضور مناسبة ثقافية بهذا المستوى رغم كونهم مشاركين فاعلين في هذا الحدث، وأنا ككاتبة عُمانية كنت أسعى لتقديم مبادرة ثقافية في المعرض ولم أجد الطريق الواضح لها لتسهيل الإجراءات ومعرفة طريقة التسجيل والمشاركة بها”.
ويقول الشاعر والكاتب يونس البوسعيدي: “حقيقة لم أعد أمتلك نفس الحماس لزيارة معارض الكتب مثل السابق، وذلك لعدة أسباب أبرزها ارتفاع أسعار الكتب، إلى جانب انتشار موضة الكتابة، فكل من يملك مبلغا من المال يقوم بطباعة كتابه ولو لم يتوفر بكتابه الحد الأدنى من المنفعة والقيمة الثقافية”.
ويشير إلى أنه لم يز معرض مسقط الدولي للكتاب العام الماضي، لكنه قرر زيارته هذا العام لشراء بعض الكتب التي تفيده في مجاله العملي، مضيفا: “الكتب الإلكترونية أوجدتْ خيارا آخر يوفر قيمة الكتاب الورقي رغم متعة الإمساك بالكتاب الورقي، وبخصوص الفعاليات التي تقام لم يعد لدي الحماس لأحضرها أيضا لأنني أراها أنها فعاليات وقتية والقيم الثقافية التي أبتغيها صارت تتوفر في كتب يمكن تتبعها بهدوء لشرائها بقناعة أو في منصات الوسائط المفتوحة، كما تستطيع متابعة الفكرة بعيدا عن جلبة المهرجانات الوقتية”.
ويؤكد البوسعيدي: “مع ذلك لا أنكر متعة رؤية الأصدقاء الذين ربما كان آخر لقاء بهم في معرض كتاب سابق، وهي متعة مقاربة لمتعة النظر للكتب في ذلك المعرض”.
من جانبتها تذكر الكاتبة ثمنة الجندل: “حقيقة أرى فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب متكاملة، الأنواع المتعددة من الإصدارات، ودور نشر من مختلف دول العالم العربي، ويمكن الاهتمام والتركيز على دور النشر وإنتاجها للكتاب، لكننا حتى الآن نجد صعوبة في التعامل مع دار نشر سعرها وجودتها تتناسب مع ظروف الكاتب، وما نتمناه أيضا الإعلان عن مسابقة لأفضل كاتب وكتاب، وذلك من خلال المبيعات الحقيقية، وإعلان أفضل دار نشر وذلك من خلال عدد الكتب المطبوعة لديها، كما أن مشاركة عدد من الكتاب أو دور النشر غير العمانية من الأمور المهمة لتبادل الخبرات الثقافية والأدبية”.
أما عادل الغيلاني -معلم ومهتم بالعمل التطوعي- فيتحدث عن بعض الأمور التي يتمنى رؤيتها في المعرض المقبل ومن بينها: “جدولة توقيت افتتاح المعرض بما يتناسب مع أوضاع الموظفين، مرورا بتوسيع مشاركة الركن العماني بما يتلاءم مع ذائقة الجمهور القارئ، وتنظيم مسابقات تنافسية للقراء والزوار ضمن أنشطة المعرض”.
ويشير الشاعر شاكر العلوي إلى أنه يتمنى التركيز الكتاب فحسب أكثر من أي فعالية مصاحبة أخرى، موضحا: “أرجو تقليل الفعاليات المصاحبة إلا ما يتعلق بالكتاب والنشر وأن تزيد المساحة المخصصة قليلا”.