خاص- شؤون عُمانية
يؤكد عدد من المختصين أن الهرجانات الشتوية التي يتم تنظيمها تساهم في تعزيز اقتصاد المحافظات من خلال جذب الآلاف من الزوار والمقيمين وإتاحة الفرصة للتعرف على المقومات التي تمتلكها المحافظة، وذلك بتنظيم المهرجانات والأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية.
ويقول خميس المسروري عضو المجلس البلدي بولاية جعلان بني بوحسن: “نحن على يقين بأن كل محافظة في سلطنة عُمان تمتلك مجموعة من المقومات السياحية، وتكون هذه المقومات بعيدة عن الأنظار والتسويق السياحي، ولكن في ظل وجود مثل هذه المهرجانات ستسلط الضوء على ما تمتلكه كل محافظة من مقومات سياحية، ويعزز ذلك الحركة السياحية في ولايات كل محافظة مرورا بالحركة الاقتصادية”.
ويضيف المسروري: “لو تحدثنا عن موسم شتاء الطحايم بجعلان بني بو حسن، وجدنا نشاطا ملموسا في الحركة السياحية من خلال إشغال واستئجار الشاليهات والاستراحات النزل الخضراء والشقق الفنية من قبل زوار المهرجان، ونطمح من خلال مثل هذه المهرجانات الاستفادة للعمل على مهرجانات كبرى في المستقبل من خلال نضج التجربة، ولدينا يقين أن لكل مشروع حياة هناك أوجه قصور، ولكن مع تكرار التجربة سنجد هناك جاهزية أكبر في كل الجوانب المكملة لمثل هذه المهرجانات بدءا من الأسواق والمرافق الفندقية والسياحية وغيرها”.
ويشير المسروري إلى أن جهود الأهالي واضحة في استقطاب الجمهور والراغبين للقدوم ومعرفة ماهية موسم شتاء الطحايم وما يتضمنه من برامج متعددة، من خلال الاشتغال على المخيمات المؤقتة على سبيل المثال، وهناك دعم ملموس من المؤسسات التجارية في دعم هذه التجارب من خلال الإعلانات التي يقومون بها.
ويختتم المسرروي حديثه بقوله: من خلال هذا الموسم وجدنا نافذة لأصحاب الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة للتسويق لمنتجاتهم والتعريف بها، بالإضافة الحركة المشاهدة في نشاط المغامرات الصحراوية واستفادة مالكي سيارات الدفع الرباعي في إشغال مركباتهم.
من جهته، يوضح سيف بن أحمد الظهوري مدير دائرة شؤون المجلس البلدي لمحافظة مسندم: “يأتي موسم شتاء مسندم الذي ينظمه مكتب محافظ مسندم بالتعاون مع مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المحلي ليواكب فصل الشتاء الاستثنائي من بدءً من شهر نوفمبر من العام المنصرم، وانتهاءً بشهر إبريل من العام الحالي في المحافظة ليوجد فعاليات نوعية ثقافية وسياحية وفنية وترويجية وذلك لتعزيز الأفكار وتبادل الثقافات، وهذه الفعاليات تستقطب جمهورها من داخل وخارج محافظة مسندم، بالإضافة إلى الجمهور من غير العمانيين الراغبين في التعرف على ثقافة عمان الضاربة في عمق التاريخ ومفرداتها المتنوعة، كل ذلك ليوجد رافدًا اقتصاديا وسياحيا يعود بالنفع لمحافظة مسندم”.
ويلفت الظهوري إلى أن إقامة مثل هذه المهرجانات تعزز اللامركزية التي تمتع بها محافظات سلطنة عُمان في الوقت الراهن، والتي تتيح استغلال مواقعها الجغرافية الاستراتيجية والطبيعية، فشتاء مسندم لديه أكثر من 50 فعالية طيلة هذا الموسم تلبي تطلعات أبناء المحافظة ومحافظات سلطنة عُمان وهي تعزز الترويج للاقتصاد المحلي بما في ذلك المؤسسات المتوسطة والصغيرة، ولقد جاء موسم شتاء مسندم ليعزز حضور الأسواق الشعبية بما فيها دبا ومدحا وبخا وخصب والتي تعرض المأكولات الشعبية والأدوات الحرفية في تلك الولايات، لتمثل مصدر دخل للمشاركين في هذه الأسواق.
ويرى الدكتور عبدالرحمن بن سالم القاسمي، رئيس لجنة البرامج والفعاليات بمهرجان صحار وعضو المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة، أن مثل هذه المهرجانات هي دعامة رئيسية لتنمية اقتصاد المحافظات، لما تشهده المهرجانات من حراك اجتماعي واقتصادي وتجاري وسياحي يؤثر بشكل إيجابي على تنمية المحافظات، حيث تجد كل فئات المجتمع قد استفادت من هذا الحراك بما فيها المنشآت الفندقية والنزل الخضراء، مع حراك فعلي كبير للمنظومة الاقتصادية في المحافظات.
ويضيف القاسمي: تعزز هذه المهرجانات الدخل المادي للمحافظات والتي سيكون لها مردود إيجابي لإضافة هذه الأموال إلى الموازنة لإقامة المشاريع التنموية، حيث تشهد المهرجانات حضورا نوعيا من داخل المحافظة الحاضنة للمهرجان والمحافظات الأخرى، فالمهرجانات أيا كان توقيتها فهي عامل جذب ورافد اقتصادي حقيقي يعزز ما تقوم به كل محافظة من جهود استثنائية في الترويج لبرامجها ومقوماتها الاقتصادية والثقافية والسياحية.
ويؤكد محمد بن ناصر الحجري عضو المجلس البلدي بمحافظة شمال الشرقية،أن المهرجانات أصبحت رافدا حقيقًا للاقتصاد الوطني، بما في ذلك اقتصاد المحافظات، وهنا نتحدث بشكل خاص عن الأسر المنتجة والحراك بالأسواق الشعبية مع وجود المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتي دائما ما تحظى بمساحات خاصة بها، وتشغيل الشباب من الباحثين عن عمل، مرورا بحركة العجلة الاقتصادية في كل محافظة.
ويضيف الحجري: تعزز هذه المهرجانات الجانب الثقافي والتراثي والسياحي، كونها تعرّف بما تزخر به كل من محافظة من محافظات سلطنة عُمان وتروج لتلك المنتجات بصور شتى، وهنا نشهد تواصل الأجيال ومعرفتهم بما تتميز به كل محافظة عن غيرها من المحافظات، فالتنوع الجغرافي والثقافي سبيل لإبراز القيم والمقومات التي تحظى بها سلطنة عُمان، كل ذلك هو بمثابة قيم مضافة حقيقية، وفي مهرجان شتاء محافظة شمال الشرقية عملنا على إيجاد كل السبل التي تعزز الواقع الثقافي والسياحي والاقتصادي، كما حاولنا استيعاب كافة فئات المجتمع المدني تحت مظلة واحدة تهدف إلى إظهار واقع المحافظة وما يعزز مكانتها الاقتصادية وما تقوم به من جهود استثنائية في سبيل إبراز جهود العاملين والقائمين على هذا المهرجان، فالكل يعمل كخيلة واحدة والعمل سيكون كخارطة طريق للأعوام المقبلة، بفضل الخبرات التراكمية والاستفادة من كل ما يعزز حقيقة المهرجان في صوره البهية.