فايزه محمد- شؤون عُمانية
صدر مؤخرا ضمن إصدارات الجمعية العمانية للكتاب والأدباء كتاب جديد للباحث العماني بدر بن سالم العبري بعنوان ” من الزيدية: النشأة والتأريخ، التصورات والأصول؛ العمل والفروع، التأثر والتأثير والأثر ” عن دار الآن ناشرون وموزعون في الأردن.
وفي تصريح خاص لـ شؤون عُمانية، أوضح المؤلف بأن فكرة الكتاب جاءت للاقتراب من المدرسة الزّيديّة، فهو مذهب إسلاميّ تكوّن مبكرا، ولهم وجود منتشر حتّى اليوم في اليمن، ولهم تأثيرهم السّياسيّ والفكريّ والثّقافيّ، ومع قربنا منهم جغرافيّا إلّا أننا نجهل الكثير عن المكوّن الثّقافيّ والفكريّ لليمن عموما، وللمذهب الزّيديّ خصوصا، ولعلّ الأوضاع السّياسيّة في اليمن في العقود المتأخرة ساهمت في ذلك.
وقال إنّ الفكر الزّيديّ له تأثيره لأكثر من ألف عام، ولفترات متعاقبة قديما وحديثا، وله تأثيره في التّفكير اليمنيّ مع باقي شرائح المجتمع عموما كالأشاعرة الشّافعية والإسماعيليّة والمتصوّفة، بجانب الحركات اليساريّة.
وأشار إلى أنه حاول في الكتاب الاقتراب من المدرسة الزّيديّة من داخل المدرسة ذاتها، من أتباعها وباحثيها ومفكريها، ومن خلال ثلاث لقاءات: اللّقاء الأول مع الأستاذ الفاضل أبي الحسن مجد الدّين بن الحسن المؤيّديّ، من مشايخ الطّائفة الزّيدية، واللّقاء الثّاني مع الأستاذ الفاضل محمّد يحيى عزّان، من مفكري وكتّاب الزّيديّة باليمن، واللّقاء الثّالث مع السّيد الدّكتور زيد بن عليّ الفضيل، وهو من الباحثين والمفكرين المعاصرين في المدرسة الزّيديّة.
ووزع هذه اللّقاءات بعد تدوينها حسب أربعة أقسام رئيسة: النّشأة والتّأريخ، والتّصوّرات والأصول، والعمل والفروع، والتّأثر والتّأثير والواقع المعاصر، وقد تناول الكتاب عشرات القضايا من حيث التّأريخ وعلاقتهم بالإمام زيد، وبداية التّكوّن والانتشار، وتكوّن الفقه الهادوي، وعلاقتهم بالإباضيّة والإماميّة والإسماعيليّة والجاروديّة والشوافع والاعتزال، وأخيرا السّلفيّة، مع أصولهم الكلاميّة، وتقاطعها مع الاعتزال في الأصول الخمسة مثلا، ورؤيتهم الحديثيّة، ومصنّفاتهم فيها، بجانب آرائهم الفقهيّة، في الصّلاة والصّيام وسائر العبادات، وختم الكتاب عن واقعهم الحالي في اليمن خصوصا، كتأسيس جمعيّة الشّبان المؤمن، وظهور الحركة الحوثيّة، ورؤيتهم السّياسيّة، ونظرتهم للدّولة، والمراجعات النّقديّة داخل المدرسة الزّيديّة، كرؤيتهم حول الصّحابة، ونظريّة التّقريب، وحول المذاهب الأخرى.
وأضيف إلى الكتاب مبحث “الزّيديّة والإباضيّة .. المشترك والمختلف: “النّشأة والتّوحيد والصّلاة نموذجا”، “وقراءة حول علاقة الإباضيّة بالخوارج من خلال الظّرفيّة التّأريخيّة”.
جاء الكتاب في أكثر من مائتين وخمسين صفحة من الحجم المتوسط، وطبعته الجمعيّة العمانيّة للكتّاب والأدباء بالتّعاون مع الآن ناشرون وموزعون بالأردن، ويكون حاضرا في معرض مسقط الدّولي للكتاب في دورته القادمة.