خاص ـ شؤون عمانية
صدر للمترجمة العمانية عهود المخينية كتاب جديد بعنوان “أقلمة عُمان: الديناميات السياسية والاقتصادية والاجتماعية”، للكاتب ستِفن ويپل، وذلك عن دار الروافد الثقافية، الذي سيكون متاحا للقارئ في معرض مسقط الدولي للكتاب في دورته المقبلة.
تتحدث المخينية عن ماهية الكتاب الذي تصفه بأنه متعددُ التخصصاتِ، يتناولُ جوانب مختلفة في عُمان قبل عام 2013، ويؤرِّخُ لفترةٍ زمنيَّةٍ مهمَّة في عصرها الحديثِ.
وتضيف: جمعَ ستِفن ويپل في عملهِ هذا تسعة عشر باحثًا وأستاذًا ودارسًا ومحاضرًا، تنوَّعت تخصصاتهم بين الاقتصاد السياسي والدراسات الدولية والجغرافيا الاجتماعية والحضرية والبشرية والاقتصادية واللغة الإنجليزية والأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية والدراسات الإسلامية والعلوم السياسية واللغويات الإفريقية والدراسات السواحلية والعلوم السياسية وغيرها من التخصصات الفرعية المنبثقة عنها.، ولذلك فهو كتابٌ يَصعب تصنيفه في مجالٍ واحدٍ يوجِزُ وَصفَهُ وبيانَهُ.
وتبين: يرتَكِزُ الكتاب على أربعة محاور هي؛ (أ) إدماج عُمان في التدفقات العالمية والإقليمية للبضائع ورأس المال والناس والأفكار و(ب) المفاوضات السياسية متعددة الزوايا لعمليات هذا الإدماج و(ج) تَبعات ما شابهَ ذلك من العمليات وأشكال أقلمة الأطراف ذات التأثير المحلِّي المباشر و(ج) الأفكار والتواصل الاستراتيجي للانتماء الإقليمي وتأسيس الأقاليم.
وفي شأن ما يميِّزُهُ توضح المترجمة المخينية: “رمزية هذا العمل هو ما يضيفه لحقل الدراسات العُمانية، التي أطلق عليها الدكتور هلال الحجري اصطلاحًا علم العُمانيات Omanology وكل كتابٍ يندرجُ تحت هذا التصنيف مهِمٌّ لسببين، أولهما أرخنة ملامح مغمورة من واقع البلد، وثانيهما تعرُّف النظرة التي يرى بها الآخر، وهنا أعني الغَربيين ونظرتهم لعُمان. ويعد الكتاب بذلك مرجعًا، لا تَقل أهمية تناوله دراسةً وتمحيصًا عن التاريخ المُوَثَّق بين دفَّتيه”.
وعما يود المؤلف ستفن ويبل إيصاله من خلال هذا الكتاب تقول المترجمة: “ستفن ويپل باحث، شأنه شأن غيره من الباحثين، صَبَّ اهتمامه في دراسات الأقلمة، وتحديدًا مسقط في عُمان وطنجة في المغرب، وقد سبق تحرير هذا العمل مؤتمر يحمل ذات العنوان، أُقِيْمَ في جامعة لايپزگ بألمانيا، في مارس 2010، أي قبل إصدار الكتاب بثلاثة أعوام”.
وتشير: الكتابُ أيضًا جزءٌ من سلسلةِ جامعة الأمم المتحدة للإقليمية التي أطلقها كلٌّ من معهد جامعة الأمم المتحدة لدراسات التكامل الاقتصادي المقارنة ومؤسسة سپرنگر، ويشير المحرر في الفصل الأول من العمل إلى هدف الكتاب وهو استطلاع الإقليمية المتعددة والسياقات ذات الأحجام والمساحات المختلفة في نطاقات جغرافية متشعبة، يُسهِمُ فيه أفرادٌ لهم ارتباط بحاضر السلطنة، ويهدفُ أيضًا إلى إبرازِ وسعة البحث الحالي في عُمان الذي من شأنه تعزيز فهم البلد وناسه بعيدًا عن المنظوريَّات والمنهجيَّات القائمة”.
وعن السبب وراء ترجمتها للكتاب تجيب: حين تواصلت مع الدار الأجنبية مُسْتَفْسِرَةً عن توافر حقوق الترجمة العربية، وتبيَّنَ لي منها أنها متاحة، سررتُ وتفاجأتُ معًا! سررتُ لأنني قد أظفر باقتناء الحقوق وتكون ترجمة الكتاب من نصيبي، وتفاجأت: ألم يلتفت فرد أو كيان مؤسسي حقًّا إلى الكتاب؟ فكان ذلك يوم سُعْدٍ لي، وأسًى على بطءِ وتيرة الترجمة في النطاقات كافة، مهما تفاوتت أهميتها للفرد أو المؤسسة أو الدولة”.
كما تشير المترجمة المخينية إلى مقدمة الدكتور هلال الحجري للعمل وأهميتها له قائلة: الاهتداءُ بقول العارفينِ حجة، والدكتور هلال الحجري مُتَضلِّعٌ في مجال الكتاب وعارفٌ بفحواه، وأشارَ غير مرةٍ إلى وفرة ما كُتِبَ في عُمان في مختلف العلوم. وهناك إشارة صريحة إلى ذلك في كتابِهِ «غواية المجهول؛ عُمان في الأدب الإنجليزي». فنَحْتُ الدكتور هلال لعِلْمِ العُمانيات Omanology – الذي لم يسبق وأن تطرَّق إليه أحدٌ – على نحوٍ يقتضي تفريغه من الحمولة التاريخية الكلاسيكية يشملُ ما يجمعه ستِفن ويپل في أقْلَمَة عُمان. ولذا، تكمنُ أهميةُ المقدِّمة التي استفتح بها الدكتور هلال الحجري ترجمة الكتاب في التقديمِ لجانبٍ مهِمٍّ فيما يُكتَبُ في عُمان ومدى ارتباطه بالعُمانيِّ، والحاجة لِأنْ تتصدَّى كتاباتٌ لهذا المكتوب؛ تفنِّدُه أو تؤيده أو تنقده أوتقاربه.