مسقط. شؤون عمانية: بدأت بفندق جراند هرمز صباح اليوم (الجمعة) الجلسات العلمية للمؤتمر الدولي الاول لأمراض الكلى وزراعتها ، الذي ينظمه لعدة أيام المستشفى السلطاني ممثلا في قسم الكلى بمشاركة أكثر من (270) مشاركا من الفئات الطبية والطبية المساعدة من مختلف المؤسسات الصحية في محافظات السلطنة ومن مستشفى جامعة السلطان قابوس ومن القطاع الخاص ، ومشاركين اخرين من دول مجلس التعاون.
وكان المؤتمر قد افتتح رسميا مساء أمس (الخميس) ؛ وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور سلطان بن يعرب البوسعيدي – مستشار وزارة الصحة للشؤون الصحية – بحضور عدد من المسؤولين والاطباء والمدعوين.
تضمن برنامج الافتتاح كلمة للدكتور صادق اللواتي – استشاري أول . رئيس قسم الكلى بالمستشفى السلطاني . رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر – أكد من خلالها أن مرض الكلى المزمن يعد مشكلة عالمية ؛ حيث أن أعداد المرضى المصابين تشهد نموا متسارعا، والسلطنة ليست مستثناة من ذلك ، ففيها يخضع أكثر من 1500 مريض للغسيل الكلوي الدموي ، وما يقارب 190 مريض يتلقون الغسيل الكلوي البريتوني، وغالبيتهم في سن يافع. بالإضافة الى ذلك، هناك ما بين 1350-1400 مريض هم في مرحلة ما بعد عملية زراعة الكلى.
وأضاف : يعد مرض السكري المسبب الرئيس لمرض الفشل الكلوي النهائي المزمن بالسلطنة (أكثر من 46%).وقد أوضح المسح الذي أجري على أكثر من 40 ألف شخص بالسلطنة في عام 2009 بأن ما يقارب 29% منهم في المرحلة الأولى والثانية من مرض الكلى المزمن، بينما 9% منهم يصنفون في المرحلة الثالثة من المرض، و1% في المرحلتين الرابعة والخامسة من المرض.
مؤكدا بأن هذه الأرقام تمثل حقيقة مقلقة ، ينبغي أن يتم التعامل معها بجدية مطلقة ، حيث أنها تزيد من نسب الإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية ، ومعدل الوفيات الناتجة عنها .
كما قدم البروفيسور جون فيهولي – استشاري فخري امراض كلى بجامعة مستشفيات ليستر بالمملكة المتحدة . رئيس البرامج بالجمعية الدولية لأمراض الكلى – محاضرة بعنوان : “أوجه التقدم في الأساليب الوقائية والعلاجية لأمراض الكلى على الصعيد العالمي – مازال هناك الكثير لعمله” أوضح في بدايتها أنه لا يزال هناك كثير من الناس في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط يفتقرون إلى إمكانية الحصول على الرعاية اللازمة لحالات الفشل الكلوي الحاد، وأمراض الكلى المزمنة، والفشل الكلوي النهائي المزمن، بالإضافة الى وجود نقص في أعداد أطباء الكلى المؤهلين ، وغيرهم من الخبراء العاملين في مجال الرعاية الصحية.مشيرا الى أنه يلاحظ وجود صلة وثيقة بين أوجه النقص المتمثلة في رعاية الكلى والوضع الاقتصادي لكل بلد .
بعدها تطرق الى دور الجمعية الدولية لأمراض الكلى قائلا : تقوم الجمعية بالتعاون مع العديد من الشركاء، بدور فاعل في سبيل التغلب على أوجه النقص هذه ، ذلك من خلال برامجها التعليمية والتدريبية ، وكذلك تقديم الدعم الذي تقوم به في هذا المجال .
وقال : يعد علاج الغسيل الكلوي المزمن في مرحلته النهائية علاجا معقدا ومكلفا في الوقت نفسه ، كما يمثل تحديا ماليا حتى بالنسبة للبلدان ذات الدخل العالي، وفي المقابل يمكن لبعض الدول تحمل تكلفة عملية زراعة الكلى عندما يكون غسيل الكلى خيارا غير متاح، الا أن إمكانية الحصول على هذه الخدمة أمر متفاوت ويتوقف توفره على عدة قضايا ثقافية واجتماعية، كذلك يشكل توفير الخدمات المتساوية والمنصفة لغسيل وزراعة الكلى تحديا أخلاقيا هاما.
وأضاف : بالتالي فإن كلا من الوقاية والكشف المبكر عن المرض وتوفير الرعاية الفاعلة لتأخير تطوره هي طرق ميسرة من أجل تحسين النتائج لأمراض الكلى المزمنة. وتعد الزيادة الهائلة لمرض الكلى السكري، وهو حاليا السبب الأكثر شيوعا لأمراض الكلى المزمنة في جميع أنحاء العالم، بالإضافة الى الأوبئة المرتبطة بأمراض الكلى المزمنة ذات الأسباب غير المحددة التي تتواجد في المجتمعات الزراعية الاستوائية ؛ أبرز مجالين يتطلبان إجراء بحوث واحداث تدخلات أكثر فعالية.
وأوضح البروفيسور جون فيهولي بأن الكشف عن القصور الكلوي الحاد ومعالجته أمر ممكن في كافة أنظمة اقتصاديات الصحة وهو المحور الرئيس في مبادرة الجمعية (بحلول 2025) ، اذ تُحدِث أساليب العلاج الخاصة مثل ترياق الافاعي والعلاجات العامة مثل السوائل والمضادات الحيوية التأثير الكبير، كذلك فإن الغسيل الكلوي البريتوني الحاد يمكن أن يكون متاحا حتى في الأوساط القليلة الموارد ، كما بين ذلك برنامج “انقاذ الأرواح الشابة”.
مؤكدا أنه تم إحراز تقدم ملحوظ بالنسبة لتوفير الرعاية للذين يعانون من أمراض الكلى حول العالم في السنوات الأخيرة، الا أن هناك الكثير الذي ينبغي عمله سواء من قبل الجمعية أو غيرها لجعل هذا التقدم أكثر تساويا.
يحاضر في المؤتمر نخبة من الاستشاريين والخبراء الدوليين المتخصصين في أمراض الكلى من السلطنة ومن لبنان وكندا والولايات المتحدة الامريكية وانجلترا وفرنسا وايطاليا وايران والهند .
المؤتمر يهدف الي رفع المستوي العلمي في مجال أمراض الكلى وزراعتها للمشاركين ، وذلك من خلال الاطلاع على التقنيات الحديثة لطرق التشخيص والعلاج في هذا المجال ، عن طريق مشاركة الخبرات الدولية ذات الباع الطويل في هذا المجال والاستفادة منها .
تحتوي جلسات المؤتمر على العديد من المحاضرات العلمية التي تناقش جملة من المواضيع المتعلقة بطب الكلى حيث يتم عرض ومناقشة أحدث ما وصل اليه العلم الحديث من الطرق التشخصية والعلاجية في أمراض الكلى شاملة ” الامراض المناعية والوراثية ” ، مع دراسة ما هو حديث في مجال الغسيل الكلوي بنوعية الدموي والبريوتوني . وايضا مناقشة أحدث الطرق التحضرية وفحوصات التطابق المناعي في زراعة الكلى مع أحدث الطرق لعلاج المشاكل التي قد تظهر بعد زراعة الكلى .
هذا وقد تمثلت محاضرات اليوم (الجمعة) في : آخر التطورات المتعلقة بالتهاب كبيبات الكلى الغشائي ، طرق التصنيف وعلاج مرض الكلى بالجلوبيولين المناعي (A) والمسمى بمرض برجر ، التحديات المرتبطة بمختلف امراض اعتلال الكلى ، الفسيولوجيا المرضية للتصلب القطعي البؤري للكبيبات وطرق العلاج ، تاريخ الامراض الوراثية للكلى في السلطنة ، طرق التشخيص والعلاج لالتهاب الكبد الوبائي للمصابين بمرض الكلى ، نظرة حول طرق العلاج الخاصة بأمراض الكلى المزمنة/أمراض المحتوى المعدني للعظام ، تطور أمراض الكلى لدى المصابين بمرض السكري ، فرص حدوث التهاب الكلى الكبيبي بعد عملية زراعة الكبد.