شؤون عمانية: فايزة محمد:
أختتم مساء أمس الخميس مهرجان بيت الزبير للموسيقى الصوفية بحفل للإنشاد الصوفي المغربي قدمته فرقة ابن عربي المغربية التي أمتعت الحضور بمجموعة من الأناشيد المستقاة من قصائد أئمة التصوف المعروفين كإبن عربي والسيد أحمد الرفاعي ورابعة العدوية وسيدي محمد الحراق وأبو الحسن الششتري وغيرهم .وشهد الحفل حضورا جماهيريا كبيرا صفقت طويلا للروائع الصوفية التي قدمتها الفرقة التي يرأسها أحمد الخليع مايسترو الفرقة ومؤسسها الحاصل على الدكتوراة في التصوف والموسيقى الروحية من جامعة السوربون الفرنسية. ولمنشدها عبد الله المنصور عازف الدف ورفاقه في الفرقة .
جدير بالذكر فإن فرقة ابن عربي هي فرقة إنشاديه تسعى إلى إظهار المعاني السامية التي نادى بها إمام أهل التصوف وشيخه الأكبر محي الدين بن عربي مسمعة حسيس صوفية الأندلس من خلال الموسيقى والسماع الصوفي الأندلسي الأصيل وأشعار كبار الصوفية الأندلسيين والمغاربة والمشارقة والذين ما زالت أشعارهم تصدح في الآفاق مدوية معلنة معنى الوجد والحب والوصل والفناء والتآخي كيف يكون.
وتعتبر فرقة ابن عربي للإنشاد الصوفي من أقدم الفرق العربية في الإنشاد الصوفي، حيث تأسست عام 1988 في مدينة طنجة بالمغرب ولا تزال تمارس نشاطها حتى الوقت الحالي. تخصصت بالموسيقى الصوفية الآلية والإنشاد الصوفي وتحاول اعادة احياء الألحان الموسيقية التاريخية المعروفة والشائعة في الصوفية.
انطلقت الفرقة من الزاوية الصديقية الدرقاوية الواقعة في مدينة طنجة شمال المغرب وهي من أشهر الزوايا الصوفية المغربية التي تشتهر بالسماع. حيث قام أحمد الخليع بالعمل على تأسيس فرقة للإنشاد الصوفي وكان هدفه “رفع مذهب الصوفية عالياً” فكانت فرقة ابن عربي التي انطلقت عام 1988.
وكان مهرجان بيت الزبير للموسيقى الصوفية الذي أختتم بالأمس قد أنطلق يوم الأثنين الماضي ، حيث استهلت فرقة سالار عقيلي الإيرانية أولى حفلاته بمجموعة من الأناشيد المستقاة من قصائد الشعراء المعروفين “حافظ” و “سعدي” و”جامي” و “مولانا” وقصائد ابن الرومي وغيرهم، وشهد حفل افتتاح المهرجان حضورا كبيرا من الجماهير التي صفقت طويلا لسالار وفرقته طوال الحفل وكان وجود وحماس الجالية الإيرانية ملفتا في اولى حفلات المهرجان .
وفي اليوم الثاني للمهرجان قدمت الفرقة العمانية “الزاوية للإنشاد العرفاني” حفلا مساء اليوم الثلاثاء على المسرح المفتوح بمنتجع شانجريلا بر الجصة ضمن المهرجان الذي يهدف إلى تقريب المناخات الموسيقية المتنوعة من القطاعات المهتمة وتجسير العلاقة مع الثقافات الموسيقية والإرث الإنساني بكل مفرداته وتنوعه حيث إن الموسيقى العرفانية والصوفية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقيم الروحية التي تنشد المحبة والتسامح وتحقيق الارتقاء والسمو الروحي للإنسان.
وفي اليوم الثالث قدمت فرقة ” أياز قوال ” الباكستانية حفلها ضمن المهرجان الصوفي لبيت الزبير غدا الاربعاء حيث ستقدم نمطا من الغناء الصوفي المعروف بـ (القوالي) أو الإنشاد الموسيقي الديني وهو فن يسعى لتحويل العواطف الدينية الى كلمات مغناة يمكن أن تؤدي بالإنسان الى حالة من النشوة الروحية وتفخر باكستان بتقاليدها الغنية في مجال الغناء الصوفي الموسيقي والذي ترعرع وتطور بفضل شخصيات مرموقة فيها أمثال عزيز ميان وفرقة الأخوة صابري ونصرت علي خان، ومنشي رضي الدين وآخرين. وينحدر فريد إياز وفرقته الذين تم اختيارهم للمشاركة في مهرجان بيت الزبير الأول للموسيقى الصوفية من سلالة منشي رضي الدين مباشرة الذي مارس أجداده هذا النمط الفني للغناء على مدى ثمانية قرون بلغات عديدة شملت اللغة الأوردية والعربية والفارسية، وقدمت الفرقة أمسيات غنائية في قرابة ست عشرة دولة.
يجدر بالذكر أنه سبق لبيت الزبير تنظيم فعاليات تتمحور حول العرفان والتصوّف في الفترة الماضية كأمسية “موسيقى العشق: في حضرة جلال الدين الرومي” التي استُضيف فيها الباحث المصري خالد محمد عبده، وعُزف فيها موسيقى للفنانين زياد الحربي وخالد منصور وموّال بصوت الفنان عادل البلوشي بالإضافة لقراءة في شعر جلال الدين الرومي ألقتها فاطمة إحسان.