فايزه محمد
اكتسبت زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي اختتمت اليوم اهتماما عربيا وعالميا واسعا وأفردت الصحافة مساحات واسعة وتحليلات معمقة حول الزيارة من ناحية التوقيت والمضامين والأهداف الخاصة المرتبطة بتعزيز مصالح الشعبين العماني والإيراني الصديقين وكذلك إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة مع ربط الزيارة بالدور الدبلوماسي الذي مارسته سلطنة عمان خلال العقود الماضية وجهودها في تقريب وجهات النظر بين إيران والغرب والولايات المتحدة وكذلك جهودها في عودة العلاقات الإيرانية السعودية.
وأشارت بعض التقارير إلى أن الزيارة بالإضافة إلى الجانب المتعلق بالعلاقات الوثيقة بين البلدين حيث وجّهت قیادتا البلدین حکومتیهما بالعمل علی التوصل إلى وثیقة التعاون الاستراتيجي بین البلدین والتوقيع عليها في مختلف المجالات التي تعزز التعاون المشترك والمنافع المتبادلة، إضافة إلى إعراب الجانبين عن حرصهما على توسيع متزايد للعلاقات في المستقبل ودعمهما اللجان المشتركة وفرق العمل وتبادل الزیارات في المجالات المتنوعة لمتابعة تنمية العلاقات.
كما تحمل الزيارة دلالات إيجابية في ملفات إقليمية ودولية مختلفة خاصة مع تبادل صاحبُ الجلالة السُلطان المعظم وفخامةُ رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة آراءهما بشأن عددٍ من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وتأكيدهما على أهمية مواصلة الجهود والمساعي الحميدة في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية المختلفة لترسيخ قواعد السلام والاستقرار في المنطقة، وترحيبهما بتوطيد ثقافة الحوار في المنطقة لتسوية القضايا العالقة وتوطيد العلاقات بين دول الجوار بما يحقّق السّلام والازدهار الذي تطمح إليه جميع شعوب المنطقة.
ومن ضمن الملفات الإقليمية والدولية تأتي أزمة الملف النووي الإيراني والذي كان لسلطنة عمان دور بارز في التوصل إلى الاتفاق التاريخي بين إيران ومجموعة (5+1) والذي بموجبه تم رفع عقوبات عن إيران والاتفاق مع القوى الغربية بشأن الملف النووي.
كما تطرقت بعض التقارير إلى إمكانية حدوث اختراق دبلوماسي يعيد العلاقات الإيرانية المصرية المقطوعة منذ سنة 1980 بعد استقبال القاهرة لشاه إيران المخلوع وتسمية طهران أحد شوارعها باسم أحد الذين شاركوا في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات وكذلك الخلاف في ملفات سياسية أخرى.
هذا الاهتمام من الإعلام العربي والدولي بالزيارة يؤكد مدى أهمية الدور الإقليمي والدولي الذي تلعبه سلطنة عمان والذي يروق للبعض أن يطلق عليه “الدبلوماسية الهادئة” أو “الحياد العماني” وهي دبلوماسية أثبتت نجاحها في حل كثير من الملفات الساخنة في المنطقة والعالم.
وما يعزز من إمكانية جني المزيد من ثمار هذه الدبلوماسية الهادئة، ماتكنه القيادة الإيرانية لجهود حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ من تقدير كبير ومضي سلطنة عمان في نهجها الحكيم وسياساتها البنّاءة على الساحتين الإقليمية والدولية تعميقًا للسّلام والاستقرار في المنطقة.