مسقط. شؤون عمانية: اختتمت مساء أمس بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء فعاليات المؤتمر الدولي الثاني للفكر بعنوان “الفكر ودوره في بناء الوعي بمنطقة الخليج العربي” والذي أقيم بالتعاون مع اللجنة الثقافية بمهرجان مسقط 2018م ، حيث شهدت فعاليات الختام في اليوم الثاني أمس تقديم ورقة للباحث البحريني عيسى الشارقي حول “دور التنوع المذهبي في دعم مسيرة الفكر في الخليج العربي”، فيما قدم الدكتور محمد المعشني ورقة بعنوان “قدرة المؤسسات الأكاديمية على التجديد الفكري بدول الخليج العربي”، فيما تناولت الباحثة رنا بنت حمدان الضويانية ورقتها بعنوان “دور المرأة الخليجية في البناء الفكري”.
الجلسة الأولى
وكان المؤتمر قد بدأ مساء أمس الأول بمقر الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وقد اشتملت فعاليات اليوم الأول على إقامة عدد جلستين شهدت “الأولى” تقديم عدد من المحاور جاءت تحت عنوان ” الفكر ودوره في بناء الوعي بمنطقة الخليج العربي” وأدارها الباحث والكاتب خميس العدوي ، وكانت الورقة الأولى التي قدمها الدكتور خليفة بن أحمد القصابي أستاذ مساعد بجامعة نزوى تحمل عنوان “القدرة على بناء فكري مشترك في منطقة الخليج العربي تحدث فيها عن الحياة والفكر المشترك وترابطهما والاهتمام بهما كأساس ومنطق مؤثر في السلوك، كما تناولت الورقة التحولات الاجتماعية والاقتصادية الحالية في بناء فكر خليجي مشترك قائم على الرحمة والمودة والتسامح والتعاون المشترك، واستعرضت الورقة عددا من قضايا الفكر العربي المعاصر والكتابات الحديثة التي تناولها عدد من الباحثين والمفكرين، إلى جانب الأزمات الفكرية كالتوفيق والأصالة والمعاصرة وقضايا التقديم والابداع والمشاركة في الإنتاج العالمي، وتطرقت الورقة ايضا الى مفهوم الثقافة والتراث كمنبع أصيل يؤثر في نشاطات الفكر وتأثيره المباشر وتكوين الصورة الذهنية الفكرية .
أما الورقة الثانية التي قدمها الأديب والباحث محمد حمود البغيلي من دولة الكويت فكانت بعنوان “مؤسسات المجتمع المدني ودورها في البناء الفكري في الخليج العربي” فقد تمحورت إلى قسمين هما البناء الفكري والمجتمع المدني تناول فيها التعريف بمفهوم البناء الفكري ومن هو المجتمع المدني، مستعرضا تجربة دولة الكويت إنموذجا من المؤسسات المجتمع المدني في البناء الفكري، وذكر أن الفكر أو التفكير هو اشتغال العقل للتوصل إلى مشكلة ما وذلك لإيجاد حل لها أو تأسيس نظرية محددة، كما طرح المحاضر تساؤلا هل نحن نبحث عن بناء فكري ناقد لأن مؤسسات المجتمع المدني بها جوانب عاطفية كالأعمال التطوعية ومنطقية كالجمعيات التي تعنى بتخصصات محددة في المجال العلمي والثقافي، وتطرق أن مصطلح المجتمع المدني من الضروري تعريفه والذي دائما ما تتناوله في الطرح الإعلامي والصحافة على أنه مجتمع سياسي ليبرالي ، وفي الجانب الآخر يعدُ المجتمع المدني كمفهوم تنظيم الجماعات بدون قيود أو اشتراطات وذلك لتحقيق مصالح تلك الجماعات، ولكن كمفهوم آخر المجتمع المدني مصطلح مستحدث في الثقافة العربية والمجتمع مفردة حديثة الذى يعزز الديمقراطية مدعوم بالتضامن والتعاون المتبادل محدود من تدخل الدولة، وتناولت ورقته المبادرات التي طرحت في الساحة الكويتية .
الجلسة الثانية
وفي الجلسة الثانية التي أدارها الباحث والأديب محمد البغيلي من دولة الكويت قدم الكاتب والباحث خالد بن سليمان العضاض من المملكة العربية السعودية ورقة بعنوان “الخلل الفكري المؤدي إلى التطرف ونصيب الخليج” تناول في البداية مقدمة خطر التطرف على الدول والشعوب ومقدراتها وتنميتها وذكر أن التطرف بمثابة النظرية والإرهاب يعتبر التطبيق و مظاهر الخلل الفكري المؤدي للتطرف وهي: الغلو والتكفير وانتهاج العنف.،كما تحدثت ورقته عن الخلل الفكري المؤدي للتطرف مثل احتكار الحق وصرامة الموقف من المخالف والرعوية بحماية الفرد وغيرها، وأيضا طرح الكاتب تساؤلا عن مكمن الخلل الفكري وحاول مقاربة الإجابة بذكر مجموعة أسباب كتقديس الأشخاص والعجب بالعمل والجهل والهوى، وركزت هذه الورقة أن الحل كامن في التسامح والسلم الاجتماعي والتعايش مع التنوع ونشر ثقافة السلم وثقافة الحوار .
كما اختتمت الشاعرة والباحثة شميسة النعُمانية جلسات اليوم الأول بورقتها التي حملت عنوان الطرح الفكري في الصحافة الخليجية مجلتا “التفاهم” العمانية و”عالم الفكر” الكويتية تحدثت فيها عن واقع الصحافة الثقافية عربياً، والطرح الفكري في الصحافة الخليجية” بدراسة الصحافة (صحيفة/ مجلة) واستعرضت الورقة مجلتين فكريتين من الخليج، مجلة عُمانية وهي “التفاهم” التي كان اسمها “التسامح”، ومجلة كويتية وهي “عالم الفكر”.
وأضافت “النعمانية” : التعدد الفكري في المجال الإعلامي ثمة مظاهر أساسية ملازمة له أبرزها وجود مداولات فكرية مستمرة في وسائل الإعلام تتحاور وتتعارض حول القضايا المختلفة، وتتبني آراءها على أسس علمية بعيدا عن الشخصنة والتجريح.
وتناولت الشاعرة شميسة النعمانية أهمية البعد الزماني في التناولات الفكرية والموضوعاتية للمجلتين مستخلصة سمات البعد الزماني كشيوع المواضيع التي تناقش قضايا من الفترات الزمنية القديمة ونشر مجموعة من الأبحاث، أما مجلة عالم الفكر فإن غالبية القضايا المنشورة فيها تتصل بالفضاء الزمني الحديث.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر ينطلق في نسخته الثانية استمراراً للنهج الذي آمنت به الجمعية العمانية للكتّاب للقيام بدورها تجاه المجتمع الخليجي، والوضع الفكري الذي يمر به، والذي لا ينفصل عن السياق الاجتماعي والثقافي، واجب الجمعية نحو الإسهام في دراسة الوضع الفكري، والمشاركة في بلورته، حيث يؤمن القائمون على المؤتمر بأن الخليج العربي في عصر يصعب فيه السيطرة على الأفكار والقناعات، أو إعادة توجيهها، في ظل الثورة الرقمية التي باتت مباحة للجميع بالتأثير والتأثير المضاد في أفكار أبناء الأمة، لذلك أضحت العبرة بأن يكون العمل أكثر منهجية ودواماً، وأكثر قدرة على تحديد الأولويات، وأكثر مرونة وشفافية، وقرباً من النفوس والقلوب.وقد جاءت فكرة استمرار المؤتمر في دورة ثانية ليساهم في وضع بعض الرؤى والأفكار، التي قد تساعد في فهم الفكر الذي يؤثر على الإنسان في هذه البقعة من العالم. وبناءً على الطرح الذي يراد منه أن يكون قدرة على فهم الذات، فقد ارتأى القائمون على المؤتمر أن تكون هذه الدورة مخصصة لدول الخليج العربي.