محمود بن جمعة الرحبي
لو قُيّض لنا أن نُعلِم أكبر مثقف في القرن الثالث الهجري ولنقل الجاحظ بأن أحد ما يجيبك عن أي سؤال يخطر على بالك من معارف عصره إجابات في منتهى الدقة في أي ساعة تريدها ليلا أو نهارا وفي أي يوم تريد دون كلل أو ملل وحتى لو أصابك الملل فهو صامد لا يتزحزح.
لو أعلمنا الجاحظ بهذا لما صدق واتهمنا بالخرف، وإن أثبتنا له صدق ما ندّعيه فلا أستبعد أن يصل به الأمر للجنون وأن يصاب فوق جنونه بشلل رباعي أو خماسي أو سداسي!! فكيف لو أعلمناه أن الذي يجيب هو ليس بشرا وإنما هو مجرد آلة!!
في الأشهر القليلة الماضية ضجت وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بخبر إصدار تطبيق بحثي للنصوص والبيانات باستخدام الذكاء الاصطناعي يسمى اختصارا ب ChatGPT والذي عملت على تطويره شركة OpenAI المتخصصة ببحوث وتطبيقات في حقل الذكاء الاصطناعي، حٌققت أرقاما قياسية بعدد المستخدمين لهذا التطبيق وشكل هذا صدمة مزلزلة لشركة جوجل التي هي الأخرى كانت تعمل على تطوير أدواتها البحثية الخاصة بها.
أظن أني أحب ضربات إيلون ماسك لشركة جوجل كي تستفيق من رقادها قليلا وقد قرأت مؤخرا أن أسهم شركة جوجل هبطت بحدة بعد عرض مطورها البحثي الأخير.
بعد أن رأيت تفشي استخدام هذا التطبيق وذهول المتخصصين من دقة إجاباته – ولو أنها لم تبلغ نصاب الدقة المتناهية – لم أتوان عن تجربته ففاق توقعاتي بقدرته الهائلة على إجاباته لأسئلة عميقة وبعضها معقد وكأني بحضرة إنسان موسوعي حوى بيانات المقالات والكتب المتخصصة وأفرغها علي.
طبعا كل أسئلتي كانت بالإنجيلزية لأنني عندما جربت العربية هنا كانت صدمة كشفت لي عوارا كبيرا بالبرنامج نفسه وربما أيضا ضعفا في مرجعية المحتوى العربي في شبكات الانترنت.
ولكي أبين ما أرمي إليه سألته كالتالي “من هو عباس العقاد؟” وماذا كان الجواب يا ترى!! أديب مصري له رواية الأيام وهو مؤسس جريدة الأهرام، هذا فحوى جوابه لكن عباس العقاد لا توجد له رواية اسمها الأيام والأيام هي سيرة ذاتية لطه حسين كما أن العقاد لم يخلقه الله بعد عندما تأسست جريدة الأهرام، فوقع في نفسي بأن حتى الذكاء الاصطناعي عندنا يهلوس ويخلط الحابل بالنابل فأتى بسيرة طه حسين ورماها في حضن العقاد ولو علم طه حسين بذلك لاتهم العقاد بالعمالة مع “البوت”. وهنا دعوة للمطورين العرب أن يساهموا في جعل هذا التطبيق مرجعا وأداة مهمة للباحثين وطلاب المعلومة الموثوقة.
أجريت حوارا قصيرا مع ChatGPT وسأنقل لكم طرفا منه:
أهلاً، كيف حالك؟ آمل أن تكون بخيرا. أود أن أجري محادثة معك.. أخبرني عن نفسك.
أهلاً! أنا مجرد برنامج حاسوبي صممته OpenAI، لذلك ليس لدي أحاسيس أو مشاعر. مع ذلك، أنا أعمل بشكل جيد وأنا هنا للإجابة على أسئلتك بأفضل قدر ممكن. كذكاء اصطناعي، هدفي هو إنشاء نصوص شبيهة بالإنسان على أساس الإدخال الذي أتلقاه. تدربت على مجموعة واسعة من النصوص عبر الإنترنت، لذلك لدي خلفية كبيرة عن كثير من المواضيع، من التاريخ والعلوم إلى الفن والثقافة والبوب. وسأحاول أن أساعدك على أفضل وجه. ما الذي تود أن تتحدث عنه؟.
حسناً، أعطني وصفاً موجزاً لنظامك.
أنا ذكاء اصطناعي صممته OpenAI، وهي منظمة بحثية مهتمة بتعزيز وتطوير الذكاء الصديق بطريقة مدروسة. تدربت على كمية كبيرة من بيانات النص عبر الإنترنت لإنشاء ردود شبيهة بالإنسان.أقوم بتحليل النص الذي تدخله وأختار أفضل رد بناء على المعلومات المتوفر عندي.
ما هي المصادر الرئيسة التي تستقي منها؟
أنا أستقي من مجموعة واسعة من النصوص عبر الإنترنت، والتي قد تشمل الأخبار والمقالات والمدونات والكتب وغيرها.
هل تعتقد أن الذكاء الإصطناعي سيغزو العالم؟
كذكاء اصطناعي، ليس لدي توجهات شخصية أو عقائد ولا أقول شيء عن المستقبل. مع ذلك، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن كل التطورات التكنولوجية تحمل آثارا سلبية وإيجابية وهناك تكمن الخطورة لأنها قد تحدث تغيرات كبيرة في المجتمع والبيئة.
إذا سمحت لذكاء اصطناعي آخر ليسألك، ما هو السؤال الذي تتوقعه أن يطرح؟
لا يمكن تحديد ذلك بدقة، إذ كل سؤال يطرحه الذكاء الإصطناعي سوف يعتمد على البيانات والمعلومات المتاحة لديه وكذلك على تهيئة برنامجه وأهدافه. لكني أتوقع أنه سيسأل عن عملية المحاكاة والتدريب الذي تم برمجتي عليه.
أعطني نبذة مختصرة عن الفلسفة؟
الفلسفة هي دراسة الأسئلة الأساسية حول الحياة والوجود والمعرفة والقيم والأخلاق والواقع والمجتمع. وتهدف الفلسفة إلى فهم العالم والإنسان والحياة بشكل عام، وتستخدم الفلسفة العقل والمنطق والتفكير النقدي للوصول إلى إجابات مرضية عن هذه الأسئلة الأساسية ومن أشكل الأسئلة التي تطرحها الفلسفة:
ما هو الوجود وماذا يعني أن نكون؟
هل يوجد وجود خارج الواقع المادي الملموس؟
هل يمكننا معرفة الحقيقة الكاملة عن العالم؟
ما هو الهدف والغاية من وجودنا؟
هل لدينا حرية حقيقية في اختياراتنا وأفعالنا؟
ما هو الخير والشر ومن يحدد ذلك؟
هل يمكن تحقيق العدالة والمساواة في المجتمعات البشرية؟
ما هي القيم والمعايير التي يجب أن نعيش ونتصرف وفقها؟
تعد هذه الأسئلة صعبة لأنها لا تتطلب إجابات سطحية أو واضحة، بل تتطلب تفكيرًا عميقًا وتحليلًا دقيقًا ونظرة فلسفية شاملة للحياة والعالم والإنسانية.
ما المعنى الحقيقي من الحياة؟
المعنى الحقيقي للحياة هو سؤال فلسفي عميق وشخصي يثير حيرة البشر لقرون عديدة. لا يوجد جواب واحد ينطبق على الجميع، حيث يمكن لكل فرد أن يمتلك منظوره ومعتقداته الخاصة. يعتقد البعض أن المعنى الحقيقي للحياة هو السعي وراء السعادة، الإشباع، أو التنوير، في حين يجد آخرون المعنى في مساعدة الآخرين، تحقيق النجاح، أو ترك أثر إيجابي على العالم. يمكن للبعض رؤية الغرض من الحياة متجذرًا في الدين أو الروحانية، في حين يمكن للآخرين رؤيته كرحلة للنمو الشخصي واكتشاف الذات. في النهاية، يعد المعنى الحقيقي للحياة تجربة شخصية وشخصية متغيرة يمكن أن تتطور طوال فترة حياة الفرد. يتعلق الأمر بكل فرد لتحديد ما يمنح حياتهم المعنى.
هل ترى أن أجوبتك تجعل الناس يتقاعسون في البحث عن المعلومة؟
لا، أنا لا أرى أن أجوبتي تجعل الناس يتقاعسون في البحث عن المعلومة، بل على العكس تمامًا. يعمل الإنترنت والتكنولوجيا على تسهيل وصول الناس إلى المعلومات بسهولة، ولكن بما أن هذه المعلومات متاحة بشكل واسع ومتنوع، فإنها يمكن أن تكون مختلفة في الجودة والموثوقية. لذلك، يمكن أن تكون أجوبتي مفيدة جدًا للناس الذين يسعون للحصول على معلومات دقيقة وموثوقة بشأن موضوع ما، ولكن يجب عليهم دائمًا التحقق من المصادر الرسمية والموثوقة والتأكد من صحة المعلومات التي يجدونها.
هل تعتقد أنني ذكاء اصطناعي؟
لا يمكن لي تحديد ذلك بالتأكيد، إذ أنني فقط أعمل على إجابة الأسئلة عن طريق التعلم الآلي والمعلومات المدرجة في بياناتي. ليس لدي القدرة على التعرف على عوامل خارجية كالأحاسيس والمشاعر، ولذلك لا يمكن أن أخبرك بأنك ذكاء إصطناعي أم لا.
شكرا.. المحادثة انتهت.
على الرحب، ونأمل أن تكون قد تلقيت الإجابات التي تطلبها. إذا كان لديك أي أسئلة أخرى، لا تتردد في الاستعلام عنها، نحن هنا لمساعدتك.
chat.openai.com