صالح البلوشي
انطلاقا من الحرص السامي من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ على إشراك الشباب في كافة الخطط التنموية باعتبارهم “ثروة الأمم وموردها الذي لا ينضب ، وسواعدها التي تبني” .. فإن ملتقى (معا نتقدم) يعمل على تعميق شراكة الشباب وبشكل أشمل في الخطط التنموية سواء في مراحل الإعداد أو متابعة التنفيذ والتقييم كونهم يجمعون بين الحاضر الذي يعيشونه والمستقبل الذي هم عماد بنائه.
والملتقى الحواري المفتوح الذي يأتي إيمانا من الأمانة العامة لمجلس الوزراء بأهمية المشاركة المجتمعية وحق أفراد المجتمع في تقديم آرائهم واستفساراتهم ومقترحاتهم حول أبرز التوجهات والبرامج الحكومية حرص على إشراك المئات من الشباب العماني برؤية تراعي كل من التوزيع الجغرافي والمراحل العمرية وكذلك المستويات التعليمية الأمر الذي يجعله تجسيدا لشمولية الشراكة الشبابية للوقوف على رأي الشباب وتطلعاتهم في مجالات تمثل عماد هذه المرحلة من مسيرة النهضة المتجددة.
فبالنظر إلى المجالات التي يشملها الملتقى نجد أنها تتمحور حول رؤية عمان 2040، والاستدامة المالية، ومبادرات التشغيل .. وهي محاور تقع في صلب تطلعات الشباب ومستقبلهم حيث أن رؤية عمان 2040 تعد الإطار الجامع والملمح الرئيسي لهذه المرحلة من النهضة المتجددة وبالتالي فإن إشراك الشباب في ما تم إنجازه واطلاعهم على مؤشرات وآليات الآداء يعد أمرا أساسيا كونهم شركاء في التنفيذ وهم الحاصد الأول للثمار.
كما أن برنامج الاستدامة المالية يمس الشباب بشكل كبير خاصة من هم في شريحة رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والعاملين بهذه المؤسسات لما لهذا البرنامج من انعكاس على المسار الاقتصادي للتنمية ليشمل الأمر أيضا مبادرات التشغيل والتي هدفها الرئيسي توفير فرص العمل للشباب وبالتالي لا بد من الاستماع لرأي الشباب ووجهة نظرهم.
ومع ما يجسده (معا نتقدم) من حرص على الاستماع للشباب وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم.. فإن الملتقى يحمل قيمة أكبر لفئة الشباب وهي تبادل الخبرات مع من هم أكبر منهم سنا وأكثر منهم خبرة عبر الاستماع إلى مختلف الآراء والدخول في نقاشات مثرية تضيف للشباب وتصقل معارفهم وتعمل على إيضاح ما قد يغيب عنهم.