يوسف بن علي البلوشي
يعود المشهد من جديد، بالتحديد منذ أن تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق ـ حفطه الله ورعاه ـ ووجه بعقد لقاءات دورية مع الشباب لمناقشة المواضيع التي تحظى باهتمامهم، والاستماع إلى آرائهم ووجهات نظرهم، بما يساعدهم على أداء دورهم المنشود في الإسهام بمسيرة البناء والتنمية نحو قاطرة المستقبل وسط العديد من التحديات والصعوبات.
ولم يخفي جلالته ـ رعاه الله وأبقاه ـ آنذاك، حجم التحديات الاقتصادية التي تواجهها بلادنا، في خضم المتغيرات العالمية، التي تمثلت في عدد من الأزمات، من بينها جائحة كورونا وانخفاض اسعار النفط وانحسار معدلات النمو الاقتصادي خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي عصفت بمقدرات دول العالم من بينها سلطنة عمان وهي جزءا لايتجزأ من تداعيات الوضع الدولي وخلافه، ولذلك جاءت نظرة جلالته ـ أبقاء الله ـ أن يسير على النهج السامي المبارك بتوسيع شريعة اللقاءات عبر الامانة العامة لمجلس الوزراء لتكون أكثر قربا وتواصلا مع الحضورمن مختلف شرائح المجتمع.
ويأتي ملتقى (معا نتقدم) الذي تنظمه الأمانة العامة لمجلس الوزراء ترجمة للفكر السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بتفعيل المشاركة المجتمعية في الخطط التنموية وهو امتداد لحوار سابق اعتمد على الشفافيه والاستماع للشباب وقراءة تطلعاتهم وافكارهم والوقوف عليها، والاخذ بها وفق تطلعات القيادة والحكومة للمستقبل. ولعل استهداف الملتقى إيجاد منصة شاملة يتم من خلالها استعراض سياسات الحكومة وأولوياتها في محاور مختلفة ومناقشتها مع الحضور تُمثّله مختلف شرائح وفئات المجتمع، سيعكس روح التواصل والتفاعل المشترك بين فئات المجتمع وشرائحه المختلفة والحكومة وتبادل وجهات النظر بشفافية في روح يسوده الأخذ والعطاء والنقاشات الممتدة على مدى ساعاته. وسيغطّي الملتقى الذي يُقام لأول مرة ثلاثة محاور هي رؤية عُمان 2040 وآليات متابعة تنفيذها عبر وحدة متابعة تنفيذ رؤية عُمان 2040، والإجراءات المالية التي اتخذتها الحكومة وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية عبر البرنامج الوطني للتوازن المالي والبرنامج الوطني للاستدامة المالية تحت مظلة وزارة المالية، وآليات تعامل الحكومة مع أولوية سوق العمل والتشغيل عبر البرنامج الوطني للتشغيل تحت مظلة وزارة العمل، حيث أنها من أهم المحاور والمرتكزات التي تمس حياة الوطن والمواطن وترسم خارطة المستقبل للبلاد.
ويبقى اختيار اصحاب المعالي ممثلي هذه المؤسسات ليكونوا المتحدثين في البرنامج هو الشئ الإيجابي والجميل، حيث سيتم النقاش بصورة أشمل وأوقع نظرا لإمام معاليهم بالقضايا والمحاور الرئيسية التي من المزمع مناقشتها والإجابة على أسئلة ومداخلات الحضور.