رأي شؤون عمانية
يجسد تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـحفظه الله ورعاهـ ورعايته السامية الكريمة لافتتاح الأكاديمية السلطانية للإدارة، الحرص الذي يوليه جلالة العاهل المفدى للتأسيس لنهج إداري حديث يجمع بين آخر ما توصلت إليه علوم الإدارة والقيم والخصوصية العمانية بما يحقق الأهداف التنموية التي تمت بلورتها في رؤية عمان 2040.
فالأهداف التنموية المحددة في محاور عمان 2040 تستدعي وجود جهاز إداري مرن ومبتكر يعمل وفق أولويات محددة مع نظرة شمولية واستشرافية للمتغيرات والتطورات العالمي مع القدرة على التكيف والتغيير وفق هذه المتطلبات.
ومن هذا المنطلق جاءت الأكاديمية السلطانية للإدارة التي تأسست وفقاً للمرسوم السلطاني رقم ٢ لسنة ٢٠٢٢م، واضعة نصب أعينها عددا من الأهداف التي تشمل بناء جهاز إداري مولّد للفرص في ظل الاقتصاد الجديد وتطوير القيادات الوطنية بمختلف مستوياتها الإدارية وتمكينها وفق المنهجيات الحديثة وتحديد المهارات والمعارف والممارسات الإدارية المطلوبة وفق رؤية عمان ٢٠٤٠.
ومما يميز نهج الأكاديمية السلطانية للإدارة هو مزجها بين التعلم النظري والتطبيق العملي سعيا لتطوير بيئة عمل محفزة وسريعة الاستجابة للاحتياجات مع حفز القائمين على الإدارة على إيجاد حلول وأفكار مبتكرة.
وفي إطار هذه الأفكار المبتكرة كان لابد من مراعاة الهوية العمانية المنبثقة عن منظومة قيمية وهو ما تم الترميز إليه أثناء افتتاح الأكاديمية، حيث تفضل جلالة السلطان المعظم ـأيده الله- بوضع مفتاح رمزي على بوابة مستوحاة من حاضر عُمان الزاهر ومُستلهمة من خطابات جلالتِه المشجعة على الانفتاح على العالم مع التمسك والاعتزاز بالهوية والقيم العُمانية بالإضافة إلى نقوش البوابة الرمزية التي عكست هوية الأكاديمية السُّلطانية للإدارة التي تمزج بين الإرث العريق والمستقبل الواعد باستخدام الشكل الرئيس لبوابة قصر العلم العامر بصفته الواجهة القياديّة لسلطنة عُمان.