مسقط. شؤون عمانية: صدر أخيراً عن دار الإنتشار العربي ببيروت الطبعة الاولی من كتاب “الشيخ عيسى بن صالح الحارثي (١٨٧٤ – ١٩٤٦م) سيرته ودوره السياسي في عُمان”، للباحث زاهر بن سعيد السعدي٬ وسيتم تدشينه من خلال معرض مسقط الدولي للكتاب في فبراير القادم،.
والكتاب يقع في ٣٩١ صفحة من الحجم المتوسط، وهو في الأصل رسالة لنيل درجة الماجستير في التاريخ الحديث والمعاصر من جامعة السلطان قابوس.
ويسعى الباحث إلى تسليط الضوء على سيرة الشيخ الحارثي ودوره السياسي والاجتماعي والفكري في عُمان. حيث جاء الفصل التمهيدي من الكتاب ليعطي صورة عن الأوضاع السياسية السائدة في عُمان في تلك الفترة، بينما تحدث الفصل الأول عن نشأة الشيخ عيسى بن صالح، وملامح شخصيته ومواقفه من بعض القضايا الاجتماعية، كما تطرق الی إنتاجه العلمي ومؤلفاته أو ما يتعلق بالجوانب الفكريه من حياته.
وسعى الباحث إلى تقديم دراسة متكاملة عن سيرة الشيخ عيسى بن صالح، وأوضح أن الجوانب الاجتماعية والفكرية من حياته لا تقل أهمية عن الجانب السياسي. ومن هنا تبرز أهمية هذا الكتاب، والإضافة الجديدة التي يقدمها الی المكتبة العمانية وإلى القراء والباحثين.
ويتناول الكتاب في الفصلين الثاني والثالث، الدور السياسي للشيخ عيسى بن صالح الحارثي في صناعة الأحداث التاريخية والسياسية في عمان طوال النصف الأول من القرن العشرين، حتى وفاته في مارس من عام ١٩٤٦م. ويتتبع مواقفه الكثيرة مع الإمامين سالم بن راشد الخروصي، ومحمد بن عبدالله الخليلي، وعلاقاته مع السلاطين؛ فيصل بن تركي، وتيمور بن فيصل، وسعيد بن تيمور، وأبرزت دوره ومواقفه السياسية في ضوء العلاقة بين الإمامة والسلطنة، التي من أهمها توقيعه اتفاقية السيب عام ١٩٢٠م، وهي الاتفاقية التي نجحت في إيقاف الحرب وإحلال السلام في عُمان.
وفي تصريح خاص ل” شؤون عمانية ” أكد مؤلف الكتاب زاهر السعدي أن أهمية الكتاب تكمن من خلال اعتماده علی عدد كبير من المصادر التاريخية التي تشمل المخطوطات والوثائق العربية والأجنبية، والمراسلات الخاصة ودواوين الشعر والمصادر الفقهية، فضلا عن المقابلات الشخصية لمعاصري الشيخ عيسى بن صالح، وأبرزهم الشيخ عبدالله بن حمد بن سليمان الحارثي الذي كان يكتب رسائل الشيخ عيسى، ورافقه في بعض رحلاته ، والعلامة الراحل الشيخ سعيد بن خلف الخروصي الذي كان قد ألتقى بالشيخ عيسى في القابل وجلس إليه.