شؤون عمانية: صدر مؤخرا عن دار الإنتشار العربي ببيروت الطبعة الثانية من كتاب “إنكار المنكر: قراءة تحليلية في روايتي مسلم النيسابوري وابن جعفر الإزكوي” للباحث العماني أحمد بن مبارك النوفلي.
وكان الكتاب قد صدر طبعته الأولى في عام 2011 عن مكتبة الغبيراء ببهلا.
وفي حوار خاص مع ” شؤون عمانية ” أوضح الباحث أحمد بن مبارك النوفلي أن ” الكتاب ينطلق من الرؤية القرآنية، حيث يناقش مفهومي: المعروف والمنكر من داخل الخطاب القرآني، مع تحليل ونقد المفاهيم السائدة التي ﻻ تنسجم مع دﻻﻻت القرآن الكريم. كما أنه يناقش الآراء والممارسات العنيفة داخل المدارس الإسلامية الفقهية والفكرية والتي ولدتها كتب التراث في النهي عن المنكر”.
وأضاف النوفلي : “ومربط الفرس في الكتاب مناقشة رواية المنازل الثلاث فهي لدى مسلم النيسابوري الذي عاش في القرن الثالث الهجري: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فليغيره بلسانه، فإن لم يستطع فبلقبه، وذلك أضعف الإيمان) وهي رواية تتفق وتختلف مع الرواية المعروضة في جامع ابن جعفر الإزكوي العماني والذي عاش أيضاً في القرن الثالث الهجري: (من رأي منكم منكراً فلينكره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإنكار). وأرى أن الروايتين غير منسجمتين مع دﻻﻻت الآيات القرآنية في خطابها حول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إﻻ أن رواية ابن جعفر الإزكوي أقرب إلى القرآن، وﻻ يعني ذلك قبول الروايتين لديه لأن على كل رواية ملاحظات ﻻ تستقيم مع الروح الإنسانية وقيمها”.
وأكد المؤلف: “أن الكتاب ثري بعرض كثير من الآراء الفقهية والحديثية مع مختلف المدارس الفكرية: الإباضية والسنية والشيعة، وﻻ يمررها الكاتب دون مناقشتها، فيقبل ما يتفق منها مع الخطاب القرآني ويرفض ما ﻻ يتوافق معه. كما أن الكتاب يثري الفكر والأسئلة، ويضم بين دفتيه كثير من الأفكار التي تعالج الممارسات الدعوية والإصلاحية الخاطئة”.
وأضاف النوفلي:”بالإضافة إلى أن هذه الطبعة منقحة ومصححه، وبها بعض الإضافات وتغيير في بعض الآراء التي راها الكاتب في الطبعة السابقة، فقام بالتراجع عنها وطرح رؤيته المغايرة للسابق.
كما أنه وضع مقدمة ثانية لهذه الطبعة”.