مسقط – شؤون عُمانية
شهدت ليالي مسقط إقبالاً جماهيريًا في مختلف المواقع التي تنوعت في طرح فعالياتها، وتصاعدت أرقام الزوار بشكل ملحوظ في بعض المواقع؛ نتيجة للفعاليات المتخصصة التي احتضنتها تلك المواقع دونًا عن غيرها، فمن الترفيه والمرح في كرنفال مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، إلى معرضا للسيارات وجو من الحماس والمنافسة في الجمعية العمانية للسيارات، مرورا بقفز الحواجز وعروض البحيرة والأضواء الليزرية ومسرح لفرق غنائية قدمتها “فرقة أوتار” في متنزه القرم الطبيعي، إلى العرض المسرحي الكرتوني بعنوان ” تحية سلام من مدغشقر ” وشاشات سينما لحضور افلام هندية في متنزه النسيم، مزيج من التنوع الذي راعى اهتمامات مختلف شرائح المجتمع من جهة، وطبيعة مواقع الفعاليات وقدرتها الاستيعابية من جهة أخرى، الأمر الذي يؤكد أن هذه الليالي جاءت نتاج تخطيط مدروس، وطرح متجدد يأخذ بالاعتبار متطلبات قطاع الترفيه المجتمعي، دون الإخلال بالنسيج الاجتماعي والطابع الحضاري لمسقط العاصمة.
واحتفي مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، بقدوم عائلة طارق العربي، الذين أحيوا ذكريات الطفولة بحفل غنائي في الكرنفال وذلك ضمن فعاليات ليالي مسقط المتنوعة، حي تعتبر هذه العائلة، من أكثر العوائل الفنية شعبية لدى الجمهور العربي وخاصة بين ما يسمونه بجيل الطيبين، حيث قدموا أبرز وأجمل الأغاني وأعمال الطفولة الموسيقية خاصة في رسوم الأطفال القديمة.
وتأتي استضافة هذه العائلة الفنية كنوع من أنواع الإضافات الشيقة بليالي مسقط، حيث تتسم العائلة بروح الفكاهة والمرح والمحبة فهم يقدمون حفلاتهم وجولاتهم العربية في مختلف المدن، بهدف إعادة الذكريات لمسامع الشباب بأنغام كلمات راقية علمتهم معنى الحياة والصداقة والعائلة، من “ريمي وكابتن ماجد وكونان وعهد الأصدقاء وغيرها”.
جدير بالذكر أن طارق العربي ملحن ومغني ومؤلف أغاني أطفال جزائري ولد ونشأ في دمشق، وتتسم ألحان طارق العربي “طرقان” بطبيعتها الموسيقية المعقدة، خلافاً لما تعود عليه في مجال أغاني الأطفال، من ألحان يغلب عليها طابع المرح، فطارق العربي طرقان طبع جل أغانيه بطبع الماينور أو السلم الصغير الذي يعطي للحن عمقاً وثراء كبيرين.وقد استمرت البطولة 4 أيامك متفرقة بفترة أيام ليالي، وتعتبر هذه المسابقة ضمن مسابقات الدوري المحلي لقفز الحواجز، وتحتسب فيها نقاط وجوائز للمتسابقين الذين يلتقون في عدة أشواط، حيث يقام في اليوم الواحد 7 اشواط، ومن الإيجابيات التي حققتها هذه البطولة لقفز الحواجز هو تغيير نمط ومكان إقامة هذا النوع من المسابقات، كما تم تسمية بعض الأشواط بأسماء المحافظات، حيث أجريت مسابقات نظير أشواط اسماء المحافظات الكائنة بسلطنة عمان وعددها “11 شوطًا” وقد تكون كل فريق من فارسين تم اختيارهم بالقرعة، وشهدت المنافسات تمكن الفرسان في المشاركة، وتعزيز انطباعهم الإيجابي إزاء تغيير مكان انعقاد البطولة لمتنزه أخضر يحضره جماهير وعوائل تتفاعل مع هذه النوع من المسابقات، وبذلك يمكن القول أن هذه الفعالية إضافة حسنة من حيث كونها قد عملت على تثقيف الجمهور بأهمية الخيل والرياضة، وتجعلهم يتمكنون من معرفة كيفية التعامل مع الخيول وجعلهم طوعًأ للفرسان في قفز الحواجز.
كما أقامت الجمعية العمانية للسيارات معرضاً للسيارات شهد حضورا جماهيريا من محبي عالم السيارات والألعاب الإلكترونية، كما قدمت برامج الجمعية العديد من الأنشطة الجماهيرية الرائعة، ومنها إجراء مسابقات إلكترونية (فالورانت) ولعبًا حيا ومباشرا في “لعبة البادل” مع تقديم عروض مسرحية متنوعة ومنها ” فن الراب” وعرضا مسرحيا آخر لـ “زومبا الأطفال” مع تقديم فقرة الفنانة اليابانية “أريانا وفقرة جي بوب للفنانة اليابانية كذلك “شيهيرو” و “ليسلي ولكرسون: وهي ممثلة أصوات شهيرة، ومحببة للجمهور الشبابي، كما اشتملت أنشطة الجمعية العمانية للسيارات على فقرات وألعاب مسرحية قدمتها “براءة عبدالله” وغيرهم من الفنانين الواعدين.
وقدمت فعاليات الجمعية العمانية للسيارات عرض مسرحي للساموراي ضمن مناشط مشاركة القرية اليابانية في فعاليات ليالي مسقط، كما شهدت التجربة اليابانية بالمشاركة توافد جماهيري لتجربة “الكيمونو الياباني، لالتقاط أفضل الصور المعبرة في الركن المخصص للتصوير في القرية اليابانية. حيث يعتبر الكيمونو الياباني الزيّ الشعبي التقليدي الذي يتربع على قائمة الأناقة في المجتمع الياباني، والذي يرتبط باللحظات السعيدة في الثقافة اليابانية، ويتم ارتداؤه كذلك من قبل مساعدات مقدم الميداليات في الألعاب الأولمبية، وتعتبر جميع الأزياء ذات الطراز الياباني مصنوعة من لفة طويلة من القماش والتي يتم تقطيعها على شكل عدّة مستطيلات، ثم دمجهم بغرض الحياكة. وهناك إمكانية لإعادة الاستخدام من خلال توليف مقاس كيمونو الآباء ليتناسب مع مقاسات البالغين مِن الأبناء، ويتم إعادة حياكته مرة أخرة ليصبح مثله كمثل الكيمونو الجديد. وبهذا ينتقل الكيمونو عبر الأجيال من الآباء إلى الأبناء، ويتم المحافظة على مظهره البديع، وتتوارثه الأجيال، وقد أتيح لهذه المشاركة المميزة أن تحتضن ضمن فعاليات ليالي مسقط المقامة بأرض الجمعية العمانية للسيارات تعبيرًا عن عمق الصداقة بين البلدين، بهدف إضفاء التغيير المنشور في جو الفعاليات الرياضية والثقافية المعبرة عن ما تتضمنه أجندة الترفيه.
في جانب آخر قدمت خلال اليومين الماضيين عروضًا للدرون بمتنزه القرم الطبيعي، كجزء من عناصر الإبهار البصري في هذا المتنزه، والتي تعتبر من عناصر استغلال المساحات الواسعة والطبيعة الجميلة لمنطقة القرم وتألقها في محافظة مسقط.، صاحب هذا مال المشهد البانورامي العروض الضوئية التي توحي بمسقط النابضة بالحياة، من خلال مشهد يحاكي تجربة عروض الليزر ومشاهد الطائرات المضيئة “الدرون ” التي تجسد نمطًا غير معتاد في التلاعب بين سكون البحيرة و سماء الليل المضيئة بالنجوم وبالعروض الضوئية كما تضمن متنزه القرم الطبيعي عددًا من الفعاليات التي ركزت على استغلال منطقة محيط البحيرة ومنها؛ عروض بحيرة القارب، ومشهد يستعرض ديكور جميل باللون الأبيض المضاء بالمصابيح والأضواء التي تطفو في بحيرة المتنزه، ويعلوها عروضًا لبالونات الهيليوم، تنسجم مع عروض الماء الضوئية.
كما أدخلت السينما الخارجية في مساحة مفتوحة جزءًا من عناصر الترفيه التي يتم تقديمها بشكل يومي في متنزهي القرم والنسيم، حيث توفر هذه التجربة فرصة العيش في عالم شبه مغلق تحت النجوم، ولمشاهدة نجوم السينما العالمية، من خلال أفلام يتم عرضها بشكل متتابع خلال أوقات دخول الفعاليات، وتعتبر تجربة السينما الخارجية ثمرة من ثمار استخلاص الأفكار المواكبة لاهتمامات الشباب، والتي أريد لها من خلال ليالي مسقط أن تعبر عن الفكر الحديث في اختيار المناشط أولاً، وفي مراعاة عناصر الترفيه العائلي، والتي يأتي السينما كأحد أهم مخرجاتها، حيث أن من شأن تجربة السينما الخارجية إعادة سحر السينما الأصيلة في كونها طقساً جماعيّاً للمتعة والإحساس المشترك؛ وذلك من خلال ما كان يتم تقديمه من عروض تنتقل إلى الناس وتستعرض في ساحات مفتوحة بالميادين أو الشوارع.
يذكر أن فكرة السينما المفتوحة قد شهدت إقبالا جماهيرًا؛ حيث تستعرض الشاشات الكبيرة الأفلام التي تعرض بدور السينما المعتمدة، وهي بذلك ستمنح فرصة لمشاهدة أحدث الأفلام في سماء مفتوحة، بعيدًا عن مناطق الصخب والألعاب بموقعي الفعاليات في النسيم والقرم، ويصاحب هذا الجو الاستثنائي وسائل ترفيه وخدمات عامة تحيط بالمكان من أكشاك أطعمة وكراسي ملونة ومريحة، وركنًا للتصوير يمكن زوار فعاليات ليالي مسقط من التقاط صورًا تعبر عن طبيعة هذه التجربة الممتعة بصريًا والمختلفة نوعيًا.وتعتبر ليالي مسقط موعدًا متجددًا للفعاليات التي تتضمنها أيامه حتى الرابع من فبراير وقد أخذت هذه الليالي بالاعتبار أن تكون مساحة للترفيه والتواصل الثقافي، لكونها الحدث الترفيهي والمجتمعي الأكبر في محافظة مسقط، ويستلزم لزيارة هذه الفعاليات حجز مسبق للتذاكر لتسهيل عملية الدخول للفعاليات ولمواقعها رابط الحجز .
وبشكل عام فقد وضعت أجندة الفعاليات في هذه الليالي بما يناسب تطلعات المجتمع واحتياجاته الترفيهية والعائلية، وهو ما تؤكده بلدية مسقط من خلال شعارها اللفظي “منورة بوجودكم” والذي ينم عن ترحيب بالجميع، ودعوة لهم لزيارة مواقع الفعاليات المختلفة للاستمتاع بالعروض الترفيهية والرياضية والفنية، في جانب آخر فإنه يؤمل أن تكون ليالي مسقط بصمة ترفيهية في خارطة الفعاليات التي ترفد بيئة الأعمال والمشاريع والأفكار الشبابية، وتعمل في الوقت نفسه على إنعاش الاقتصاد العماني بما توفره من بيئة حاضنة تضعها في أجندة الفعاليات ومواقع الترفيه التي اختيرت بعناية لتحتضن فعاليات ليالي مسقط.