سالمة بنت هلال الراسبية- باحثة وكاتبة
في الوقت الذي تتسابق فيه المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص، من أجل تطوير منظومة العمل والتحول الرقمي للخدمات والمعاملات والتنافس في تقديمها للمواطن والمقيم بكل يسر وسهولة وبأقل التكاليف المالية، امتثالا للتوجيهات السامية لمولانا حضرة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله ورعاه- وتطبيقا لرؤية عمان 2040، تظل بعض الوزارات لا تتقدم خطوة كوزارة الإسكان، وسأذكر مثالا عن كل وزارة حسب علمي البسيط، وليتقبل مني القارئ وجهة نظري التي قد تصيب وقد تخطئ، ولكنها من واقع عايشته كمواطنة على أرض عمان الحبيبة.
وزارة الداخلية- تطبيق انتخب
كمثال بسيط وقريب، كان تطبيق أنتخب الذي دشنته وزارة الداخلية، من أفضل التطبيقات التي سهلت على المواطنين انتخاب مرشحهم بكل أريحية ويسر وفي أقل من دقيقة، لقد أبهر هذا التطبيق الكثيرين ووفر أموالا وسهل الكثير من الأمور.
التربية والتعليم- تطبيق مورد
هنالك تطبيقات سهلت على ولي أمر الطالب نقل ابنه من مؤسسة إلى أخرى بضغطة زر، كما ساعدت البوابة التعلمية أولياء الأمور في معرفة مستوى أبنائهم وتلقي التقارير عن أدائهم المدرسي ومرات غيابهم وشهاداتهم المدرسية وغيرها الكثير، وجاء الآن مورد وهو تطبيق سهل على الموظف معرفة كل ما يتعلق بإجازاته وملفه المالي وما عليه من قروض للبنوك وغيرها، ليستطيع أن يسجل إجازته ويرفع مرفقاتها وغيرها.
تطبيق إجادة
أما عن وزارة العمل، فيعد تطبيق إجادة من التطبيقات التي أدهشت الجميع لأنه بمثابة محرك قوي لزيادة إنتاجية الموظف وتنوع مهامه وتنافسه بين أقرانه، مما يؤدي بالنهاية لزيادة الإنتاج وتقليل التكلفة، وتحسين أداء الموارد البشرية، كما يعتبر سابقة غير معهودة وإنجاز مهم.
لكن، عند ذكر وزارة الإسكان وإنجازاتها نظل كمواطنين في صمت! ففي واقع الأمر، العميل يريد أن يعرف آخر المستجدات الإدارية والفنية لأرضه، لكنه عندما يراجع المؤسسة لا يجد حتى ملفه الورقي، وإذا سألت عن معاملتك كان الرد حاضرا أسرع من سرعة الضوء: “اذهب للوزارة الفلانية والجهة الأخرى”، ليعود المواطن من حيث أتى بخفّي حنين.
من المؤسف أن وزارة الإسكان لا تبارح مكانها من حيث التطور، فمازلنا نسمع للعبارات المحفوظة منذ قديم الأزل مثل: “ملف أرضك مفقود – انتظر الموظف غائب – الموظف في مهمة ميدانية – ما نعرف الجديد عن أرضك ولا المستندات الإدارية”.
لقد تفاءلنا بالخير وبدأنا نلمس بعض التغيير الإيجابي في الوزارة مثل برنامج سلاسة وصروح وغيرها الكثير، ليبقي التحدي الكبير في تطبيق الخدمات الإلكترونية الأهم وهي تخليص المعاملات المتعلقة بالأراضي وسندات الملكية وتغيير ثقافة الموظفين من حيث سرعة إنجاز المعاملات مع تمكين الكفاءات، والعمل على ابتكار تطبيقات تربط بين وزارة الإسكان وبقية الوزارات لإنهاء معاملة المواطن، للتسهيل على المواطنين وتقليل التكاليف، وهذه الأمور من مرتكزات رؤية عمان 2040.