خاص- شؤون عمانية
يرى الفنان والملحن العُماني شادي الزدجالي أن التنوع الثقافي والفني الذي تحظى به سلطنة عُمان، تشكّل بفعل الانفتاح على الآخر، الأمر الذي نتج عنه تنوع المفردة الشعرية العمانية القابلة لأن تكون ذات طابع فني شمولي.
وأوضح في حوار مع صحيفة “شؤون عمانية” أن الأغنية العُمانية كانت ولا تزال حاضرة بخصوصيتها ونهجها الواعي، وأنها على مر السنوات الماضية أوجدت بريقا متوجها وصل إلى العالمية بفضل الفنانين والمطربين الأوائل، خاصة مع بدايات النهضة العُمانية المباركة في مطلع السبعينيات، والعقود الأخرى المتلاحقة.
وأكد الزدجالي الذي يستعد خلال هذه الفترة لإصدار أغنيته الجديدة “بياع كلام”، وهي من كلمات الشاعر طلال المعولي وتوزيع المايسترو رائد الفارسي وتسجيل ومكس وماستر طه ميرزا، أن المفردة المغناة في سلطنة عمان اليوم أصبحت تعرّف بتفاصيل المجتمع العماني وثقافته المتداخلة، فما أنتج خلال السنتين الماضيتين من أغنيات وطنية وأخرى وجدانية عززت الترابط الفني بين الفنان والملحن، متمنيا أن يتواصل العمل والجهود مع دعم الفنان العمانية ومنحه الثقة الكاملة من قبل المسؤولين لكي يحصل على مكانته الحقيقية.
وأشار إلى أنه في فترة من الفترات خفتت الأغنية العُمانية وتراجعت بشكل كبير على الرغم من توفر الكلمة واللحن والمغني، موضحا: “يبدو أن الأمر يتعلق بالدعم الذي تراجع بشكل واضح، ولربما تأثير الجائحة الاستثنائي كان مؤثرا بشكل كبير، وأتمنى ألا يستمر هذا الأمر خلال المرحلة المقبلة”.
وبين أنه تعاون مع عدد من الشعراء والفنانين في سلطنة عُمان وخارجها، وحضر مهرجان الأغنية العمانية وتعاون مع عدد من الفنانين مثل رامي صبري ومي كساب والفنان سعيد فارس والفنان محمد جمال، مؤكدا أن الساحة الفنية العُمانية متاحة للجميع.
ويتمنى الزدجالي عودة مهرجان الأغنية العمانية في ثوبه المميز المعتاد، معتبرا أن تراجع الأغنية لا يخدم الفن، لأن كل فنان لديه مجاله الذي من المؤكد أن يبدع فيه وأن يكون مثالا لمن سيأتي بعده.
وقال: “الفنان العماني لا ينقصه شيئا وأن ما يحتاجه هو أن تلفت إليه الجهات المعنية بالكلمة الشعرية واللحن وجوانب الموسيقى، وسوف يبدع كما أبدع السابقون ممن أوجدوا بصماتهم على ساحة الفن”.، مؤكدا أن التنوع في اللهجات والمشارب اللغوية في عُمان كفيل أن ينتج المئات من الأعمال التي سيشار إليها بالبنان، وأن الكلفة فيها هو الإضافة النوعية في سبيل تواجدها واستمراريتها لأن تكون أرشيفا وطنيا تعود إليه الأجيال المحبة للمفردة العذبة والموسيقى الرائعة.
ووضح الزدجالي أن الإعلام في سلطنة عُمان عليه دور كبير في الأخذ بأيدي الشباب من خلال عمل المسابقات والبرامج التي تكتشف مواهبهم وتأخذ بأيديهم، بمشاركة المتخصصين من أساتذة المجال لتوجيه المتسابقين واكتشاف مواهبهم.
وتطرق الزدجالي إلى آليات استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في التعريف بالفن في سلطنة عمان من خلال الترويج الأمثل والتسويق المتميز، كونها أدوات تصل إلى العالم الآخر بكل سهولة ويسر، مبينَا أن الأدوات متوفرة في ظل وجود المسارح التي من الممكن أن تحتضن الكثير من المفردات الفنية وإظهارها بالطرق الصحيحة.
وأشاد الفنان الزدجالي بالأغنية الشعبية في سلطنة عُمان قائلا: “على الرغم من بساطتها، لكنها لم تزال تحافظ على توهجها وتكوينها الاجتماعي والمعرفي، وأن للجغرافيا دور كبير في تدفق تلك الأغنية، حيث الجبل والسهل والوادي والريف الحاضر في القصيدة العمانية الرصينة، كما أن تكريس هذا الفن هو امتداد للفنون العُمانية الأخرى، وهو ما يستمد منه الملحن العُماني قيمه الفنية المبتكرة التي لطالما حلّق بها في مناسبات شتى، كما أن الصبغة المحلية في اللحن العُماني بيّنت أن للبيئة وقع خاص في خرج الكلمة للمتلقي بعذوبة متفردة”.
ويثق الزدجالي في العودة القريبة والقوية للأغنية العمانية بطابعها المتوهج ويقينه دعم المؤسسات المختلفة مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة الإعلام ودار الأوبرا السلطانية مسقط وغيرها من المؤسسات الخاصة.
