خاص- شؤون عُمانية
تشكل الصالونات الثقافية حضورًا معرفيًا وثقافيًا يضاف إلى ما تقدمه المؤسسات الرسمية في سلطنة عمان ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى المعنية بالثقافة، ويسعى كل صالون إلى تحقيق طموحات تنعكس على الوعي المجتمعي ونشر الثقافة في ربوع الوطن، إلا أن التحديات تصاحب هذه الطموحات وبأوجه متعددة، فما هو السبيل للنهوض بتلك المشاريع وكيف يمكن التغلب على التحديات التي تواجهها.
وترى الدكتورة فاطمة العليانية صاحبة صالون فاطمة العلياني الأدبي، أن طموح الصالونات الثقافية يتمثل في استدامة العمل الثقافي، وتأمل استكمال مشروع المراكز الثقافية في المحافظات؛ لتكون حاضنة للصالونات والمبادرات الثقافية، ودعم حركة النقد في سلطنة عمان من خلال المشروع النقدي في قراءة المنجز الأدبي العماني والذي بدأ بالرواية النسائية العمانية، وتكوين صالون نسائي ثقافي خليجي مشترك بمبادرة عمانية.
وتضيف: “يمكن القول إن العديد من التحديات التي صادفناها خلال مسيرة الصالون، والتي امتدت لاثنتي عشر سنة، بدأت في التقلص، فأصبح هناك وعي بثقافة الصالونات الثقافية وأهميتها، ويوجد إقبال ملحوظ من الجمهور والجمهور النوعي على فعاليات ومناشط هذه الصالونات، إضافة إلى ما نتابعه ونشاهده من اهتمام الإعلام العماني بتغطية البرامج الثقافية للصالونات الثقافية، ولكن يظل التحدي الأكبر في ضعف الدعم المالي للصالونات الثقافية وأهمية دعم المجال الثقافي؛ باعتباره عنصرًا أساسيًا في رقي المجتمعات وتحضرها”.
وتقول إشراق عبد الله النهدية صاحبة مجلس إشراقات ثقافية، إن الصالونات الثقافية تعتبر محركا مشاركا مهما في تقدم الثقافة والأدب؛ وذلك من خلال الأنشطة التي تنفذها، لافتة إلى أن النهوض بالصالونات الأدبية والثقافية يحتاج إلى دعم مالي لمساندة عملها وأيضا لاستمراريته.
وتؤكد: “هذه الصالونات رغم أهميتها لم تجد الحد الأدنى من الدعم المادي المتواصل سواء من الوزارة أو الجهات المختصة في دعم المسؤولية المجتمعية؛ وهذا يشكل عائقا في وجه نوعية الفعاليات التي تتمنى تنفيذها، لذلك أعتقد أنه رغم رسميتها وتصريحها من وزارة الثقافة والرياضة والشباب إلا أن أهميتها لم تحقق القوة المطلوبة لمساندة المجتمع لها”.
وتبين أنه على الرغم من حلقات العمل والفعاليات المميزة التي ينظمها مجلس إشراقات ثقافية، إلا أن الكثير من الشركات والمؤسسات رفضت دعم الصالون لنشر كتاب من منتوج الحلقة؛ الأمر الذي أصاب المنظمين بالإحباط، موضحة: “ما زلنا غير قادرين على تلبية هذا المطلب وهو يعتبر أساسيا لتتويج أعمال وجهود الورشة في أثر يبقى لأقلام ومواهب من تدرب في تمارين الكتابة بها، لهذا نطلب من وزارة الثقافة والرياضة والشباب أن تضع من الضوابط المناسبة لكي تكفل لهذه المجالس الثقافية الدعم المطلوب من خلال تشجيع الجهات ولفت النظر لأهميتها أو حتى دعمها سنويا بشكل مناسب”.
وتوضح فتحية الفجرية من مجلس رُواق الأدب برؤيتها: “بعض الأفكار والمشاريع قد تكون نتاج حاجة أخذت بصاحبها في أن يجازف بخلق مثل هذه المشاريع والتي من المحتمل أن تنجح أو أن تفشل، ومبادرة مجلس رُواق الأدَب أتت من إحساس بفقداننا للتاريخ المروي، فقدنا مفردات الأدب المنسي القديم والكثير مما هو آيل للاندثار، نحن نفقد الكثير مما يرويه الأجداد من أحداث ووقائع وأخص هنا ساحل الباطنة الذي به ما به من قصص وروايات، وهناك الكثير مما تزخر به هذه الأرض الطيبة من لغات ولهجات وإرث فكري، تميزنا به، لذلك ولكثير من الغايات أسسنا مجلس رُواق الأدب لأننا بحاجة لأن نطل على اللغة والحرف والمعنى نطل على التاريخ على الأدب المنسي القديم، نعيد البحث عنه وإعادة قراءته والسبر في أغواره والكتابة والمناقشة عنه من جديد”.
وتشير: ” نأمل أن يكون لنا بيئة خاصة نستطيع من خلالها التواجد والعمل فيها بأريحية تامة ونستقطب فيها كل من هو متذوق ومعني وشغوف بالأدب وسحر اللغة، كما أن أبرز التحديات التي نواجهها تكمن في الدعم الذي يعيننا على الاستمرار لعمل مثل هذه التظاهرات الأدبية والثقافية، فنحن بحاجة للدعم اللوجستي والمادي والتسهيلات من قبل البلديات والجهات الأخرى، وهناك تحديات أخرى حين نستقطب المفكرين والأدباء من خارج السلطنة تواجهنا الكثير من الصعوبات في توفير المكان للضيف وتذاكر الطيران وغير ذلك”.