مريم الشكيلية
الكتابة هي عصارة فكر ومشاعر الكاتب أو الكاتبة على حد سواء، يشارك بذلك الفكر أو تلك المشاعر القارئ، لينقل له ما يدور في خاطره من مواضيع كتابية.
وفي السابق وحتى اليوم، كانت ولا تزال الكتابة ينتهجها الكاتب، إما عن هواية لدية أو نتاج حب وتعلم وممارسة حتى تتحول إلى عادة ومهنة، وفي كلا الأمرين النتيجة واحدة، وهي أن الكتابة مع مرور الوقت أصبحت شغف وحياة للكاتب.
وعندما يكون الكاتب أو الكاتبة في مرحلة الشباب وهي مرحلة النضج والنشاط والحيوية والعنفوان، وعندما تقابله قضايا ومواضيع متنوعة تكون الكتابة هي المخرج للتعبير عن كل ما يراه، ومن خلالها ينقل وجهة نظره وأفكاره وحتى الآراء الخاصة به في تلك المواضيع، ومن خلالها أيضا يخرج أحلامه وما يحتاجه ككاتب أو كاتبة، فنلاحظه مندمج في بيئته يشارك بقلمه وكأن قلمه هذا مجداف يجدف به نحو مرسى آمن.
ومع مرور الوقت، تتعمق الكتابات ويتسع فكر الكاتب وتكبر أحلامه وتصبح تلك الكتابات كأنها جواز عبور يعبر به إلى أمنيات رسمها، فنجده يسعى في الزج بها في مجال الكتابة والأدب بين الكتاب والمهتمين ودور الصحف والمجلات والمواقع المختلفة، ليوسع دائرة القراء وليكون في مكانة كبيرة؟
ولكن هناك أمرا يدور في ذهن الكاتب أو الكاتبة والكتاب عموما، وهو سؤال يجول في أعماقه كلما تقدم في الكتابة، وهو ماذا أحتاج ككاتب؟. فعلا ماذا أحتاج أنا ككاتبة وغيري من الكتاب؟! في حقيقة الأمر إن جل ما نحتاج أن يكون لنا هو دعم في البيئة المحيطة بنا، ليس الدعم المالي على الرغم من أهميته من الناحية النفسية للكاتب وغيرها من النواحي، ولكن هناك دعما معنويا نحتاجه وهو لا يقل أهمية عن الدعم المادي، بحيث يشعر الكاتب أن قلمه مقدر ومحل اهتمام.
وأيضا يحتاج الكاتب إلى الاستماع إليه، وخصوصا فئة الكتاب الشباب، والتعرف على وجهات نظرهم وكيفية الأخذ بأقلامهم إلى العالمية، لأن الاستماع لهم من قبل جهات مختصة أو رؤساء صحف أو كتاب لهم خبرات وأقدمية وممن لهم دائرة متسعة من الأقلام، حتى يكونوا في مقدورهم تعريف القارئ والجمهور بهؤلاء الكتاب الذين يدخلون هذا المجال بالكثير من الأحلام والأمنيات والنشاط، وأيضاً حتى يكونوا قادرين على صقل أقلامهم بشكل صحيح ليكون هذا القلم أداة بناء لا هدم، وأداة قوة لا ضعف وأن يكون شعلة نور في سبيل تحقيق الغايات الأسمى.
إن الكاتب اليوم هو مشروع من مشاريع التنمية للمجتمعات، فقلمه وسيط بين المسؤول والمجتمع، وهو الشارح لقضايا المجتمع وكل ما يهم الناس وكل ما يشغلهم، وأيضا هو عصب الأمم وتحديد مسارها والجهة التي يرى منها العامة ما يطرح على الساحة وما هو ثابت وما هو متغير في أمور الحياة.
لذلك فإن الكتاب بحاجة إلى اهتمام ودعم واحتواء، حتى تتحقق أحلامهم وطموحاتهم محليا وعالميا.