عيسى بن سعيد الصلتي
إن بلدنا العزيز مر بمراحل ومنعطفات سياسية واقتصادية واجتماعية في القرن الماضي والحالي، ونحمد الله أن قيض لهذا البلد رجالاً يسيرون به نحو الأمن والاستقرار وكان لهما الأثر في تخطي تلك المنعطفات.
ولاريب أن الدرب طويل والطريق مستمر، وتلك المنعطفات تتكرر وستتكرر مهما قدمت الدولة الحلول والمعالجات، فهذه سنة الله في الكون أولاً، وثانياً فعمان ليست بمعزل عن العالم وما يحدث فيه من تقلبات وتغيرات وصراعات مختلفة في شتى المجالات.
وإن لكل مرحلة من مراحل نهضتنا الحديثة معطياتها ومتغيراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتعاطي مع هذه المعطيات والتغيرات ينبغي أن تكون وفق أدوات تتناسب معها لتتحقق بذلك الغايات والأهداف والآمال والتطلعات.
وكلنا يعلم أن قائد هذا البلد تولى مقاليد الحكم في ظروف أستطيع القول إنها كظروف حرب عالمية، بسبب ما اجتاح العالم من فيروس ساهم في تعثر وشلل كثير من القطاعات الاقتصادية في مختلف دول العالم.
وعُمان اليوم من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية مختلفة تماما عما كانت عليها قبل عقود وحقب من الزمن، فتلك الحقب المنصرمة تكاد تكون تلك القطاعات معدمة وغير موجودة بصورتها التنظيمية، أما اليوم فهي مجالات موجودة تواجه التحديات وتتجاذب التغيرات وتواكب التطورات التي تفرض عليها فرضا، كون أننا أجزاء من هذا العالم.
لذا فإن جلالة السلطان هيثم- حفظه الله ورعاه – كان يدرك منعطف هذه المرحلة، وهذا ما أكده جلالته في خطابه “وإننا لندرك جميعا التحديات التي تمليها الظروف الدولية الراهنة، وتأثيراتها على المنطقة وعلينا، كوننا جزءا حيا من هذا العالم، نتفاعل معه، فنؤثر فيه ونتأثر به”.
فما كان من جلالته- حفظه الله- إلا الجهد المتواصل في تصحيح مسارنا الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وتعزيز مسارنا السياسي الثابت والواضح لمواجهة تلك الظروف التي أشار إليها جلالته أبقاه الله.
فلقد عمد جلالته- حفظه الله- إلى تنظيم الجهاز الإداري للدولة، ووضع سياسات اقتصادية ومالية تضمن تحقيق رؤية عمان ٢٠٤٠ في مختلف مراحلها التنموية، وتضمن تحقيق الاستقرار الاقتصادي والرخاء الاجتماعي.
وما توجيهات جلالته- حفظه الله- الأخيرة التي تلقينها جميعا بالسرور والأمل والتطلع نحو آفاق أرحب وأشمل في بناء مسيرتنا الظافرة وتجدد نهضتها، إلا خير دليل على ذلك الإدراك السامي والرؤية الثاقبة والمتابعة القريبة والجهد المخلص من جلالته- حفظه الله- لبناء مرحلة جديدة من نهضة عمان الغالية ووضعها في مصاف الدول والأمم المتقدمة، بل ووضع عُمان في بوتقة مجدها التليد وحاضرها المشرق ومستقبلها المضيء.
فلنشمر ساعد الجد والعمل ونكون يدا بيد مع سلطاننا حفظه الله كل منا في موقعه للقيام بدوره على أكمل وجه، والقيام بالواجبات والمسؤوليات الوطنية على أتم صورة، ونرفع من هذا الوطن إلى ثريا المجد كما فعل قبل ذلك كل عماني غيور على هذا البلد.
وكل عام وعماننا وسلطاننا والشعب العماني في خير وسؤدد.