سالمة بنت هلال الراسبية
تقول الكاتبة عائشة عبيدات في مقال بصحيفة الشرق: “لابد من الاستنكار والرفض والوقوف في وجه الرياح العاتية التي تحمل سموم المجتمعات التي لا تمت لمجتمعاتنا ومعتقداتنا بصلة، وتهدف إلى زعزعة وانهيار فكر أبنائنا، وتلك ظاهرة صحية، ولنتذكر قوله تعالى: {وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون}”.
إن النصيحة تنطلق أساسا من حُب الناصح لمن حوله، وشفقته عليهم ورغبته في إيصال الخير إليهم ودفع الشر والمكروه عنهم، النصيحة لها فضائل عظيمة فمن فضائل النصيحة: أنها خلق أنبياء الله ورسُله في تعاملهم مع أممهم، فكان رسُل الله أنصح العباد للعباد، ولقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم النصيحة من حقوق المسلمين بعضهم على بعض، ففي الصحيحين البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجليـ رضي الله عنه ـ قال: بايعت رسول اللهـ صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم.
وفي قصة للعبرة، تناقلت الاخبار والأساطير ظهور غول بين أهل إحدى القر، يرعب المارين ويهددهم ويعرض حياتهم للخطر، واعتادوا على ترك بعض الطعام أمام منازلهم ليأكل منه الغول وينصرف عنهم، معتقدين أنهم بذلك سيتقون شره، لكن الغول زاد طمعه فكان يصدر ضجيجا وصراخا، ولم يستطع أهل القرية التحمل أكثر لأن الصوت بدأ في الارتفاع وزاد الخوف في نفوسهم.
وفي أحد الأيام، جاء فرد من القرية وقال لجيرانه: إلى متى ستظلون خائفين، لقد أصبحتم جياعا، فوافقه الرأي شخص آخر واقترح أن يضربوا الغول ضربة رجل واحد ليموت، وبدأ الناس بالحديث فيما بينهم فقويت لديهم العزيمة وأصروا على محاربة الغول الذي يخفيهم كل ليلة، واتفقوا على عدم التراجع عن العهد، وبالفعل أعدو العدة لاقتحام وكر الغول المخيف، فتوزعوا بين مداخل القرية وتسلقوا الجبال المحيطة بها بحثا عن الغول، وعندما اقتربوا من الوكر، صرخوا فيه وعندما ظهر لهم اكتشفوا أ، الغول مجرد مجموعة من الجراء المشردة، فرموهم بالحجارة وأخرجوهم من القرية، وهكذا استطاع الجميع أن يعيش في سلام وتعلموا أن الأساطير ستظل كغول مخيف إلى أن يدركوا الحقيقة من خلال شجاعتهم ونصحهم لبعضهم البعض.
وعلى ضوء ما سبق يجب ألا يتهاون المجتمع إذا لاحظ أي ظاهرة غير صحية بدأت بالظهور في مجتمعهم، وعليهم التعاون حتى لا تصبح الأمور البسيطة معوقات في طريق التنمية.