هدى الحوسنية
من سورة النساء، ومن سورة مريم، ومن آيات في الأم، وآيات عن الموْءودة إذا سُئلتْ، ومن الأحاديث النبوية الّتي رويت في النساء وللنساء ، ومن سير الصحابيات العطرة ، يعلم ويدرك كُلّ عاقل أن الشأن عظيم، والقدر كبير، وأن التكوين الخارق في شخصية كل امرأة ظاهر في قوة وجودها الزمني والمكاني في كل جوانب الحياة.
وأنّي أوشّح هذه المقالة بمقولة الحاضر الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه ونعمه : «نود أن نوجه كلمة إلى المرأة العمانية ندعوها من خلالها إلى الاستفادة من كافة الفرص التي منحت لها لإثبات جدارتها، وإظهار قدرتها في التغلب على ما يعترض طريقها من عقبات».
فكانت كلمته فعلًا ينفذ ، وواقعًا متدفقًا متواصلًا من التكريم والتشريف والتعزيز الذي يُتيح للمرأة العُمانية فرصًا للعطاء والارتقاء، وفرصًا للتنقّيب عن أعماق قوتها وقدرتها وطاقتها المُذهلة، ودورها الجوهريّ اللامع هُنا وهناك المُزهر في سكن المودة والرحمة، المتنفّس في مهد طفلٍ، الساطع في شتى أعمالها ومواهبها وآمالها، فظلّ النور يغمرها من السبعين مُمتدًا لهذه الحين من الدهر بقيادة من يكمل المسيرة جلالة السلطان هيثم وحرمه المصون السيدة الجليلة: عـهـد.
فتمضي المرأة العُمانية بأسلوبٍ مُفعمٍ بالعرفان تحيّتها السلام والوئام في كل موضعٍ تطأه قدمها، بدءًا بنفسها، وبأهل بيتها، وبأرضها عُمان، وبِجميع الأدوار الّتي تتشكل منها حياتها. إنها خارطة الأمل والعمل في كل سيرٍ تسيره، وآلة التصوير الّتي تخرج آيات من الجمال ، وصورًا من السعادة الّتي تخلقها في كل قلبٍ تنزل به، والتقاطات من الإنجازات الذاتية والوطنية والعالميّة الّتي لا تتعطّل عندها مهما شقّ عليها الطريق وتعاقبت صعابه، تبقى أصواتها الداخلية منسجمة ومتزامنة مع المضيّ قُدُمًا. ولا شك أن امتلاك القوة والشغف لدّى كل عُمانية نابع من إيمانٍ داخلي ومن دعمٍ وتأييد مجتمعي بهم وجدت القوّة والإرادة والمأوى لكل حلمٍ يملؤه الأمل والشغف بداخلها.
فطوبى لكُلّ عُمانية تبدأ بالفلاح من محراب مصلاها، وتستفتح الحياة بترانيم تضرعها لله، وتعلّم كيف تجمع بين متطلّبات الحياة المُستقرّة وحياة المهن والآمال، مؤمنة بقدراتها الكبيرة وأحلامها الّتي تبقيها بهجية برّاقة، وطوبى ثم طوبى لمجدها السائر سيرًا عظيمًا لخدمة الوطن والأمة الإسلامية.