خاص- شؤون عمانية
يرى البعض أن العالم ينفض غبار المعركة مع فيروس كورونا “كوفيد-19″، لكن ما زال يعتقد آخرون أننا لم نتخلص من الآثار النفسية للجائحة على الرغم من عودة الحياة إلى طبيعتها.
ويتحدث مروان الوهيبي، مسرحي ومصور فوتوغرافي، أنه بعد رحيل فيروس كورونا صار المجتمع يعود تدريجيًا للحياة الطبيعية مثل السابق، وأن الأمور بدأت تعود إلى طبيعتها، ولكن الشكوك بسبب الحالة النفسية لا تزال قائمة.
ويتساءل:” ماذا لو عادت الأيام السابقة مجددا وعاد الفيروس من جديد، أو ما هو القادم من أمراض تفتك بالعالم وتفقدنا أغلى الأحباب، ما زال أثر باقٍ لدينا حيث أن البعض لا يزال يضع الكمامات إلى الآن ويبتعد عن أي شخص مريض، خاصةً إذا كانت أعراض مرضه قريبة من أعراض كورونا، وأظن أنها حالة نفسيه لا شعورية من الخوف بالإصابة مجددا وعيش المعاناة نفسها”.
ويرى الصحفي والكاتب خالد السيابي، أن الحياة عادت إلى طبيعتها وأن شريحة كبيرة من المجتمع تخلص من النتائج النفسية لجائحة كورونا، لكن يوجد العديد ممن يعانون من الهواجس التي سببتها الجائحة لأسباب عديدة منها: فقد قريب أو حبيب أو مر بتجربة الإصابة، لكن في المقابل ثقافة التعامل مع هذا الأمر لها دور كبير في طبيعة التخلص من هذا الأمر الذي قد يكون غريبًا بعض الشيء”، مضيفا: “صدقًا نقول إن التجربة مؤلمة جدا فقد أثرت على الحياة برمتها الاقتصادية والاجتماعية والتفاعل اليومي بين أفراد المجتمع خاصة في ظل ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس الذي نتج عنه وفيات كثيرة، وتبقى في الذاكرة بعض المشاهد الأليمة ولكن نقولها صراحة إننا تجاوزنا الأزمة وعلينا التعلم منها”.
ويبين أن بعض الأخبار المتداولة عن كل ما يتعلق بالجائحة في الوقت الحالي تسلك مسار الإشاعة التي تخرج من حسابات التواصل الاجتماعي بكافة أنواعها وأشكالها لكسب متابعين، وبسبب استمتاع البعض بنشر أخبار تحرك وجدان الآخرين حتى يستمروا في حالة الشك والخوف والقلق، مؤكدا: “زمن كورونا انتهى ونحن نعيش أيامًا رائعة جدا ومختلفة عن تلك السنوات الماضية التي مرت ثقيلة جدًا على أنفسنا”.
ويقول سالم الصلتي، فني ومتخصص في المغامرات، إن المجتمع تجاوز أزمة كورونا وأصبح متعايشا مع الواقع، على الرغم أنه من الممكن أن يصاب أي شخص في حال عدم التقيد بسبل الوقاية، وإمكانية حدوث وفيات بسبب الفيروس إذا توفرت له البيئة المناسبة في جسم الإنسان.
ويشير إلى أنه يمكن تلافي الإصابة من خلال ممارسة العادات الصحية وعدم الاختلاط سواء في الحياة اليومية أو في التجمعات الأسرية وغيرها، مضيفا: “أعتقد ان الحياة عادت إلى طبيعتها نظرا للوعي الصحي لدى مجتمعنا فمثلا نجد أن كل شيء أصبح سلسا في التعاملات اليومية وكل الأمور وفق طبيعتها إلى ما قبل الجائحة، فالحالة النفسية بدأت تستقر خاصة في ظل الظروف الحالية مع فتح جميع الأنشطة اليومية، ونذكر على سبيل المثال السياحة الداخلية في البلد، عادت بنسبة 100%، وهذا ما يعزز عودة الأنشطة والحياة التجارية وهناك مسارات بدأت تنهض من جديد في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في ظل وعي المواطنين والمقيمين في التعامل مع التطورات الحادثة، كل ذلك جاء بفضل ما تقوم به المؤسسات الإعلامية والصحية من دور في التوعية والتعامل الإيجابي مع الواقع الذي مرت به السلطنة في الفترات الماضية”.
ويضيف الصلتي، أن العالم مر بفترة استثنائية وعلى الجميع أن يكون أكثر وعيا واستعدادا من النواحي النفسية والاجتماعية ليتمكن من التعامل مع الجوائح وما يترتب عليها من نتائج قد تكون مؤلمة وقاسية، موضحا: “في سلطنة عمان وبفضل الله ومن ثم الحكومة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، استطعنا الخروج بأقل الخسائر ولدينا الوعي الكافي مستقبلًا للتعامل مع مثل هذه الظروف والأحداث التي قد تكون صعبة وغير مألوفة”.