مسقط- شؤون عمانية
عقد أصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، اجتماعهم الدوري السادس عشر اليوم الأربعاء في سلطنة عُمان، برئاسة سعادة الشيخ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى بسلطنة عُمان، بمشاركة أصحاب المعالي والسعادة رؤساء المجالس التشريعية الخليجية .
كما شارك في الاجتماع نيابة عن معالي الدكتور/ نايف فلاح مبارك الحجرف – الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية سعادة المستشار/ سلطان بن ناصر السويدي – الأمين المساعد للشؤون التشريعية والقانونية، وقد حضر الجلسة الافتتاحية معالي السيد عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي.
بدأت أعمال الاجتماع بكلمة لسعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى ورئيس الاجتماع أشار فيها بأنه مـن دواعـي البهجـة والسـرور أن نلتقـي معـاً، استكمالا لمسيرة التعاون الخليجي المشترك، بما تم بناؤه وتعضيدًا لما أنجز بمنظومة العمل التشريعي الخليجي. وأكد سعادته بأنه نتطلع إلى تحقيق المزيد من العمل المشترك لما فيه الخير والفلاح لبلداننا، سائلين الله سبحانه وتعالى وهو السميع المجيب أن يمنّ على أوطاننا من فيض جوده أمنًا واستقرارًا ورخاءً وازدهارًا، بمختلف الميادين والأصعدة.
وأضاف المعولي قائلا: نـُثمن ونشيد بالتعاون البنّاء الذي أُنجز وانعكست آثاره على زيادة الترابط والتعاون والتلاحم بين أبناءنا، والموائمة لما يشهده العالم من حولنا لمتغيرات متسارعة وتحولات سياسية واقتصادية وصحية، الأمر الذي يدعونا إلى إعادة صياغة الكثير من الأهداف والخُطط تماشيًا مع هذه المتغيرات ووصولا إلى مرحلة التكيّف والاستيعاب بما يحقق المصالح العليا والأهداف النبيلة، كما أشار بأنه نلفت الأنظار إلى أهمية التنويع الاقتصادي والسعي إلى تحقيق التنمية المستدامة للأمن المائي والغذائي، والموازنة بين متطلبات التنمية وحمايةً البيئة واستدامة مواردها الطبيعية.
كما ألقى معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم ال الشيخ رئيس مجلس الشورى السعودي رئيس الاجتماع الدوري 15 كلمة قال فيها :” لقد تأسس اجتماعنا هذا على مبادئ جليلة وعظيمة، ترتكز على التعاون الدائم والبنَّاء، في سبيل دعم العمل الخليجي البرلماني المشترك، وتوحيد المواقف والرؤى، وتعزيز التنسيق والتشاور والمتابعة، على المستويين الإقليمي والدولي، والمشاركة في مسيرة البناء والعطاء والتعاون الدائم التي يقوم بها أصحاب الجلالة والسمو ملوك وأمراء دولنا الخليجية ــ حفظهم الله وسدد خطاهم ــ من أجل تعزيز الأمن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاهية لمواطني دول مجلسنا، واستشعارهم الدائم بأهمية هذا الكيان وضرورة المحافظة عليه، كذلك ألقى سعادة المستشار سلطان بن ناصر السويدي الأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والقانونية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية كلمة أكد فيها بأن اجتماع اليوم يأتي تكملة لمسيرة حافلة من الاجتماعات واللقاءات الدورية للمجالس التشريعية الخليجية والتي كانت نتيجة مباركة أصحاب الجلالة والسمو في دورة المجلس الأعلى السابعة والعشرين في شهر ديسمبر من عام ٢٠٠٦، ومنذ ذلك اللحين ، قد أثمر التجمع البرلماني بإنجازات ساهمت في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك وتوحيد المواقف والرؤى في المحافل الإقليمية والدولية.
وتضمن الاجتماع كلمة معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل، رئيسة مجلس النواب بمملكة البحرين أشارت فيها بأن لقاء اليوم يحملُ دلالة واضحة، وينم عن الإرادة الصادقة في مواصلة العمل لإنفاذ العزم المشترك، والانفتاح على خطى يفرضها الواقع الراهن، لدعم المشاريع الخليجية الموحدة، والتي تؤمِّن الوصول إلى تقدم خليجي مطرد في المجالات السياسية والاقتصادية، ورفع مستوى الشراكة تجاه القضايا الرئيسية، المتصلة بالأمن والاستقرار، والتنمية المستدامة، ومناهضة الإرهاب والتطرف والتعصب، وإشاعة التسامح والسلام، وتسخير الجهود والإمكانيات من أجل تلبية تطلعات الشعوب الخليجية، وصناعة مستقبل أفضل لها.
وأضافت معاليها: لعلنا نتفقُ جميعاً، على أهمية مواءمة الآليات التي نعمل بها، بالمستجدات والمتغيرات والتحديات المتصلة بكل مرحلة زمنية وظروفها، وذلك يتطلب معه التفكير في إيجاد صيغةِ عملٍ أكثر فاعلية للدور البرلماني الخليجي المشترك، تنظيما وعملاً، سواء على مستوى منظومة مجلس التعاون، أو العمل بروح الفريق الواحد في بناء علاقات قوية ومؤثرة مع البرلمانات والاتحادات البرلمانية الدولية، خاصة فيما نلمسهُ من أثر بالغ لدور الدبلوماسية البرلمانية في وقتنا الحالي.
ومن خلال استعراض أصحاب المعالي والسعادة لجدول أعمال اجتماعهم اتخذوا عددًا من القرارات بشأن المواضيع المدرجة، ومن أهمها:
- اطلع أصحاب المعالي والسعادة على ما تم من إجراءات وخطوات بشأن تعزيز العلاقات مع البرلمانات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية، ووجهوا بالتالي:
أ. تكليف مجلس (دولة الرئاسة) بالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لضمان استمرار الزيارات المتبادلة مع البرلمان الأوروبي.
ب. تكليف مجلس (دولة الرئاسة) بالتنسيق لعقد اجتماع بين مجالس الدول الأعضاء والبرلمان الأوروبي إما عبر الاتصال المرئي أو على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي (IPU).
ج. استمرار الاتصالات لعقد لقاءات بين المجالس الخليجية ومجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي (IPU)، على أن تقوم الدولة التي تتولى رئاسة الاجتماع الدوري بالتنسيق لعقد هذه اللقاءات.
- اختيار موضوع (دور المجالس التشريعية الخليجية في توطيد الاستثمار البيني ودعم الاقتصاد الوطني) ليكون الموضوع الخليجي المشترك لعام 2023م، الذي سيتم مناقشته في إطار أعمال المجالس، ويقوم مجلس الشورى بسلطنة عُمان بتنفيذ الأنشطة والفعاليات المتعلقة بهذا الموضوع، بالتنسيق مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
- اطلع أصحاب المعالي والسعادة على نتائج ندوة السياسات المشتركة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر في مواجهة تداعيات التغير المناخي، ووجهوا برفع نتائجها إلى أعمال الدورة القادمة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون.
وفي ختام اجتماعهم رفع أصحاب المعالي والسعادة رؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون برقية شكر وتقدير لحضرة صاحب الجلالة السلطان/ هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – سلطان عمان، على دعمه ورعايته الكريمة، وجهود سلطنة عُمان في تطوير أسس العمل الخليجي المشترك، والسعي إلى تعزيز آفاق التعاون والتنسيق المشترك بين دول المجلس.
كما رفع أصحاب المعالي والسعادة برقيتي تهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك/سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء – حفظهما الله ورعاهما – بمناسبة اليوم الوطني الثاني والتسعون للمملكة العربية السعودية.
ورحب أصحاب المعالي والسعادة بدعوة سعادة السيد/ حسن بن عبد الله الغانم رئيس مجلس الشورى بدولة قطر، لعقد اجتماعهم الدوري السابع عشر خلال العام القادم (2023م).
وأعرب أصحاب المعالي والسعادة عن شكرهم وامتنانهم لسعادة الشيخ/ خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى بسلطنة عُمان، وجميع العاملين في مجلس الشورى، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال اللذين قوبل بهما رؤساء وأعضاء الوفود المشاركة في الاجتماع، وعلى جهودهم في حسن الإعداد والتنظيم للاجتماع.