مسقط. شؤون عمانية: حصلت الباحثة نورة بنت سعيد الهاشمي على درجة الماجستير في علم الإجتماع في أول أطروحة بحثية بالسلطنة تتناول الجانب المجتمعي والعوامل الإحتماعية في موضوع (زواج الأقارب ودوره في الإصابة بأمراض الدم الوراثية) بالسلطنة، والتي تعتبر من أكثر الامراض الوراثية شيوعا بين أفراد المجتمع العماني كدراسة ميدانية مطبقه على عينة الخريجين من طلبة جامعة السلطان قابوس.
الأطروحة كانت تحت الإشراف الأكاديمي للدكتورة عايدة النبلاوي من كلية الآداب والعلوم الإجتماعية بجامعة السلطان قابوس كمشرف أول، والدكتور مسلم بن سعيد العريمي رئيس الإستشارات الوراثية والتعليم الوراثي بالمركز الوطني للصحة الوراثية بالمستشفى السلطاني كمشرف ثان.
الأطروحة البحثية شملت عدة محاور مهمة من الناحية العلمية والعملية، منها: تصور الشباب تحاة زواج الاقارب كمفهوم وممارسة مجتمعية بالسلطنة، و مدى معرفة الشباب بأمراض الدم الوراثية، ومدى إلمامهم و موقفهم تجاه البرامج الصحية والخدمات الطبية المقدمة في مجال أمراض الدم الوراثية بجانبيها الوقائي والعلاجي بالسلطنة.
كشفت الدراسة عن نتائج مهمة ومفيدة سوف تنعكس إيجابيا على التخطيط المستقبلي في مجال نشر الوعي والتثقيف المجتمعي في الحد من تنامي معدلات الإصابة بأمراض الدم الوراثية بين أفراد المجتمع العماني وسوف تشكل قاعدة بيانات مهمة لمختلف البحوث والدراسات المستقبلية الموسعة في ذات المجال.
وفي لقاء خاص مع ” شؤون عمانية” أكدّ الدكتور مسلم بن سعيد العريمي رئيس الإستشارات الوراثية والتعليم الوراثي بالمركز الوطني للصحة الوراثية بالمستشفى السلطاني بأن الأطروحة تُعد الأول من نوعها في البحث المنهجي حول الوعي المجتمعي والعوامل الإجتماعية في مجال زواج الأقارب وعلاقتة بارتفاع الاصابة بالامراض الوراثية بشكل عام وأمراض الدم الوراثية بشكل خاص. حيث تطرقت الى البحث المستفيض في جانب المتلقى لخدمات الصحة الوراثية بمحاور عديدة ومهمه لم يتم التطرق لها من قبل، وأسهمت نتائج الأطروحة في بيان أسباب وعوامل عدم التعامل الناجح مع هذة المفاهيم المجتمعية بالشكل الذي يؤدي الى تحجيم وتقليل دورها في تنامي معدلات الاصابة بامراض الدم الوراثية بالسلطنة، حيث مازالت أمراض الدم الوراثية تشكل الجزء الاكبر إحصائيا بين الامراض الوراثية المقيدة بالرغم من بدء تفعيل الفحص المبكر منذ سنوات عديدة.
وأضاف العريمي بأن نتائج هذة الدراسة البحثية ستسهم في توسيع مجال التوعية والتثقيف والتواصل المجتمعي بهدف الوقاية الناجحه والفاعلة في التقليل من معدلات الإصابة بأمراض الدم الوراثية بين أفراد المجتمع العماني، وكذلك في تشجيع فئة الشباب على القيام بالفحص المبكر لامراض الدم الوراثية والذي يعد العامل الوحيد والناجع في تقليل معدلات الإصابه بهذة الامراض بين أفراد المجتمع العماني.