مريم الشكيلية
“الحمد لله على النعم التي اعتدنا عليها ونسينا شكركها”
إن نعم الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى، منها ما هو محسوس ومنها غير ذلك، ونحن في سلطنة عُمان أكرمنا الله تعالى بنعم كثيرة وعديدة ولله الحمد والمنة.
وتعد مدينة صلالة بطبيعتها الخلابة وجوها المعتدل وخيراتها من الثمار وغيرها واحدة من هذه النعم العديدة التي اختصنا الله تعالى بها ولله الحمد، فلك عزيزي القارئ أن تتمعن في هذه النعمة العظيمة وكيف أن أرضا تتوشح الجمال والثوب الأخضر، مع الرذاذ المنعش لثلاثة أشهر متواصلة في بقعة أرض تعرف بارتفاع درجات الجرارة في هذا الوقت من الصيف، ما يجعلها وجهة لآلاف التي تأتي أفواجا إلى صلالة من الداخل العماني والخارج.
إن نعم الله علينا تأتي أحيانا على هيئة مكان يختص به الله تعالى بعض عباده، والكل يعلم أن ما تشهده محافظة ظفار وصلالة تحديدا من اخضرار الأرض وخروج الماء من العيون والينابيع وأنهار، بالإضافة للبساتين والجو العليل، ليس من صنع البشر وإنما صنع الخالق سبحانه وتعالى، ونحن أبناء هذا البلد الطيب يجب علينا أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة العظيمة التي حبانا بها المولى عز وجل، والشكر يجب أن يطبقه الوجدان عن طريق المحافظة على هذه النعمة من الزوال بالشكر الدائم وبصونها من الإهمال والسعي إلى تطويرها.
وتقوم حكومتنا بدورها في هذا الجانب على أكمل وجه، لأن صلالة ليست فقط مقصدا للسائحين للاستمتاع بالطبيعة الجميلة فحسب، وإنما تعد موردا اقتصاديا مهما يعود على الوطن وأبنائه بالخير، لذلك تسعى الحكومة إلى استقطاع أعداد أكبر في كل عام.
يجب علينا المحافظة على العادات والهوية العمانية وإبرازها والتمسك بها ورفض أي عادات دخيلة غير لائقة، لأن التربة الطيبة لا تنبت إلا طيبا، وهنا يأتي دور الرقابة الذاتية أولا لكل مواطن يجب أن يكون حريصا على وطنه وبيئته، ثم يأتي دور المسؤولين في سن القوانين والأنظمة التي تحفظ هوية وطبيعة هذا الأرض.
ومن الملاحظ أن موسم الخريف هذا العام جاء فيه عوض الله علينا بعد جائحة كورونا من حيث خصوبة الأرض والطبيعة وغيرها، وهذا عمل على زيادة عدد الزوار إليها من الخارج والداخل مما ساهم في زيارة مشاهير السوشيال ميديا وغيرهم إليها، وعلى الرغم من وجود تصرفات فردية لا تمثل إلا أصحابها إلا أنه يجب أن يكون الترويج لهذه المدينة الجميلة بشكل صحيح بما يليق بطبيعة وهوية سلطنة عُمان وشعبها الراقي، ومن هنا إنني أدعو وأتمنى أن يكون كل عماني هو المروج والسفير ليعرف العالم بوطنه.
بهذه الممارسات الصحيحة نكون قد أدينا شكر المولى عز وجل على هذه النعمة حتى يديمها علينا أعواما عديدة ومديدة حتى قيام الساعة، فنحن نرى في وقتنا الراهن كيف تتبدل الدنيا وتتقلب وتتغير، ونحن كبشر لنا تفسيرنا المحدود لها ولكن علمها عند ربي ولا يظلم ربك أحدا.