عبدالله الشافعي- شؤون عمانية
لا تكتفي أروى الحارثية بالتشبث بالأمل، لكنها تسعى إلى تحقيق أحلامها وترك بصمتها الأدبية في عالم الكتابة، ذلك المجال الذي تمتلك فيه قدرات خاصة واستثنائية على الرغم من كونها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
حالة من الفرح والشعور بالانتصار في مرحلة أولية وتجربة وليدة، تليها مراحل أخرى من تحقيق المزيد من النجاحات، هكذا تصف “الحارثية” ما تشعر به بعد إصدار أول كتاب لها بعنوان “امتلك كتابا تمتلك عالما”.
تقول أروى: “لطالما كان الكتاب والورق وتلك الرائحة العتيقة تبعث في نفسي ذلك الأمد الفسيح والشاسع من النور والأمل والوجود، ولقد استلهمت الفكرة مع كل كتاب أبحر في أمده، ومع كل دفة كتاب أُسدله، يجتاحني عالم من المشاعر الجياشة وقد أثرتُ أن أخلدها في جوقة من الأحرف والكلمات لأستعيدها ولأستقي منها متى ما تاقت نفسي إليها، ولتكن لي كنهر جارٍ فياض على القلب والروح”.
لم يكن اختيار عنوان الكتاب صفة، فلقد قررت “الحارثية” أن يكون الإصدار الأول لها بهذا العنوان انطلاقا من مبدأ أن أي كتاب بما يحتويه يعد عالما من العطاء والمعرفة، موضحة: “ما كنت أشعر به مع كل كتاب حملته وحملني في رحابه، إنه عالم رحب وسقف لا حد له”.
ويحتوي الكتاب على قراءات وآراء حول عدد من الكتب في عدة مجالات منها الفلسفة والتاريخ والعلوم وغيرها. وتؤكد أروى: “يضم الكتاب خلاصة عشق لكل كلمة قرأتها ولكل نور ولكل حياة مدني به كل كتاب حملته، واختزال لكل ذلك العطاء السخي ولكل ما كان يدور بيني وبين نفسي خلف تلك الأحرف والكلمات كصديق حميم يسري لصديقه بوعود الوفاء والإخلاص على الود الكبير والعميق”.
بحسب “الحارثية”، فلن يكون هذا الإصدار هو الأول والأخير، بل سيتبعه إصدارات أخرى، وتضيف: “كلما دامت هذه المشاعر بالاستفاضة، سأبقى أختزلها تحت مظلة الحرف والكلمة والتي أبلغ ما يمكن أن يؤول عن المشاعر، وأرى أن الصدق وعمق الحب الذي يكنه الكاتب لكل كلمة ولكل رسالة يسعى إلى بثها هي الفيصل والفارق بين ما يكتبه وما يكتبه الآخرون”.