مسقط- شؤون عمانية
تبدأ في الثامن والعشرين من أغسطس الحالي ولمدة يومين بمدينة صلالة أعمال المنتدى العربي الثاني للمرأة العـامـلـة تحـت عنوان “مسـتـقـبـل رائـدات الاعمال في ظـل الاقتصادات الرقمية ” الذي تنظمه وزارة العمل بالتعاون مع منظمة العمل العربية، وذلك تحت رعاية صاحب السمو السيد مروان بن تركي بن محمود آل سعيد محافظ محافظة ظفار وبحضور معالي/ الأستاذ الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل ومعالي الدكتورة ليلى بنت أحمد بن عوض النجار وزيرة التنمية الاجتماعية وأصحاب السعادة والنخب المشاركة من مختلف الاقطار العربية.
يأتي إقامة هذا المنتدى العربي انطلاقاً من الإستراتيجية العربية للنهوض بعمل المرأة في إطار أهـداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠ التي أقرها مؤتمر العمل العربي في دورته السادسة والأربعين (القاهرة ، إبريل ٢٠١٩ ) في محورها الاقتصـادي الذي أكد على ضـرورة تيسير حصـول المرأة على الموارد الاقتصادية والتحكم فيها لتعزيز قدرتها وتطوير الأطر الوطنية لتنمية رائدات الأعمال وتسـويق الفكر الابتكاري مع تبني قوانين استثمار مستجيبة للنوع الاجتماعي، وتنفيذاً لتوصيات لجنة شـؤون عمل المرأة العربية في دورتها التاسعة عشـر (يناير ٢٠٢١) بشـأن اعتماد موضـوع رائدت الأعمال في ظل الاقتصـادات الرقمية محورا رئيســيا لأنشطة اللجنة للفترة القادمة، وتأسيساً على نتائج المنتدى الأول للمرأة العاملة والذي رصد من ضمن جملة تحديات تحقيق التمكين الاقتصــادي للمرأة ” غياب أداة قـانونيـة نـاظـمـة لـعـمـل رائـدات الاعمال”.
وتمثل ريادة الأعمال للمرأة فرصـة خـاصـة في ظل المعطيات لتحقيق التمكين الاقتصادي، لما لها من قدرة على استحداث كيانات اقتصادية أكثر مرونة، كذلك يمنح العمل في ظل الاقتصــادات الرقمية افضـل توافق ممكن مع الأبعاد الثقافية للمجتمعات العربية ما يشكل نافذة للانفتاح على أسـواق العمل وتحقيق أنماط مختلفة من الاندماج الاقتصـادي، حيث أن مقومات نجاح ريادة الاعمال بصفة عامة وللمرأة بصفة خاصـة تجمع بين بناء قدرات وتشكيل مهارات رائدات الأعمال من جهة، وتطوير وتحديث البنية التشريعي والاقتصادية لمنظومة ريادة الأعمال من جهة أخرى. ويأتي عقد هذا المنتدى الهام من اجل اسـتـشـراف مستقبل رائدات الأعمال وتحقيق الآمال في قطاع الاقتصادات الرقمية.
وسيبحث المنتدى خلال إقامته عبر محورين(الأطر المؤسسية والتشريعية لريادة الأعمال النسائية/بناء قدرات رائدات الأعمال: التعليم والتدريب الرقمي)؛ يشارك فيها مجموعة من المسؤولين والاختصاصيين وصنّاع القرار من خلال أوراق عمل تتعمق في طرحها حول:
• العمل على تعزيز إسهامات القطاع الخاص في جذب وزيادة عدد رائدات الأعمال؛ المشتغلات بالأعمال الرقمية.
ووضـع قـاعدة علمية و تدريبية لدفع المرأة للقيام بدور أكبر ضـمن قوى العمل الرقمية، وتزويدها بالأدوات و المهارات التي تحتاج إليها.
الحد من العوائق التي تحول دون مشاركة المرأة في قوة العمل عن طريق وضـع ترتیبات أكثر مرونة للعمل عن بعد، وخلق فرص جديدة عبر الانترنت، وتطوير
بيئة التجارة الإلكترونية.
تخصيص برامج مرنة تستهدف رائدات الأعمال المستخدمات للبيئة الرقمية والأدوات التكنولوجية.
وقال سعيد بن مسلم بن أحمد المعشني المدير العام بالمديرية العامة للعمل بمحافظة ظفار رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى بأن إقامة هذا المنتدى يأتي في ظل تنامي حراك التنمية، وما وصلت إليه المرأة العاملة من مكانة مرموقة في مجال الاقتصادات الرقمية، وذلك من خلال ما تقدمه الحكومة من دعم في قطاعي التعليم والتدريب الرقمي.
وأضاف المعشني في معرض حديثه بأن العالم يتجه اليوم إلى زمن جديد، حراك آخر، له إيماناته وضماناته، ورؤاه، وأفكاره المختلفة/ المتجددة تقارع المتغيرات لتسريع إيقاع الحياة وتذّويب التطورات الهائلة التي تولّدها التكنولوجيا بصفتها اليومية، وعلى هذا الأساس يتسارع العالم وفق هذه المعطيات للوصول إلى مجتمع متقدم يواكب هذا التجدد والمتغيّر والمتموّج في عالم التكنولوجيا الذي أصبح شاغل الناس في جميع فروعه المعرفية الخلاّقة.
وأشار المعشني بأن العالم يعمق رؤيته لتكوين بنيته الأساسية في بناء المجتمعات التقدمية، كونه المفصل الحقيقي لأي تقدم يضاف إلى البشرية، ولن يتحقق هذا بالطبع إلا بتعزيز الكفاءات والبناء الصحيح، الأمر الذي يتطلب مضاعفة الجهود المشتركة في هذه الجوانب التوّاقة إلى التقدم واستشراف المستقبل الجديد الذي يتكىء على الرفاهية والإبداع.
وأكد المعشني بأن المرأة هي النصف المكمل لهذا التقدم، لذا كان لابد من سلامة التخطيط لإقامة رؤية ترسم ملامح العمل الذي يبلور الأمل إلى حقيقة تخرج من حيّز التفكيّر إلى التنفيذ بما يرتسم في الأفق الكبير، وعلى ضوء ذلك وجدت الأرضية للخطط والبرامج الفعلية والمعمول بها في كافة المؤسسات، وهي خطوات في مسارها الصحيح لتحقيق الغاية والهدف في التنمية المستدامة، رؤية تجمع كل الأطياف والإتجاهات خاصة بعد أن قطعت المرأة اشواطاً من التقدم وفي جميع المجالات وصعدت إلى قيادات عليا تؤهلها اليوم إلى أن تكون صانعة ومبتكرة تضع بصماتها للمستقبل الجديد.
ونوّه المعشني بأن للمرأة الدور الكبير في البحث والابتكار وتعزيز قدراتها لتكوين خاصيتها التي تسيّر شتى مجالات جوانب الحياة اليومية، بدءاً من الرفاهية ووصولاً إلى الصحة والتعليم، وكل المنظومات الحياتية التي تصنع حياة أفضل للإنسان.
ويتحتم على ذلك زيادة الوعي بهذا المجال التكنولوجي الذي سيكون له بلاشك التغيّير الجذري في المفاهيم التقدمية للإنسان بغية الوصول إلى كوكب ريادي يعي معنى فلسفة الحياة الجديدة القائمة على الرؤية الواضحة والشفافة لكسر النمط السائد في أشكاله التقليدية التي لاتصلح لهذا الزمن.
وقال المعشني إن ريادة الأعمال قد وصلت اليوم إلى الهدف المنشود وذلك من خلال الخطط والبرامج المعمول بها في كافة المؤسسات، وهي خطوات في المسار الصحيح وفق ما رسم من خطط لها لتحقيق ماتصبو إليه الحكومة في جميع قطاعاتها ومؤسساتها.
ومن هذا المنطلق، يأتي إقامة هذا المنتدى العربي الثاني للمرأة العاملة الموسوم” مستقبل رائدات الأعمال في ظل الاقتصادات الرقمية” ليعكس ملامح التجارب النوعية والفارقة، لما شهده هذا القطاع الكبير من تنام واضح، ويضىء الجوانب الخلاّقة التي وصلت إليها المرأة العاملة من خلال أوراق بحثية اجتهدت لتضع هذه المكانة في مساراتها، وتتعمق في جميع المفاصل.
وعلى الرغم من الصعوبات والتحديات التي تواجه المؤسسات بشقيها الحكومي والخاص، إلا أن النظرة التأملية تضع المرأة العاملة الآن في مستوى عالِ ، وفي محل قيادة وذلك بتظافر الجهود والتنسيق المستمر.
ولا شك بأن مجال التكنولوجيا يلعب دورًا مهمًا في النشاط الاقتصادي عند المرأة، ويجذب المواهب ويطور الأدوات لتتمكن المرأة العاملة لاحقاً من فتح مشاريعها الخاصة وتدخل الأسواق لعرض منتجاتها لتكون كياناً مستقلاً يتمثل في المهارات والمعرفة.
ويسهم هذا المنتدى في ترجمة هذه الجوانب من الخبرات والمهارات ليعطي نتائجه ويحدد مسارات هذا القطاع الحيوي ويمكن رؤية الإختلاف في ما أنجز وما يجري في راهنه.