خاص- شؤون عمانية
ابتكرت الباحثة العمانية رزان الكلبانية طلاء من مكونات طبيعية وبقايا الأشجار، أهلها للمشاركة في مسابقات إقليمية ودولية والحصول على جوائز متعددة في مختلف المحافل، لترفع اسم السلطنة في هذه المحافل العالمية.
واعتمدت رزان التي تعمل مهندسة في شركة تنمية نفط عمان في تركيب الطلاء الجديد على مادة الليكوبين، وهي صبغة حمراء موجودة في الطماطم والبطيخ والفواكه والخضروات الحمراء بشكل عام، حيث قامت باستخلاص المادة وإجراء التجارب المخبرية لإثبات قدرة امتصاص المادة، وبعد ذلك خطلتها مع طلاء بخصائص فريدة وتقنيات فريدة لضمان عدم تأثر خصائص الليكوبين، وتمكنت من الوصول إلى قدرة امتصاص للأشعة السينية تصل إلى 97%.
وأشارت إلى أن هذا الطلاء تم تصنيعه لاستخدامه لإنشاء بيئة مانعة للتسرب الإشعاعي في غرف الأشعة السينية بالمستشفيات، بدلا من الرصاص المعدني على جدران هذه الغرف.
وتؤكد الكلبانية: هذا المشروع يتمثل في دراسة كونها الأولى من نوعها على مستوى العالم باستخدام مركب طبيعي لتدريع غرف الأشعة، حيث أن الطلاء قادر على امتصاص الأشعة بنسبة 97%، ومقاوم للماء والرطوبة بنسبة 100% ومقاوم للحرارة بنسبة 95%، ويمنع تشكل العفن والبكتيريا وغير قابل للاشتعال، كما أنه يمكن استخدام عفن الطماطم لاستخلاص الليكوبين، حيث أن الميزة الميكانيكية أقل تكلفة من الرصاص المستخدم حاليًا في غرف الأشعة.
وتوضح في حديثها لـ”شؤون عمانية” أن الإشعاع الكهرومغناطيسي يمكن أن يسبب التأين، مثل أشعة جاما والأشعة السينية، وهو يشكل خطورة على صحة الإنسان، حيث يمكن أن يتعرض الأشخاص لأشعة جاما والأشعة السينية من أنواع مختلفة من المصادر التي تُستخدم في الصناعات ومراكز التشخيص الطبي ومؤسسات البحوث النووية والمفاعلات النووية والبحوث المتعلقة بالنظائر المشعة ومرافق تطوير الأسلحة النووية، ومن أجل حماية الأفراد والأجهزة الإلكترونية الحساسة من هذا الإشعاع المؤين، فإن التدريع ضروري.
وتضيف “الكلبانية””: “يتم استخدام الرصاص المعدني (Pb) في أغلب الأحيان كمادة واقية من الإشعاع لعدد ذري مرتفع (Z) وكثافة عالية وتكلفة منخفضة، وسهولة في المعالجة، ويرجع ذلك أساسًا إلى أنه يوفر حماية فعالة ضد اختراق أشعة جاما، ومع ذلك فإن الرصاص Pb معروف بسميته وتلوث البيئة، وهناك اتجاهات عالمية لتقليل استخدام الرصاص في المنتجات بين التدريع بالرصاص، ولقد أصبح الآن من الأولويات محاولة العثور على المواد التي يمكن أن تحل محل الرصاص بشكل فعال كمواد واقية من الإشعاع، فالطلاء الجديد يمتص الأشعة السينية من مكون طبيعي وهي مادة الليكوبين”.
وظهرت فكرة المشروع في عام 2019، ويتم حتى الآن إجراء التجارب على المنتج لإثبات فعاليته وحساب العمر الافتراضي للمادة، كما حصلت “الكلبانية” على براءة اختراع بالمادة الطبيعية التي تمتص الأشعة السينية.
وشاركت رزان في العديد من المسابقات المحلية والدولية، وتقول: “بداية المسابقات الدولية كانت مسابقة مختبر الجدران المتساقطة نوفمبر 2020، وهي بالتعاون مع مؤسسة الجدران المتساقطة الألمانية غير الربحية، فقدت حصلت على المركز الأول في السلطنة وتأهلت للمنافسة عالميًا في العاصمة الألمانية برلين، للمشاركة في مؤتمر يضم أفضل 100 مشروع عالمي ويجمع الأكاديميين المجيدين والمبتكرين ورواد الأعمال في جميع المجالات، وحصلت على إعجاب الجميع بالفكرة وتم ترشيحي لخوض منافسة في أسبوع ألمانيا للابتكار لتكون ثاني محطة منافسة دولية”.
نافست صاحبة المشروع المئات من أصحاب الابتكارات في هذا الأسبوع، وتمكنت من التأهل ضمن أفضل 15 مشروعا رياديا حول العالم، وتم دعوتها لحضور المؤتمر الافتراضي حول الصحة الرقمية 2020 التابع للاتحاد الأوروبي، وفي أبريل من عام 2021 حصلت على الميدالية الذهبية من معرض بيروت الدولي الثاني للابتكار، من بين 70 مشروعا و14 دولة مشاركة، وفي نوفمبر من نفس العام حصلت على الميدالية الفضية في ملتقى التحدي والابتكار بدوله قطر من بين 100 مشروع و 38 دولة مشاركة، واختتمت العام بالمركز الثاني والميدالية الفضية في شبكة الشرق الأوسط للمخترعات والمبتكرات، وتوجت كأفضل ثاني مخترعة على مستوى الشرق الأوسط، ثم تأهلت لتنافس دوليًا لتمثيل الشرق الأوسط في مسابقة GlobalWIIN العالمية.
في مسابقة GlobalWIIN حصلت رزان الكلبانية على شهادة التقدير الخاص حيث يشرف رئيس المسابقة على اختيار أفضل المشاركين.
وحول الخطط المستقبلية تقول: “قدرت على الوصول للعالمية وإبراز المشروع، وهناك خطط مستقبلية للحصول على شهادة الهيئة الدولية للطاقة الذرية مما يزيد من قيمة المشروع، مما يستدعي إجراء تجارب أكثر دقة وتعقيدًا لضمان فعالية المنتج، ولكن عدم توافر هذه الآلات وصعوبة الوصول إليها أدى إلى تأخير الطلب”.