وسائل إعلام- شؤون عمانية
لقطات غير معدلة ولا مفبركة لكن يتم التلاعب في مدلولها بشكل ينافي الحقيقة ويناقضها..
بهذه الافتتاحية تقول الكاتبة حميدة أبو هميلة في مقال نوعي نشر على شبكة إندبندنت الناطقة باللغة العربية: إن مثلما أنهت الصورة حروباً وأجبرت قادة كباراً على التراجع عن خطط الثأر والانتقام، أشعلت أيضاً خلافات وأججت أزمات وأسهمت في ازدهار تجارة العنف، فالأثر الذي تتركه في النفوس أوقع من الكلمات وأكثر ثباتاً، فهي سلاح كما يقول التعبير التقليدي “ذو حدين”.
وفي مقال تتبعت أثره شؤون عمانية تشير الكاتبة إلى أن الصورة باتت أخيراً متهمة بإشعال المعارك الطبقية، واللافت أنه بعد أن كانت الأداة الأكثر صدقية من الكلمات المكتوبة والمسموعة، باتت متهمة بالتضليل و”الاختزال” المخل، فبقدر قوتها الطاغية في الاختصار وسرعة الوصول كلغة يفهمها الجميع، تمتلك قدرة هائلة كذلك على تزكية خطاب الكراهية، فهل الصورة في حد ذاتها هي المذنبة أم أن هناك من يستغل سماتها ومقوماتها لصنع حال مؤثرة يتضح في ما بعد عدم دقتها؟.
والصورة بلا أدنى شك هي الوسيلة الأكثر رسوخاً في الأذهان، فالطفلة فان ثي كيم فوك التي ظهرت في الثامن من يونيو عام 1972 وهي مصابة بحروق بالغة وتركض هرباً من هجوم بمادة “نابلم”، وتسببت صورتها التي هزت العالم في إيقاف الضربات الأميركية آنذاك على فيتنام قبل نصف قرن، وقتها كان التعليق متسقاً مع الصورة ولا مجال للمراوغة أو التزييف.
وتوضح الكاتبة “هميلة”إن تلك الوسيلة التي لطالما حظيت بتقدير صناع المواد الإعلامية أصبحت بحاجة إلى التحقق أكثر من غيرها، نظراً إلى فداحة الخسائر التي يمكن أن تترتب على أي خطأ فيها، والحديث هنا ليس عن الصور المفبركة وتلك التي يتم تعديلها ببرامج التحرير المختلفة، لكن عن صور حقيقية لا مجال للشك في صحتها، لكنها تتخذ أبعاداً أخرى حينما تلتقط من زوايا ما، وترفق بتعليقات تذهب بها إلى اتجاهات أخرى قد تجافي الحقيقة تماماً.
ومثالًا على ذلك ما نراه اليوم في وسائل التواصل الاجتماعي وما ينقل من صور غير حقيقة وبعيدة عن الواقع.
ويدخل في هذا الإطار ما يمكن القيام به في الترويج في اي دولة من دول العالم لشراء عقارات معينة او التبرع لبناء مساكن لذوي الاحتياجات الخاصة أو الانفاق على أسر متعففة ، أو حفر بئر او بناء شارع بجهود شخصية سواء كانت المساهمات مشتركة أو فردية .. كل ذلك بسبب ما تنقله الصورة غير الحقيقية في وسائل التواصل الاجتماعي. فالحقيقة في الصورة غير التي تصل للمتلقي..