العمانية- شؤون عمانية
طورّ فريق بحثي عُماني برنامجا ذكيا يساعد في تشخيص مرضى الزهايمر وتحديد درجته عبر استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في المجال الصحي، وتطوير نظام حوسبة الصور الرقمية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر، حيت يوجد في سلطنة عُمان حاليًا ما يقارب من (5000 إلى 6000) حالة من حالات الإصابة بمرض الزهايمر، ومن المتوقع أن يزداد عدد مرضى الزهايمر في المستقبل وذلك حسب ما أشارت له الأبحاث العلمية في هذا المجال.
وللتعرف على هذا المشروع قالت الباحثة سالمة بنت سليمان الهنائية، من تخصص الحوسبة ونظم المعلومات في كلية الشرق الأوسط: في هذا المشروع البحثي قمنا بتطوير تطبيق ذكي لحوسبة الصور الرقمية من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي وذلك لمساعدة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر الذي يؤدي إلى اضطراب عصبي متفاقم ويتسبب في تقلص (ضمور) الدماغ وموت خلاياه، والذي يعتبر السبب الأكثر شيوعًا للخَرَف في مرحلة الشيخوخة.
وتضيف الهنائية إن المشروع البحثي تم تمويله ضمن برامج وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بهدف المساهمة في تطوير النظام الصحي وتقديم حلول علمية لرعاية صحية فاعلة بسلطنة عمان، والتقليل من تطور المرض وتحسين حياة المرضى عن طريق إتباع منهجية مدروسة وخطوات المعالجة المسبقة.
تطبيق لحوسبة الصور الرقمية
وأشارت الباحثة بأن فريق البحث قام بتطوير البرامج التي تحدد كمية تأثر أنسجة المخ تلقائيًا من الصور المحورية المرجحة عبر التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث أن التطبيق يكشف حجم موت الخلايا العصبية لأنسجة المخ من خلال مسح صورة دماغ المصاب بالرنين المغناطيسي مما يساعد على تقليل الوقت والجهد لأخصائي الأشعة لتشخيص تطور المرض.
وأشارت سالمة الهنائية إلى أن الاكتشاف المبكر للاضطراب لا يقل أهمية عن الإصابة بالمرض، لذلك قد يساعد هذا التطبيق أخصائيو الأشعة العاملين في مستشفيات سلطنة عُمان على فهم شدة موت الخلايا خلال فترة زمنية قصيرة وبقدر قليل من الجهد مقارنة بالفحص البصري.
وتضيف الهنائية إن التطبيق يقوم تلقائيًا بتقسيم أنسجة المخ والحصول على حجمها بالبكسل (وهو أصغر عنصر منفرد في الصور النقطية) باستخدام حوسبة الصور الرقمية والتعلم الآلي (غير الخاضع للإشراف تحت خوارزميات الذكاء الاصطناعي) وهذا بدوره سيساعد أخصائي الأشعة على إدخال صور الدماغ بالرنين المغناطيسي والحصول على حجم كل نسيج من صور الدماغ.
آلية عمل التطبيق
وعن آلية عمل التطبيق قالت الباحثة سالمه الهنائية: يتم الحصول على صورة من صور الدماغ من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي واستخدام تقنيات حوسبة الصور الرقمية لمعالجة الصور مسبقًا عن طريق استخدام تطبيق erosion (التآكل ( وdilation (التوسيع) لإزالة المنطقة غير المخية ورسم خريطة للصورة الموسعة بالصورة الأصلية للحصول على صورة الدماغ بدون الجمجمة، كما تم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال تطبيق خوارزمية التجميع، بعدها سيقوم البرنامج بتقسيم الدماغ إلى ثلاثة أنسجة (المادة البيضاء، المادة الرمادية، السائل الدماغي النخاعي)، ثم يتم قياس حجم الأنسجة المجزأة الثلاثة، ومن خلالها يتم تشخيص المريض إذا كان مصابا بالزهايمر أم لا.