الكاتبة: أسماء سويد*
غاليتي.. ملهمتي..
أعلم أنك تسعين جاهدة لتكوني الأم والزوجة المثالية في حياتِك، وأنك تبذلين الجهد الكبير بين إرضاء الزوج والقيام بواجباتك تجاهه وأولادك والحرص على تربيتهم التربية السليمة والرسالة الصحيحة.. ولأساعدِك على تحقيق هذا السعي المقدس دعيني أخبرك -آسفة- أنك لن ترضي أحدا، وسيكون هناك من الشكايات واللوم والتذمر الكثير، وستجدين نفسك محبطة يائسة تستجدين رِضا الزوج والأولاد، وتنتظرين منهم كلمة حانية وفي لحظة المواجهة معهم تحمليهم مسؤولية التقصير في حق نفسك والتضحيات العظيمة لقاء القيام على راحتهم جميعا.
هل تنامين بشكلٍ كافٍ؟ هل تخرجين مع صديقاتِك وأنت مرتاحة البال مستمتعة؟
هل تأكلين وجبتك المنزلية دون صراخ أو متابعة طعام الأولاد؟
هل لديك وقتك الخاص لشرب فنجان من القهوة دون شعور بالقلق والتقصير تجاه أحد؟
لماذا تستنزفين نفسك وتبذلين طاقة إضافية في سبيل إسعاد غيرك على حسابك وأنت مقصرة في حق نفسك: (نومك – راحتك – طعامك – زياراتك – سهرتك – دراستك – عملك ….) إلى متى ستستمرين أو هل أنت قادرة على الاستمرار الطريقة والآلية نفسها؟
أرى غاليتي أننا نحتاج وقفة جديدة مع الذات ضمن مسيرة الوعي والبصيرة؛ لنكون على هدى لتحقيق ما نصبوا إليه من أهداف وطموحات بشكلٍ متوازنٍ ومدروس، دون طغيان أو خسران لأي بُعدٍ من أبعاد حياتك وفي أي دور من أدوارك التي تمارسينها.
وخطوتنا الأولى في ذلك -ونحن في بداية عام ميلادي جديد- أن تتخذي التخطيط كمنهجية لحياتك بجميع جوانبها، وأن تكتبي كل ما تصبو إليه نفسك من أحلام وطموحات، وفق آلية تعينك على إتمام الخطة والوصول للهدف، بشكل يتناسب مع ما آتاك الله من إمكانيات ومهارات، وما حصلتِ عليه من خبرات وتجارب، مدعّمة بوضوح الرؤية والرسالة مع الإصرار والعزيمة والتحفيز الذاتي والقدرة على إدارة العقبات وتجاوز التحديات والتحلي بالمرونة الكافية لتعديل الخطة بما يتناسب مع تنفيذها حسب مقتضيات الواقع.
ولتحققي ذلك كلّه رتبي أهدافك وارسمي مخططك، ونظمي يومك وأسبوعك وشهرك ضمن أبعاد سبعة تندرج تحتها حياتك وأدوارك كلها، وهي: البعد الزماني، الجسدي، المالي، العقلي، النفسي العاطفي، الروحي، والاجتماعي. وسأتناولها تفصيلا كلا على حدة؛ لتتمكني من وضع خطة ميسرة وشاملة للعام الجديد، وسأبدأ اليوم في تناول البعد الزمني.
– البعد الزماني: وهو أهمّ الأبعاد وعلى رأسها، وإذا وعيت أهمية الوقت وإدارته؛ استطعتِ استثماره بشكلٍ أمثل وأكمل…
كم من ساعات ودقائق وثوانٍ تُهدر دون إنجاز يذكر! وكم من أوقات تمضي دون جديد يعمل! وإنما أيام مكررة غالبا ضمن روتين قاتل سهل اعتدناه، لا يتطلب منّا بذل جهد أو إعمال عقل، وإنما نمط معيشة لا حياة فيها ولا روح. ولو دققنا قليلا لوجدنا أننا نفتقر إلى مهارة إدارة الوقت، ذلك الكنز الذي ينبغي أن نثمّنه ونثمّره، وأقترح عليك غاليتي أن تبدئي بكتابة المواعيد الثابتة لديك ضمن يومك:
– وقت النوم والاستيقاظ.
– وقت الوجبات.
– وقت الفرائض.
– وقت الدراسة أو التدريس.
– الوقت العائلي / الزوجي.
– الوقت الشخصي.
– وقت التخطيط ليوم الغد وتقييم اليوم.
هذه المواعيد ضمن اليوم الواحد أساسية ورئيسية، وكي ينتظم يومك كله تحتاجين أن تبذلي جهدا في تنظيمها وتثبيتها على صعيدك الشخصي وعلى مستوى العائلة.
وما بقي من أبعاد ستة في حياتك يمكن أن تملئيها ما بين هذه الأوقات؛ مما سيساعدك في أن يكون يومك ويوم الأسرة أكثر وضوحا وتنظيما قدر الإمكان.
غاليتي ملهمتي.. لتتمكني من إدارة حياتك بسهولة ويسر وليكون جهاز تحكمها بيدك لا بيد دوامة الظروف والضغوط أقترح أن تكون البداية بداية وعي ونضج ومن أولها ابدئها صح.
لأنكِ الأنثى الواعية.. ولأنكِ المرأة الأمة.. ولأنكِ الملهمة كوني على قدر الوعي الذي يليق بكِ.. كوني أنتِ.. لأنكِ تستحقين.
***كاتبة ومدربة في تطوير الذات