ماجد بن حمد المحروقي
“رائحة كريهة تضج بها الطرق، تباغتك وأنت تسير إلى مقصدك، وما أن تحيل نظرك متتبعا لها حتى تكتشف أنها بقايا مخلفات ذبائح أبى صاحبها إلا أن يشوه المنظر ويلوث البيئة ويعطي للقوارض والحشرات والأوبئة الفرصة للانتشار“، هذا مشهد يتكرر دائما في كل عيد من أعيادنا الإسلامية، وتتكرر معه النداءات بضرورة التعامل الصحيح معه لكي لا تصبح ظاهرة مزعجة وغير حضارية، مع العلم أن الدين الحنيف قد أمرنا بإماطة الأذى عن الطريق، فكيف إن كان هذا الأذى هو مخلفات الذبائح التي تم ذبحها في الأصل- تقربا لله؟!.
لا يخفى على أحد منا أن ما تسببه مخلفات الذبائح من تلوث بيئي وبصري مزعج بالنسبة للأفراد في الجانب الصحي من حيث انتشار القوارض والحشرات والروائح الكريهة، وما يترتب عليه من تشويه للمنظر العام خاصة في المناطق المأهولة بالسكان، ما يدعونا إلى التأكيد على أهمية التخلص الصحيح من هذه النفايات التي تزكم الأنوف برائحتها النتنة وتكدرالنفوس بمنظرها القبيح للمارّين على جنبات الطريق.
وكيلا يتكرر هذا المشهد أمامنا سنة بعد سنة أو حتى في الأيام والمناسبات الأخرى طوال العام، وجب علينا بيان الطرق الصحيحة للتخلص من هذه النفايات، نلخص بعضا منها في سياق هذا الحديث، وسنبدأ بالطرق الحديثة منها والتي تركزعليه الجهات المعنية كشركة (بيئة) المعنية بإدارة عملية التخلص من النفايات، فمن الطرق مثلا أنه عندما يتم الانتهاء من عملية الذبح يجب جمع النفايات في كيس ويحكم إغلاقه بشكل جيد، ثم التخلص منه في الحاويات المخصصة للذبائح في الأماكن المحددة لهذا الغرض. وبالنسبة للشوي فإنه ينبغي إطفاء نار الفحم والتخلص منها في حاوية القمامة أو حتى حفظها في مكان آمن ومناسب لإعادة استخدامها مرة أخرى، أو اختصار هذه العملية بشكل طبيعي وبسيط ومفيد للبيئة حيث يمكن ببساطة دفن هذه المخلفات في المزرعة لتتحلل بشكل طبيعي وتستفيد الأرض منها باعتبارها سمادا طبيعيا غنيا بالعناصر التي تحتاجها الأرض، وبذلك يكون المستخدم قد ضرب عصفورين بحجر واحد فاستفاد من المخلفات بما يخدم مزرعته، وأفاد البيئة بالتخلص منها بشكل سليم وطبيعي.
وهنا وددت الاشارة إلى أن جهود الجهات المعنية بتنظيم وإدارة التخلص من النفايات ظاهرة وجلية للعيان، وقائمة بشكل مستمر في تطويرالعمليات الهندسية للتخلص من النفايات عموما وبحث الاستفادة منها لاحقا بشكل مناسب للبيئة؛ حيث قامت شركة “بيئة” وهي المحرك الأساس والمسؤول عن إدارة هذا القطاع، بتوزيع حاويات مخصصة لهذا الشأن في أماكن مناسبة وبعيدة نسبيا عن المناطق المأهولة، خاصة في فترة عيدي (الفطر والأضحى)، وهذا ما يساعد بشكل كبير في حل هذه المشكلة؛ ولكن الطرف المعوّل الأكبر عليه في هذه القضية هم الأفراد (مواطنين أو مقيمين) والواجب عليهم المبادرة باتباع الطرق الصحيحة للتخلص من هذه المخلفات وذلك لجعل بيئتنا أكثر جمالا ونقاء ونظافة.
كما أن للجانب الإعلامي والتوعوي بالغ الأثر في توعية الناس وحثهم على المبادرة والتكاتف لنشر ثقافة الحفاظ على نظافة البيئة والطبيعة لتكون عُماننا أكثر جمالا، وهذا ما دأبت عليه الجهات ذات العلاقة حكومية كانت أو خاصة، حيث نراه جليا في مواقع التواصل الاجتماعي من نشر مقاطع توعوية بقالب فني عميق الرسالة وبديع الفكرة، إضافة إلى وجود حملات ميدانية للتنظيف وغيرها. وعندما تتلاقى الجهود من المؤسسات والأفراد في سبيل تعزيز الوعي المجتمعي ستكون النتيجة لا شك مُرضية، وباستمرارها يكون الأثر كبيرًا بل وعميقًا