القاهرة- إبراهيم بدوي
حظيت الزيارة الرسمية المرتقبة لفخامة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التي يزور فيها السلطنة، ويلتقي لأول مرة بجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظمـ حفظه الله ورعاه ـ، بتغطية واسعة بين الصحف المحلية المصرية والعالمية، حيث أعدت بعض الصحف المصرية الكبرى تقاريرا ترصد العلاقة الأخوية الطيبة التي تجمع السلطنة بالشقيقة مصر، وعددت المواقف الإيجابية التي اتخذتها السلطنة دوما لمساندة مصر.
وتحت عنوان “العلاقات المصرية العمانية.. نموذج للتعاون والشراكة العربية” تحدث موقع أخبار اليوم عن متانة العلاقات العمانية المصرية وعدد المحطات الرئيسية للعلاقات في عهد الرئيس السيسي، والتي بدأت بزيارته للسلطنة عام 2018، والتي رأت الصحيفة المصرية أنها كانت محطة مميزة في مسيرة العلاقات الثنائية، فقد كانت الأولى للرئيس السيسي منذ توليه منصب الرئاسة في مصر، بالإضافة إلى مشاركة السلطنة بوفد رفيع المستوى في حفل تنصيب الرئيس السيسي، وكذلك في المؤتمر الاقتصادي الذى عُقد بشرم الشيخ في مارس 2015، وافتتاح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس 2015، وغيرها من المحطات التي تتكلل بتلك الزيارة المرتقبة.
كما أشارت الصحيفة المصرية لحجم التبادل التجاري بين السلطنة ومصر، وأكدت على الطموحات التي يحملها الجانبين لتطوير الوضع القائم نحو آفاق أرحب.
وفي تقرير مطول حمل عنوان “بعد اتفاقية كامب ديفيد.. عُمان البلد العربي الوحيد الذي لم يقطع علاقاته بمصر”، رصد موقع صدى البلد الإخباري المصري متانة العلاقات بين السلطنة وجمهورية مصر العربية، ووصفها بذات الطابع الخاص والفريد بين العلاقات الدولية لكلا البلدين.
وأكد الموقع أنها علاقات تتسم بالود والصداقة على مدار تاريخ إنشاء العلاقات الثنائية بين مسقط والقاهرة، كما أنها لا تتأثر بأي تحولات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية عالمية أو إقليمية، مشيرا إلى أنها بدأت منذ أكثر من 3500 عام، فالتبادل التجاري بين البلدين بدأ بين قدماء المصريين وأهل عمان، حيث كان يتم تصدير اللبان العُماني الشهير من ظفار إلى مصر، بل إن الملكة المصرية حتشبسوت زارت ظفار في رحلة تاريخية ما يدلل على حضارة البلدين وعلاقاتهما التي تضرب في جذور التاريخ.
ورصد الموقع الإخباري المصري المواقف العمانية الفريدة التي كانت تأتي في أصعب الأوقات والظروف، مثل موقف السلطنة العمانية من قطع علاقات الدول العربية مع مصر بعد اتفاقية السلام بين مصر ودولة الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة للمرسوم الذي قضى بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، مع إرسال بعثتين طبيتين عُمانيتين لمصر، وذلك أثناء حرب أكتوبر المجيدة.
فيما نشر موقع فيتو الإخباري أيضا تقريرا عن الزيارة تحت عنوان “تطور العلاقات المصرية العمانية” تزامنا مع زيارة الرئيس السيسي سلطنة عُمان، والذي أشار فيه لتطور العلاقات بين السلطنة ومصر في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، ما يعكس رغبة القيادتين في تدعيم ذلك التوجه، وعدّد الموقع في تقرير مطول أوجه التعاون البناء والمثمر بين البلدين.
من جهتها حملت بوابة دار الهلال المصرية في تغطيتها للزيارة عنوان “قبل زيارة الرئيس السيسي.. أبرز المحطات في العلاقات المصرية العمانية”، وشمل التقرير أوجه العلاقات العمانية المصرية في العصر الحديث منذ عهد الرئيس المصري جمال عبد الناصر، وحتى محطات تطور العلاقة في عهد الرئيس السيسي، والتي تكللت بهذا اللقاء المرتقب الذي ينتظر منه الكثير.
فيما رصد موقع البوصلة الإخباري المصري آراء بعض السياسيين المصرين عن الزيارة حيث أجمع الخبراء والسياسيون المصريون على أهمية زيارة الرئيس السيسي لسلطنة عُمان في إعطاء زخم للتعاون المشترك، وتنسيق المواقف على الساحتين العربية والدولية.
حيث ينتظر أن يشكل لقاء القمة العُمانية – المصرية بين السلطان هيثم بن طارق، والرئيس عبد الفتاح السيسي علامة بارزة في مسارات العلاقات بين البلدين، وتمثل الزيارات المتبادلة نقطة تحول في العلاقات الثنائية، من حيث دعم كافة مجالات التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وبما يخدم تطلعات الشعبين العماني والمصري.
وفي هذا الإطار، ثمن عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ووزير الخارجية الأسبق، الدور الذي تقوم به سلطنة عُمان في خدمة العمل العربي المشترك، تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق.
ووصف موسى سلطنة عُمان بالدولة المهمة، موجهاً التحية للسياسة العاقلة والمتعقلة للسلطنة، التي مكنتها من أن تلعب دورا مهم في منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية، فيما يتعلق بدعم إرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال: ما زلت أتذكر التعاون الكبير بين مصر وسلطنة عُمان عندما كنت وزيرا للخارجية، ودور عُمان الفاعل في دعم العمل العربي المشترك عندما كنت أمينا عاما لجامعة الدول العربية.
وأشار إلى أن السلطنة أصبحت ركيزة من ركائز نشر السلام، والحيلولة دون اشتعال الأزمات عبر نهج الوساطة، وإدارة الأزمات بما يفيد المنطقتين الخليجية والعربية.
بدوره، أكد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية، أهمية الموقف المتفرد لسلطنة عمان الفريد بين الدول العربية، والمكانة الخاصة التي تحظى بها بين شعوبها، بسبب نهجها القائم على تبني سياسات تتسم بالحكمة، وجهودها في إحلال السلم الاقليمي.
وأشار أبو الغيط إلى اعتزاز جامعة الدول العربية بمواقف السلطنة المتمثلة في دعم حل المشكلات سلميا، في إطار الحرص على مد جسور التفاهم والتعاون بين البلدان المختلفة، وتخفيف حدة التوترات بالمنطقة، ودعم الجهود العربية الهادفة لترسيخ دعائم التعاون الدولي المتعدد الأطراف في شتى المجالات، إضافة إلى دورها في خدمة قضايا الامة العربية والعمل العربي المشترك.
من جهته، أشاد الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، ونقيب الصحفيين المصريين الأسبق، بالدور العُماني البناء والفاعل على الساحة العربية، لما تقوم به السلطنة من جهود وساطة تقلل من حدة الاحتقان بالمنطقة، قائلا: إن سلطنة عمان تقوم بدور كبير في حل مشكلات المنطقة، بما في ذلك الوضع في اليمن والأزمات المرتبطة بمصالح الدول العربية.
كما أشار الدكتور محمد فايز فرحات رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إلى أن السياسة الخارجية العُمانية، تستند إلى مبدأ عدم الانحياز في أي مشكلات إقليمية أو في النزاعات الدولية، وهو ما جعل لها ميزة عن غيرها من بلدان المنطقة، لافتاً إلى تواصل مسيرة نهج عُمان المتجددة بقيادة السلطان هيثم بن طارق، الذي أكد دوماً على تعزيز العلاقات مع مختلف دول العالم، وفي القلب منها مصر، من خلال كافة مجالات التعاون وفي مقدمتها المجالات الاقتصادية والاستثمارات المشتركة بما يعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
في حين نشر موقع جريدة اليوم السابع المصرية تصريحا مطولا لسعادة السفير عبدالله الرحبى، سفير سلطنة عمان لدى القاهرة، أكد خلاله على أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للسلطنة ترجمة للتاريخ الكبير من الترابط والاحترام والتقدير ما يربط بين البلدين في نظرتهما للقضايا الدولية المهمة فهي رؤية متشابهة، مضيفا أن كلا البلدين يؤمنان بأهمية معالجة القضايا والإشكاليات الدولية بالحوار والسلام هذه الرؤية المشتكة ما جعلت العلاقات ثابتة ومتطورة ولم تشهد أي انكسارات.
وأضاف السفير العُمانى، أن هذه الزيارة ستكون انطلاقة إلى مزيد من التنسيق والعمل المشترك، والبرنامج المُعد لزيارة الرئيس الذي يحتل الملف الاقتصادي جانبا مهما منه، وسيلتقى خلال زيارته بمجموعة من رجال الأعمال العُمانيين.
وتابع الرحبى أن عُمان ترحب بالرئيس السيسي الذى يحل ضيفًا عزيزًا على السلطنة الإثنين بدعوة من السلطان هيثم بن طارق، وأن القلوب مفتوحة قبل الأبواب للرئيس، في زيارته الثانية له لسلطنة عمان والأولى في عهد جلالة السلطان هيثم.
وأضاف سعادة السفير الرحبى، في تصريحاته، أن هذه الزيارة تأتى في وقت يعيش اضطراب ويواجه تحديات كبيرة لذلك المحور الأساسي هو كيفية التنسيق من أجل أن تجتمع الأمة العربية كصف واحد، وتحافظ على أمن استقرار شعوبها، فمصر تلعب دورًا مهمًا بالمنطقة وعُمان أيضًا لها تجربتها السياسية المرتكزة على ثوابت مهمة ولعل من أبرز الثوابت المشتركة بين الدولتين تأكيدهما على احترام القانون الدولي وإيمانهما بالحوار السلمى لحل الخلافات، ما جعل الدولتين موضع احترام وتقدير دول العالم.
واستكمل سعادته حديثه قائلًا: لا شك أن الملف الاقتصادي يفرض نفسه بقوة في هذه المرحلة؛ ولذا سيكون له الأولوية في النقاش أثناء زيارة الرئيس السيسي وقد تنامت في الفترة الأخيرة الزيارات المتبادلة في هذا الجانب، فهناك الكثير من الوفود العُمانية قد زارت مصر للاطلاع على الفرص الاستثمارية، كان آخرها وفد من رجال الأعمال العُمانيين أعضاء غرفتي تجارة سُحار وعُمان حيث عقدوا لقاءات مع رجال أعمال مصريين بالتنسيق مع هيئة الاستثمار واطلعوا على كثير من فرص الاستثمار خاصة في العاصمة الإدارية الجديدة، وهناك أيضا رجال أعمال مصريين قاموا بزيارات للسلطنة بالتنسيق مع السفارة، مضيفا: مثل هذه الزيارات سواء على مستوى رجال الأعمال أو المسئولين بالحكومتين ستفضى بلا شك إلى نتائج تصب في صالح شعبي الدولتين.
ولم تحظ الزيارة باهتمام مصري محلي فقط، بل اهتمت العديد من الصحف العربية بالزيارة، وعلى رأسها صحيفة الشرق الأوسط التي جاء اهتمامها بالزيارة تحت عنوان “مباحثات مصرية ـ عُمانية لتعزيز علاقات التعاون.. السيسي يزور مسقط للتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية”، حيث رصدت الصحيفة العربية ذات الطابع الدولي صدى الزيارة وأبعادها، ومراحل تطور العلاقات بين السلطنة ومصر في الفترة الأخيرة والتي تكللت بتلك الزيارة المرتقبة.